وجع الحروف

التشكيلة الحكومية و... ثرثرة!

تصغير
تكبير

مثالياً يفترض الأخذ بمعايير الكفاءة? الخبرة? الرشد? تحقيق النتائج «الإنجازات» عند المفاضلة لاختيار أي مرشح لمنصب وزاري? ومثالياً أيضاً يفترض أن يعرض على المرشح الجزء الخاص بالحقيبة من برنامج عمل الحكومة، ويطلب من المرشح تقديم ما يمكن إضافته وتحقيقه.
ذكرت المثالية لسبب بسيط وهو أننا نمتلك الخبرات والكفاءات، ممن تقلدوا مناصب تنفيذية وتستدعي الضرورة الاستعانة بهم، لا سيما ونحن مقبلون على تحديات خاصة في جانب الإيرادات المتوقعة مع تغير النظام الاقتصادي والتغيرات المؤثرة فيه بالنسبة للنفط، كي نتمكن من خلق فرص استثمارية تعود علينا بمردود مالي يقلل من اعتمادنا على النفط، إضافة إلى وجوب توفير اكتفاء ذاتي من المحاصيل الزراعية لبسط حالة من الأمن الغذائي، لمواجهة التغيرات المناخية المتوقعة في الأعوام المقبلة.
لم أر مؤشراً واحداً يشير إلى اقترابنا - ولو بنسبة ضئيلة - من المثالية المطلوب اتباعها عند تعيين الوزراء والقياديين.


خذ عندك التشكيلة الحكومية الجديدة? الدكتور خالد الفاضل «هندسة كيميائية وخبرة في المجال الأكاديمي»، يعين في بداية العام بمنصب وكيل وزارة التجارة، وفي أقل من عام يتم اختياره وزيراً للنفط والكهرباء، وفي المقابل نرى أن سعد الخراز? وفهد الشعلة? وربما مريم العقيل قد تدرجوا في المناصب «العمل المؤسسي».
الغريب في التشكيلة الحكومية? التدوير الذي حصل لبعض الوزراء، ممن لوح لهم بالمساءلة السياسية، كوزير التجارة ووزيرة الإسكان والخدمات.
تقول زاوية ثرثرة (الراي عدد 27 ديسمبر 2018): «هل ما زالت جنان متمسكة بتحديها النواب باستجوابها بما يتعلق بإخفاقات الأمطار? أم أن تغريدات الليل يمحوها النهار»؟!
الأمر المستغرب وغير المتوقع هو بقاء بعض الوزراء الآخرين في مناصبهم رغم تدني مستوى الإنجاز في وزاراتهم.
مع كل القضايا التي عانينا منها? أود من الجميع ملاحظة ما يحدث في دول حولنا.
وزير بريطاني يستقيل بسبب تأخره عن اجتماع مجلس اللوردات? وزير النقل الياباني يستقيل من منصبه عقب تصريحات أدلى بها واعتبرت «زلة لسان»، بعد أربعة أيام من توليه منصبه? وتبعه وزير آخر للسبب ذاته.
«زلة لسان» تدفع بوزير لتقديم استقالته، بينما نحن هنا في الكويت نصبح على كارثة، ونمسي على آخرى، وظلت الوزيرة جنان في منصب جديد وألحقت الخدمات لوزير التجارة!
«زلة لسان»... أعتقد أن مَن يعرف ما يدور في بعض الوزارات لربما «يشق جيبه»!

الزبدة:
أجزم بأن كثرة التشكيلات الحكومية والتعيينات الباراشوتية للقياديين، لمؤشر على عدم فهمنا بالمعطيات وتعمد إقصاء الكفاءات.
ولن نجد حلاً لقضايانا إلا من خلال إعادة هيكلة شاملة وجذرية للمنظومة الإدارية، والاستعانة بالكفاءات فقط.
هل أصبح المنصب القيادي تشريفاً... مكافأة... محاصصة، أو لتصريف أعمال محددة سلفاً؟
عندكم الإجابة... ونحن فقط نعرض ما نلاحظه وما ينبض به الشارع الكويتي، مطالبين الحكماء العقلاء أن يتوجهوا بالنصح لأصحاب القرار كي «يتماكنوا» الوضع قبل أن نغرق جميعاً... وإن لم يحصل فلن ينفع التبرير لـ«زلة لسان» أو «خطأ في التقدير»، رغم ما يعرض على مدار الساعة في الوسائل الإعلامية المختلفة... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي