حروف باسمة

أشرف المعقولات

تصغير
تكبير

المعقول... هو رحاب جميل، الذي يتأمل فيه يعمل عقله من أجل النمو والتنمية، لأنه يعيش في الحقيقة، أما الوهم فإنه سراب يحسبه الظمآن ماء فاذا جاءه لم يجده شيئاً، فيعيش في وهم بعيد عن الحقيقة... والأشياء تصنّف الى قسمين:
معقول وغير معقول.
فالمعقول هو أفضل من غير المعقول، والمعقول ينقسم إلى قسمين:


نام وجامد.
فالنامي أفضل من الجامد، والنامي ينقسم إلى قسمين:
عاقل وغير عاقل، والعاقل أفضل من غير العاقل، والعاقل ينقسم إلى قسمين:
متعلم وجاهل، المتعلم أفضل من الجاهل، لذلك قيل حسب نظرية الحصر المنطقي إن العلم هو أشرف المعقولات، ما أجمل العلم، وما أبهى شعلته... تشع ثقافته وتربية ومعرفة وذكاء وقدرة خلاقة.
وما أحسن المتمسكين به... والذين يجدّون الخطى من أجل الوصول إلى الغاية، وذلك بالنهل من مصادر العلم والثقافة، وبذل الجهد في الاستذكار والتحصيل وإعمال العقل، من أجل الحصول على المعلومات النافعة، التي تعمل على تحقيق الأمل، من أجل الوصول إلى مبتغى الإنسان في الإبداع والتألق.
ما أجمل الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة حصيلتهم، وإثراء معلوماتهم للاستعداد لخوض غمار الامتحانات.
إن المتأمل لبعض المشاهد الناجمة عن الغش، والجهود التي تبذل من المؤسسة التربوية للقضاء على هذه الظاهرة الممقوتة التي تعمل على إفساد النشء وتعليمهم على طرق غير صحيحة، فإن جميع الذين يساهمون في بيع مستلزمات الغش، والذين يساهمون في بث هذه الظاهرة الأليمة... ماذا يريدون من وراء ذلك؟
مهما عمل أصحاب الضمائر الضالة من أعمال سيئة لإضعاف الأجيال، فإن المخلصين الذين يطمحون إلى تغذية الأجيال بالثقافة الحقة، وتأسيسهم على أسس علمية سليمة لا تشوبها شائبة يعملون على صدهم.
وإن لائحة الغش الجديدة والذين يعملون على تنفيذها، عسى أن يتمكنوا من رصد المتعدين على العقول وقراصنة القلوب والأفكار.
عجيب!
مَن قالوا بأنهم يزرعون في آذانهم سماعات من أجل أن تصلهم المعلومات من دون جهد وعناء فكري، لو بذلوا هذه الجهود في الاستذكار والجد والعمل لكان خيراً لهم، ونالوا بركة من الله وتوفيقاً، لأن الله يهدي المجد والمخلص، ناهيك عن العمليات التي تجرى لآذانهم... قد خسروا العلم وصحة الجسم والضمير.
ألم شديد ولوعة يحس بها المتتبع لأساليب المعتدين على العلم وسراقه بطرق ملتوية، سواء عن طريق الغش ونماذجه المتنوعة أو الشهادات المزورة وأصحابها الذين يعيثون في الأرض فساداً، ولا تحرك ضمائرهم صحوة ولا أفكارهم، دليل على أنهم يعيثون في رحاب لا تمت إليهم بصلة علمية أو ثقافية أو معرفية، ليجدّ المجتهدون في اقتناص العلم والبحث عن الحقيقة وإعمال عقولهم، حتى يصلوا إلى غاياتهم ويحققوا مبتغاهم.
ولن يفلح الغشاشون في جميع مسارات الحياة، وأبشعهم أولئك الذين يغشون في العلم والثقافة، فإنهم لا ينشرون حقيقة ولا يصلون إلى هدف طيب ولا يشيرون إلى سبيل حسن.
نسأل الله القدير أن يوفق المخلصين من المربين الذين يجدّون في استخدام أساليب متنوعة لتوصيل الحقائق إلى اذهان تلاميذهم بيسر، ويوفق المخلصين المجدين من أبناء وبنات هذه الديرة الطيبة، للوصول إلى آمالهم، ويبعد عن الجميع أتون الغش بالتعليم والثقافة.
وصدق الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين «عليه السلام» حين قال:
الناس من جهة التمثال أكفاء
أبوهم آدم والأم حواء
فإنما أمهات الناس أوعية
مستودعات وللأحساب آباء
فإن يكن لهم من أصلهم شرف
يفاخرون به فالطين والماء
وإن أتيت بفخر من ذوي نسب
 فإن نسبتنا جود وعلياء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي