وجع الحروف

في عام 2019...!

تصغير
تكبير

كتبنا في شهر مارس 2014 مقالاً بعنوان «كويت ما بعد 2014 ؟»... وطالعت من باب الاستئناس والتجانس بين ما أراه وبين ما جاء في أعلى الصفحة الأولى من جريدة «الراي» عدد الأحد 30 ديسمبر 2018 «ماذا ورّثت 2018 إلى 2019؟».
هي... هي؟ لم يتغير شيء وذات الأسباب ظلت ماثلة منذ أعوام، بما فيها ما جاء في مقال 2014 ونخص ما يهم المواطن.
وكثيرا ما أعيد التساؤل على أحبتنا: هل الخلل من المواطن أم من الحكومة؟


ولا أجد سوى إجابة واحدة وهي أن الخلل يعود لثقافة ووعي المواطن، الذي بقي مع الأسف معتمدا على أسلوب «التحلطم» للتنفيس عن نفسه في الديوانيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
البعض - الله يهديه - يكتب ويعلق وفق ما تمليه هوى نفسه، والبعض الآخر يكتفي برصد ومتابعة ما يحصل، ويكتفي بالتعليق، وآخرون يكررون الإجابة نفسها«الشق عود... جايز لهم... شنسوي».
أقول: المواطن هو السبب? لأنه هو من أوصل ممثليه إلى مجلس الأمة، واستمرار القضايا التي نعاني منها يعود لتدني أداء كثير من النواب، والشاهد عليه غياب التشريع والمراقبة والجنوح إلى المصالح الضيقة والضغط الظاهري الشكل.
لو أننا أحسنا الاختيار? لكان هناك تفعيل للأدوات الرقابية والتشريعية والذي على ضوئه يكون في الإمكان تغيير حال كثير من القضايا.
ها نحن ندخل عام 2019... وما زلنا نعاني من المشاكل نفسها، وعلى رأسها التعليم والصحة والخدمات والقضية الإسكانية وسوء تنفيذ المشاريع والقيادات الباراشوتية وخلافه.
اتخاذ القرار يبدأ من حسن اختيار القيادات، وحسن اختيار ممثلي الشعب... وهذا لا يكفي أبدا؟
الجموع تحتاج إلى الأخذ بالمعطيات ومراجعة الموروث الثقافي السيئ، وبناء تكتلات ذات أهداف وطنية صالحة، تعمل وفق استراتيجية واضحة بما فيها جمعيات النفع العام والنقابات: إعلامية? نيابية «متابعة أداء النواب» ? ثقافية/‏ حوارية، «عبر ملتقيات ولو شهرية لتنوير فئات المجتمع والحرص على الوحدة الوطنية، ورفع مستوى الوعي لدى البعض إزاء القضايا الحيوية»؟

الزبدة:
يكثر الحديث حول أماني العام الجديد 2019... والشاهد أن ما نراه قد يختلف عليه وهذا أمر طبيعي بين البشر منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، لكن استراتيجيا هذا هو ما نراه، لأن سرد ونقد القضايا على نحو فردي لا يعالج أيا من المشاكل، التي نعاني منها.
كل ما أتمناه? أن ينتهي العمل بالقيادات الباراشوتية? قبول الرأي والرأي الآخر، وهذا هو دور الأجهزة الإعلامية الرسمية والأهلية بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي? إصلاح المنظومة الإدارية عن طريق إعادة هيكلة شاملة? توفير نظام تعليمي سليم للعام والعالي والخاص أيضا? تنفيذ المشاريع الكبرى بتكلفة معقولة ومدة زمنية مقبولة? طرق بلا زحمة وجودة و...!
المهم هو تحفيز الجموع إلى الأخذ بالعمل الوطني التطوعي الجماعي، لإيصال معاناة المواطنين والتشديد على ضرورة حسن اختيار نواب مجلس الأمة كمدخل للإصلاح.
كثيرة هي الأماني واختصارها مفيد إلى حد ما، لأن معظم الباقي مما لم نذكره معلوم لدى الجميع ووسائل الإعلام والتواصل الجماعي الصالح منها «ماقصرت»... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي