ماذا ورثت 2018 إلى 2019 ؟

البرميل / عين السياسيين والاقتصاديين على أسعار النفط

تصغير
تكبير

لعل أكثر ما يشغل بال السياسيين والاقتصاديين على حد سواء هو أسعار النفط، نظراً لأهميتها في تنفيذ الخطط المرسومة بناء على الإيرادات والمصروفات.
ورغم انتعاشتها الملحوظة منذ بداية النصف الثاني من العام الحالي، إلا أنها عادت خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى موجة خسائر كبيرة لم تشهدها منذ مدة طويلة.
وبينما يحاول الكثيرون التنبؤ بحركة الأسعار خلال العام المقبل، قال الخبير والمحلل النفطي محمد الشطي، إن الاقتصاد العالمي قد يشهد تراجعاً بنحو 3.5 في المئة خلال 2019، مقارنة مع 3.7 في المئة خلال 2018، على أن يزداد التراجع في 2020.
وأضاف الشطي أن الاقتصاد العالمي سيتأثر سلباً مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والذي قد يقود لدورة تراجع اقتصادي، مبيّناً أن الاستقرار المالي العالمي والنمو العالمي يواجهان تحدياً، خصوصاً إذا شهدت الأسواق الناشئة مزيداً من التدهور أو تصاعداً في حدة التوترات التجارية.
وتوقع الشطي أن يشهد الطلب على النفط تراجعاً بنحو 1.3 في المئة خلال عام 2019، مقارنة مع 1.5 في المئة خلال عام 2018، بسبب المخاوف من تباطؤ أداء الاقتصاد العالمي.
وأشار إلى ان أسعار النفط انخفضت بشكل متواصل، بعدما بلغت الذروة في بداية أكتوبر 2018، في حين ما زال المعروض يرتفع بشكل أكبر من التوقعات، ما يعني اختلال ميزان الطلب والعرض في السوق، وضعف وتيرة أداء الاقتصاد العالمي، ما يؤثر على توقعات معدل نمو الطلب.
ورأى أن هذا الأمر أسهم في معاناة الأسعار من حالة الكونتانغو، أي ضعف الأسعار حالياً، مبيناً أن هذه الأوضاع شجعت على تسييل المراكز وبيع بيوت الاستثمار في الأسواق الآجلة.
ولفت إلى ان الإمدادات من خارج «أوبك» نمت خلال عام 2018، بمقدار 2.5 مليون برميل يومياً، وتشمل 2.13 مليون برميل يومياً من إنتاج النفط في الولايات المتحدة الأميركية، و300 ألف برميل يومياً من كندا، و160 ألف برميل يومياً من روسيا.
وأوضح أن التوقعات تشير إلى ارتفاع الإمدادات من خارج «أوبك» خلال عام 2019 إلى 2.16 مليون برميل يومياً، بما يشمل 1.7 مليون برميل يومياً من أميركا، و360 ألف برميل يوميا من البرازيل، و110 آلاف برميل يومياً من روسيا.
وقال الشطي إن إنتاج النفط الخام يستمر في التصاعد والارتفاع، من 16.5 مليون برميل يومياً خلال 2018، إلى 18.2 مليون برميل يومياً خلال 2019، ما يمثل ارتفاعاً مقداره 1.7 مليون برميل يومياً.
وأوضح أن الفائض في المخزون النفطي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وصل مع نهاية شهر أكتوبر، إلى نحو 22 مليون برميل، وهو اعلى من متوسط السنوات الخمس الماضية، ما يعد مؤشراً إيجابياً، معتبراً أن الفائض ما زال طفيفاً إذا ما تمت مقارنته مع مستوى الفائض في نهاية 2016 والذي كان عند 400 مليون برميل.
ورأى الشطي أن الدول الأعضاء في إعلان التعاون لخفض الإنتاج، نجحت في التخلص من هذا الفائض خلال 2017 و2018، ليحدث التوازن في الأسواق، بما ساهم في دعم تعافي الأسعار وتحقيق استقرار الأسواق.
وأكد أن أسواق النفط شهدت 3 محطات خلال عام 2018، هي استمرار اتفاق التعاون والذي أسهم في رفع نفط خام الإشارة ليبلغ الذروة عند 86 دولاراً للبرميل في 3 أكتوبر 2018، واتخاذ الأسعار لمسار تنازلي، وهبوط سعر نفط خام الإشارة (برنت) إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل في نهاية ديسمبر 2018.
وذكر أن التطور الثالث كان الاتفاق حول خفض الإنتاج في 2019، بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، معتبراً ذلك بمثابة مؤشر إيجابي يسهم في تقييد المعروض خلال العام المقبل، وسط تناقص المخزون وتعافي أسعار النفط الخام.

الحظر الإيراني
ورأى الشطي أن الحظر على مبيعات النفط الإيراني، والانطباع بأن صادرات النفط الإيراني ستتوقف تماماً، وأن السوق لن تستطيع تعويضه مع إصرار الإدارة الأميركية على المواجهة، أسهم في دفع أسعار النفط الى مستويات قياسية، وسط توقعات بأنه يمكن أن تكسر حاجز الـ 90 دولاراً للبرميل.
واعتبر ان الاستثناء وفترة السماح التي قدمتها الإدارة الأميركية لمستوردي النفط الإيراني، بالتزامن مع اتفاق «أوبك» مع حلفائها، بضرورة رفع الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا وخفض نسب الالتزام بالاتفاق لتدور حول 100 في المئة، اسهم في خفض الأسعار بشكل متواصل، مع الشعور بالمخاطر حول أداء تنامي الاقتصاد في العالم.
وتابع أن إنتاج إيران انخفض فعلياً بمقدار 500 ألف برميل يومياً، بين يونيو ونوفمبر 2018، وهو مرشح لاستمرار الانخفاض، وسط استمرار انخفاض إنتاج النفط في فنزويلا، وتأثر إنتاج النفط في ليبيا بسبب ظروف جيوسياسية غير مستقرة وفنية.
وأوضح أن أعلى متوسط للإنتاج سجل في شهر نوفمبر 2018، في حين أن المخزون النفطي لا يعاني من فائض كبير، منوهاً بأن مستوى الاستثمارات في قطاع الاستكشاف والإنتاج مازال دون المستويات التي بلغها عام 2014.
وأكد الشطي أنه بالرغم من الاحداث المتتالية، فإن كل هذه التطورات تدعو للتفاؤل حول الأسواق والأسعار خلال عام 2019، مرجحاً أن يبلغ متوسط سعر نفط خام الإشارة برنت نحو 63 دولاراً للبرميل وهو ما يعادل 59 دولاراً لبرميل النفط الكويتي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي