«وفّروا البدائل أولاً ومن ثم البداية بجدول ممنهج لنقلها»
«المليون سدرة» يلجأ إلى القضاء لإنقاذ شجرة الكونوكاربس
تجدد التراشق البيئي في ملف قرار الهيئة العامة للبيئة، الذي يقضي بإزالة أشجار الكونوكاربس، وأخذت القضية منحى قضائيا، إذ أعلن فريق مشروع «المليون سدرة» التطوعي، تقديم مذكرة تظلم عن طريق محام، لايجاد أسرع السبل التي تنقذ بيئتنا، وتحافظ على مسطحاتها الخضراء التي رعيناها لأكثر من 30 عاماً.
وقال رئيس الفريق خالد عبدالرزاق الحسن، خلال مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، في منطقة العديلية «لا نقبل بأن تلصق أسباب اهمال مقاولين ومتنفذين اخفقوا بعقودهم لصيانة البنية التحتية ونتهم هذه الشجرة اتهامات باطلة، مستشهدين بصور لعدد من المناهيل المغلقة بجذور الشجرة، ونتناسى المكان غير المناسب الذي وضعت به وتسربت بجذورها الى المناهيل المتهالكة بحثا عن الماء، ونؤكد أن هذه الصور حالات شاذة ولها أسباب عدة، ومن أهمها قلة وعي البعض بالاماكن المناسبة التي تزرع بها الأشجار».
وزاد الحسن «لاشك ان الموضوع لا يشكل أخطاراً محلية فقط، بل خطورته يتأثر بها كوكب الأرض بالكامل بحكم الغلاف الجوي الواحد الذي يحكمنا جميعا ونعيش في محيطة. لذلك ما نقوم به نحن في الكويت ينعكس على اقصى الكرة الأرضية، وبناء عليه طالبت المنظمات الدولية جميع دول العالم بزراعة مليار شجرة، بغية الحفاظ على الغلاف الجوي وطبقة الأوزون».
وقال من منطلق هذه الأهمية القصوى نحن نتصدى اليوم لقرار البيئة رقم 5 /2018، والذي يقضي بإزالة أشجار بريئة، بزعم انها تشكل أضراراً على البنية التحتية، ولها اثار سلبية على حياتنا، دون تقديم دليل علمي واحد، مع العلم ان الازالة العشوائية لهذه الأشجار ومنح التخويل المطلق للجميع بمهاجمتها، له جوانب سلبية عدة على المردود البيئي وعلى المسطح الأخضر، الذي تتمتع به الكويت حاليا.
وأضاف «لاشك ان الملايين من الأشجار تعمل كمصدات تقلل الاتربة المتطايرة، وتعمل على ترطيب الجو، بالإضافة الى عملها الرئيسي كرئة تنقي الهواء الذي نستنشقه وتقلل من الملوثات، وبإزالتها تزال الرئة وتبدأ الملوثات البيئية بالزيادة، حيث سينتج عنها انتشار للامراض، خاصة في ظل الزيادة غير الطبيعية لمعدل السيارات في الشوارع، وزيادة الرقعة العمرانية».
وتابع «لا يخفى عليكم أن الكويت تقع في موقع شبه صحراوي، ويتطلب منا الزيادة والمحافظة على كل ما هو موجود من زراعاتنا، لذلك نعتبر القرار جائراً وغير مدروس ويفتقر للجوانب الفنية، وخاصة ما يتعلق بالمردود البيئي ونؤكد ان القرار محرج للكويت في المحافل البيئية الدولية والتي وقعت معها الكويت اتفاقيات عدة للحفاظ والنهوض في البيئة الكويتية، خاصة وان الكويت تعتبر من الدول النفطية، مما يجعل الزراعة امرا مهماً بالنسبة لها، لتقليل وموازنة ما يتنج من ملوثات وأضرار بيئية».
وحول الحلول البديلة، قال الحسن «نؤكد عدم وجود بدائل تغطي المساحات التي تغطيها الكاربس، ويعود ذلك لحجمها الكبير الان، والذي لا يقل عمره عن 30 عاما، والشتلات التي ستزرع بمكان الكاربس لا يمكنها ان توفر نسبة الاكسجين، لذلك نحن نكرر لا لازالتها، وفروا البدائل أولا بذات الحجم، ومن ثم البداية بجدول ممنهج لنقلها من الأماكن التي قد تكون لها آثار على البنية المتهالكة».