هواة التقحيص والاستعراض في «أم نقا» استبقوا استعدادات «الداخلية» بتنظيم احتفاليتهم مساء اليوم الأخير من السنة الماضية
2019... بداية نارية
المحتفلون اعتمدوا خطة مُحكمة للإفلات من قبضة رجال «الداخلية» بدأت بتغيير موعد الاستعراض ومكانه
رجال الأمن طوّقوا ساحة الاستعراض المعتادة فيما كان الشباب يمارسون هوايتهم في ساحة بديلة
الشباب استأجروا مزرعة وضعوا فيها سياراتهم قبل أيام استباقاً لمنع الوصول للمنطقة
شباب من دول خليجية شاركوا في وصلات التقحيص بعدما وصلوا إلى الكويت لهذا الغرض
حفلة الاستعراض التي اتسمت بالقوة والعنف جعلت السيارات في حال يُرثى لها
جمعية إحياء التراث نصبت خيمة قرب الاستعراض لتوعية الشباب وتقديم الهدايا لهم
كل الطرق تؤدي إلى «أم نقا»...
ولأن الطرق إلى هناك في هذا الوقت تكون مرصودة من رجال وزارة الداخلية، منعاً لتنظيم استعراضات خطيرة، تُعرّض حياة الشباب للخطر، فقد استبق الشباب إغلاق دوريات المرور للطرق، بالتداعي لاستقبال العام الجديد، عصر الإثنين، حيث نظموا استعراضهم السنوي الذي لا يخلو من مخاطر على حياة الشباب، سواء من قائدي السيارات أو الجمهور الذي ينتظر المناسبة ليتابع استعراض السيارات.
ولأن استقبال العام الجديد يكون مختلفاً عند الشباب، فقد أرادوا التعبير عن الاحتفال بعيداً عن الطرق التقليدية والطاولات المستديرة والشموع المضيئة، ليشهد ميدان بر أم نقا في شمال البلاد، احتفالية «نارية» من تقحيص واستعراض لفنون القيادة قدمها المحتفلون ونفذوا حركات استعراضية تضاهي أشهر قائدي رياضات السيارات على مستوى العالم.
ساحة التقحيص، التي غابت عنها معايير السلامة، شرعت أبوابها لدخول مجنون لقائدي السيارات، للاستعراض في ساحة خاوية تفتقد لقواعد الامن والسلامة، إلا أن الاحتفالية سارت وفق ما هو مخطط لها من دون حصول حوادث أو تصادم بينهم.
ضيوف الاحتفالية احتشدوا في محيط بر أم نقا، عصر ومساء الاثنين، لمتابعة أحداث ومستجدات حفلة التقحيص، وسط حضور كثيف من الشباب الذين عبروا عن فرحتهم بالعام الجديد وتابعوا بشغف مهارات زملائهم القوية في القيادة والتحكم بطريقة احترافية وفنية. واتسمت ساحة التقحيص بسيطرة كاملة للسيارات السبورت الكلاسيكة، ذات الموديلات القديمة المزودة بمحركات «ملغومة» تجعلها فائقة السرعة وقوية، لمساعدة قائدها على تأدية الحركات البهلوانية والالتفاف السريع، ولم يغفل أصحاب السيارات عن بث هموم العشق، وسطروا على سياراتهم عبارات العشق والغرام والرحيل والشكوى من تجاهل المحبوب.
المحتفلون في أم نقا نفذوا خطة محكمة للإفلات من القبضة الأمنية والانتشار الكبير من قبل رجال الأمن، ونجحوا في خطتهم بالهروب من العيون الامنية ولم يخلفوا موعدهم السنوي، في الاحتفال، حيث شهد محيط مناطق أم نقا انتشاراً أمنياً كثيفاً، وحاصرت سيارات الشرطة الساحة القديمة للاحتفال، إلا ان الشباب وضعوا أيديهم على ساحة جديدة، وهي ضمن مشروع إنشائي قيد التنفيذ قريب من طريق «بحيث» لاقامة احتفاليتهم.
ويتلخص مشهد حفلة التقحيص بدخول أكثر من مشارك للساحة لتقديم وصلات استعراضية، تتسم بالقوة والعنف مما يجعل السيارة في حال يرثى لها ويتصاعد منها دخان كثيف وشرار حتى تصل إلى مرحلة الذروة وهي انفجار الاطار وتتطاير أشلاءه معلنا انتهاء المواجهة، يخرج بعدها لاستبدال الاطار والعودة من جديد لساحة المواجهة.
وكشف أحد المشاركين الشباب الذين حضروا الاحتفالية، والذي فضل عدم ذكر اسمه، ان الشباب قاموا في هذا العام بتأجير مزرعة لوضع سياراتهم قبل الاحتفال بأيام، تحسبا لاي مداهمة او نقاط تفتيش من قبل وزارة الداخلية، بحيث تكون السيارات الخاصة بالتقحيص قريبة من موقع بر أم نقا، اضافة الى عملية تبديل الإطارات وتصليح السيارات في حال تعطلها. واشار الى أن الاحتفال عبارة عن حلبة تقحيص واستعراض سنوية بين الشباب الذين يحضرون من مختلف مناطق الكويت، إضافة إلى مواطنين من دول خليجية يشاركون في الاحتفال وحلبة الاستعراض.
من جانبه، عبر احد المحتفلين عن سعادته بمشاهدة «وصلات التقحيص والاستعراض الجميلة التي يؤديها الشباب بمهارة وإتقان الى جانب الأصوات التي تستهويني ومشاهد النار والشرار التي تصدرها السيارات».
وقال أحد الشباب المشاركين انه يحرص سنويا على المشاركة في الاحتفالية ومشاهدة حلبة التقحيص التي يجد فيها متعة وسعادة تفوق كل مواقع الاحتفالات الاخرى، حيث يجلس طوال اليوم منتظراً مشاهدة وصلات التقحيص والاستعراض. وطالب بأن يتم وضع الحلبة بشكل رسمي وبإشراف الجهات الرسمية بدلاً من الوضع الحالي المخالف الذي قد يترتب عليه مخالفات قانونية للشباب، وقد يلاحقون بعد فترات طويلة من الزمن وهذا يؤثر على مستقبلهم، لذلك لابد أن تفكر الدولة في وضع مثل هذه الحلبات في كل محافظات الكويت ليقوم الشباب بتفريغ طاقاتهم ومواهبهم بشكل رسمي بعيدا عن الملاحقات القانونية.
وفي المقابل، نصبت جمعية إحياء التراث الاسلامي خيمة لنشر الوعي بين الشباب وتقديم النصائح والتوجيهات والدروس والهدايا للشباب.