عُرضت في «الدسمة» ضمن فعاليات «الكويت المسرحي 19»
«ميلاد غريب»... حين يكون الفراق اضطرارياً
ضمن العروض الرسمية لمهرجان «الكويت المسرحي 19» قدمت فرقة المسرح الكويتي - أول من أمس - على مسرح الدسمة، عرضاً بعنوان «ميلاد غريب»، من تأليف محمد الرباح وإخراج فيصل العميري وسينوغرافيا فيصل العبيد وماكياج زينب المؤمن. أما التأليف الموسيقي، فهو لخميس الخميس والإشراف الإداري لمهدي السلمان، في حين تشارك في بطولته، كل من فيصل العميري وسماح ومهدي القصاب وعبدالله البلوشي.
في ليلة شتاء بائسة، لامرأة تحاول تضميد جراحها لتمضي في طريق السعادة، بعد أن دقّ الحب باب قلبها ليدخل في حياتها ذلك الرجل، الذي أحبته ووجدت فيه اختصاراً لكل أحلامها وآمالها المستقبلية، لكنه سرعان ما اختفى وظلّت تنتظره بلا كللٍ، حتى جاء ابنها إلى الدنيا - يؤدي دوره فيصل العميري - الذي لم تطلق عليه اسماً لحزنها على حبيبها الغائب، فظل ذلك الابن غريباً منذ ولادته.
مرّت السنوات وظلت تلك المرأة حبيسة الحزن، وكبرت حتى شاب شعرها، وكبر ابنها الذي توجه إلى القضاء ليعرف مصير والده، لتعترف الأم أن والده خرج ولم يعد، لكنه لم يمت، فطلبت من ابنها أن يرحل من البيت، كي تنسى ماضيها كونه يُذّكرها بزوجها، وحتى تعيش الدنيا بلا حسرة الفراق وعذاب الهجر والانتظار.
يعتبر العرض، من الأعمال الإنسانية بامتياز، ويُحسب لمؤلفه الكاتب المسرحي محمد الرباح أنه نجح ببراعة في نسج فصول أول أعماله ككاتب، في حين لا نغفل عن براعة الثنائي فيصل العميري وسماح، اللذين سبق وأن شكلا معاً «دويتو» ناجحاً، في المسرح الأكاديمي عبر مسرحية «صدى الصمت».
أما السينوغرافيا، فقد كانت الحدث الأبرز، حيث وضع فيصل العبيد رؤيته الثاقبة في الخدع البصرية والموسيقى، فضلاً عن روعة الديكور الذي اعتمد على بعض القطع لتعبّر كل منها عن دلالات ورموز معينة، بينما خدمت الإضاءة العرض المسرحي بشكل ملحوظ، حيث ألقت أضواء مريحة للعين، وتم توظيفها لتناسب الحبكة الدرامية.
الندوة التطبيقية
أعقبت العرض، ندوة تطبيقية في صالة الندوات في مسرح الدسمة، أدارها الفنان طالب البلوشي، بحضور المُعقبة والناقدة سعداء الدعاس والمخرج فيصل العميري بالإضافة إلى المؤلف محمد الرباح.
في البداية، تحدثت المعقبة والناقدة سعداء الدعاس، قائلةً: «أهنئ زميلي الفنان فيصل العميري لحصوله أخيراً على جائزة الدولة التشجيعية». وتابعت: «في (ميلاد غريب) سيدرك المتلقي أن هناك مجهوداً، ويتجلى ذلك في كل العناصر التي اتضح فيها الاجتهاد والتدريبات المكثفة بيد مخرج قاس، كما أن أجزاء العرض بدت متكاملة، والسينوغرافيا عبّرت عن كل حدث منذ اللحظة الأولى».
بعدها، فُتح باب المداخلات للجمهور، حيث قال محمد عبدالرسول: «بداية أهنئ الجميع بولادة مؤلف جديد، والعمل ينتمي إلى الأعمال الذهنية بمعنى الكلمة، كما أن السينوغرافيا شدّت انتباهي كثيراً، واليوم رأينا - مسرح «الفيصلان» - وهما فيصل العميري وفيصل العبيد وتجربتهما لا بد أن تدرس».
الدكتور سيد علي، قال: «حقيقة، لقد ضم العرض 4 قمم، المخرج والممثل فيصل العميري، والممثلة سماح، وفارس السينوغرافيا فيصل العبيد».
بدورها، تحدثت الدكتورة جميلة الزقاي، قائلة: «إن العرض اعتمد على ثنائية الخطاب، وكان مشهد محاكمة الابن لأمه صعباً جداً... والصراع بدا نفسياً ويسير في كل الاتجاهات، والسينوغرافيا عبّرت عن جميع المواقف التي استند عليها العرض، وشدني التناغم المؤثر بين الصوت والصورة».