استضاف ملتقى الثلاثاء التنموي الثقافي الاجتماعي، أعضاء اتحاد دواوين الكويت، وتم تكريمهم على دورهم في تعزيز التواصل الاجتماعي والوحدة الوطنية وهو أحد أهداف الملتقى.
بعد ذلك اليوم، تلقيت بعض الاتصالات من زملاء حول اللقاء، وعما إذا كنا نحن في ملتقى الثلاثاء متفقين مع توجه اتحاد دواوين الكويت وأن دورنا مقتصر على هذا الجانب. نحن في الملتقى نحاول الربط بين توقعات المجتمع الكويتي بمختلف فئاته ومكوناته وانطباعاته حول التعليم? الصحة? مستوى الخدمات ومجمل القضايا المطروحة بعيداً عن التجاذبات السياسية.
يقول خالد الزيد في («كونا» 24 /11 /2002) «الديوانيات في الكويت... برلمان كويتي مصغر»، وذكر أن «فكرة إنشاء التعليم النظامي انطلقت من الدواوين عندما جمع الشيخ يوسف بن عيسى القناعي العديد من أهل الكويت وتجارها حول فكرة تأسيس مدرسة نظامية، وهي مدرسة المباركية في عام 1911 وكيف أنها حافظت على أهميتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الكويت، وهي أقرب إلى كونها واحدة من مؤسسات المجتمع المدني».
وذكر الباحث البروفيسور ديفيد ويير في أحد أبحاثه أن «بعض المشاريع الكبرى يتفق عليها في الديوانية وأنها أشبه بملتقى اقتصادي»، وغيره من الباحثين ذكر دورها في التنمية وتغيير المسار في كثير من المجالات وقرارات كثيرة تخرج منها لا سيما وأن خصوصية المجتمع الكويتي وثقافته جبلت على الانفتاح، والديوانيات تعد منبراً حراً للرأي والرأي الآخر.
لذلك... أخذنا على عاتقنا - عبر ملتقى الثلاثاء - مهمة توصيل الرسالة إلى الطبقة المثقفة و«الأخيار» من أصحاب الخبرة والمعرفة، ومفادها أن الضرورة تستدعي أن تنتقل بالديوانية من المفهوم الدارج للسلام وتبادل الزيارات ـ دور اجتماعي - والذي من شأنه تعزيز الألفة والوحدة بين أفراد المجتمع الكويتي... إلى دور أكثر احترافية كجسر يربط بين أصحاب القرار وعموم مكونات المجتمع الكويتي حول كيفية مناقشة تطلعات المجتمع الكويتي، والحلول التي يراها ذوو الخبرة والاختصاص.
نريدها أن تصبح على هيئة ملتقيات أشبه بتصوير خالد الزيد لها كواحدة من مؤسسات المجتمع الكويتي، أو برلمان كويتي مصغر «لا يلعب سياسة» بِنَفَس تطوعي ينقل صوت الفرد الكويتي عبر مختصين يناقشون ما ينقل إليهم أو ما يتداوله البعض، ومن ثم يتم التحضير لملتقى يضم أصحاب الاختصاص لتصاغ المحاور، ويطلب من الضيوف وضع تصور حولها لعل وعسى أن تكون لها إسهامات في التنمية المستدامة، وتحقيق رؤية سمو الأمير حفظه الله ورعاه.
الزبدة:
إن ملتقى الثلاثاء التنموي الثقافي الاجتماعي يتفق مع اتحاد دواوين الكويت في جزئية التواصل الاجتماعي ورص الصف الكويتي، حيث تعد الوحدة الوطنية أحد أهدافه... لكن يبقى مكونا اجتماعيا اختصاصيا - إن صح التعبير - يضم مختلف الأطياف من أصحاب الخبرة والمعرفة، هدفه أشبه بالاستشاري الذي يرفع توصياته لأصحاب القرار من جهة، ويساهم في تنوير المجتمع الكويتي حول كثير من القضايا من جهة أخرى.
يبقى السؤال: هل يتقبل أصحاب القرار هذا التغيير الإيجابي؟
بغض النظر عن الإجابة... يبقى كل عاقل حكيم مطالب بالبعد عن أي ملتقى أو تجمع مبني على أيدولوجيات محددة أو محصورة في فئة دون سواها، فتركيبة أي ملتقى وأهدافه وآلية عمله تبقى هي النقطة المفصلية في الحكم على جدية ووطنية ملتقى أو ديوانية وغيرها من المكونات المشابهة.
نتطلع بروح وطنية صرفة إلى أن نكون شركاء في صناعة التاريخ، وإحداث النقلة النوعية التي تدفع بالجهود المبذولة للوصول إلى التنمية المستدامة... الله المستعان.
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi