عدنا والعود أحمد والحمدلله رب العالمين... واليوم سنتحدث عن أهم قضية تهم المجتمع الكويتي، وتهم المقيمين والوافدين، وهي قضية النصب العقاري، التي تمت أحداثها داخل الكويت، وشغلت الرأي العام بأكمله، فموضوع النصب العقاري - الذي مارسته الشركات العقارية داخل المعارض المحلية والمجمعات التجارية والأسواق العامة - خطير جداً، خصوصاً حينما تمس شريحة كبيرة من الناس في الديرة، وأقيمت تحت رعاية رسمية ممثلة بوزارة التجارة والصناعة، وبالتالي كأنها تعطي الضوء الأخضر للمواطنين والمقيمين بأن هناك اطمئناناً تاماً ومصداقية حقيقية في عملية البيع، ولذلك اصبح هؤلاء المشترون أكثر اطمئناناً تجاه المعارض المحلية، كونها تحت غطاء حكومي وبترخيص معتمد من وزارة التجارة والصناعة، ولكن - في الواقع - فالأمر مختلف تماماً، أي أن أغلب الأسر الكويتية قد وقع في فخ النصب العقاري من غير علم!
فعمليات النصب العقاري لم تقتصر فقط على العقارات الدولية في الخارج، وإنما حدثت داخل مناطق الكويت التجارية وتحت أسماء شركات دولية ومحلية، وهذا يدل على أن هناك تخبطاً واضحاً في عملية الترخيص في وزارة التجارة!
والسؤال هنا: هل الحكومة ممثلة بوزارة التجارة والصناعة هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن ضياع مدخرات المواطنين والمقيمين في غفلة عن الزمن، أم أن القضية أكبر من ذلك؟! فلو كانت الحكومة حريصة على مدخرات المواطنين لماذا سمحت لهذه الشركات بأن تتفنن في عمليات النصب في البلاد إلى أن طالت اليوم عشرات الأسر الكويتية، وهذا الأمر انعكس سلباً على نفسيات وسلوكيات الأسر المتضررة، التي شكت بدورها إلى وزارة التجارة والصناعة عن هذا النصب العلني، إلا أن هذه الجهة مع الآسف لم تقم بأي إجراء فعلي في هذا الشأن، وضربت هذه القضية بعرض الحائط، رغم أنها هي المسؤول الاول عن هذا التجاوز.