الوزير المصري الأسبق أقام معرضاً في منصة الفن المعاصر «كاب»
«تجريد» فاروق حسني ... إبحار في الرمز والإيحاء
تتوخى الأعمال التشكيلية لوزير الثقافة المصري الأسبق الفنان فاروق حسني حزمة من الرؤى، تلك التي تتماهى فيها الأحداث في أنساق تجريدية... متفاعلة مع الحياة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء.
وهذه اللمحات التشكيلية كانت جلية خلال معرضه الشخصي «تجريد»، الذي أقامه مساء أول من أمس في قاعة منصة الفن المعاصر «كاب»، وقدم فيه 39 عملا فنياً تراوحت بين التشخيص والتجريد، مع ما احتوته الرؤى من إبحار حسي، في خيالات فنية مستوحاة في الأساس من مضامين تشكيلية تتعلق بالرمز، الذي استطاع الفنان من خلاله التعبير عن مشاعر متناقضة في بعضها، ومتقابلة أو متوافقة في بعضها الآخر.
والمعرض حضر افتتاحه السفير المصري لدى الكويت طارق القونى ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسى ورئيس تحرير مجلة «العربي» الأسبق الدكتور سليمان العسكري، وبعض الشخصيات الكويتية العامة، وعدد من الفنانين التشكيليين والمتابعين لأعمال حسني.
وقدم الفنان في معرضه أعمالاً تحمل في مضامينها التجديد في الأفكار والمواضيع، من خلال لغة متفردة في الألوان وعناصر المواضيع، ومن اللافت أن التكنيك الذي اتبعه الفنان في حركة الفرشاة على أسطح اللوحات، تضمن الكثير من العمق الدلالي، إلى جانب استخلاص الفكرة من خلال شراهة الألوان ومرونتها، وتنقلاتها المتقنة من درجة لونية إلى أخرى، في ما يمكن للمتلقي ملاحظة الفراغ الذي تتضمنه كل لوحة على حدة، وهو فراغ اتسم بالعمق الدلالي، والتأمل الذي يؤدي إلى الإشراق الذهني.
وخلال تجوله في المعرض صرح حسني بأنه للمرة الثانية يقيم معرضاً شخصياً له في الكويت، فالأول أقامه منذ سنوات مضت في قاعة الفنون في ضاحية عبد الله السالم برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وقدم فيه بعضاً من أعماله التي تدور في فلك الرمز والتجريد، وأنه في هذا المعرض يحاول أن يقدم جديده في عالم التشكيل، من أجل الجمهور الكويتي الذي يراه ذواقاً ومقدراً للفنون الجميلة.
وحسني الذي قدم أمس محاضرة ثرية في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وتحدث فيها عن تجربته مع الفنون الجميلة، حرص خلال المعرض على أن تكون أعماله الفنية متواصلة مع ذائقة المتلقي التواقة إلى التجريد في أبهى صوره، ومن ثم فإن الفنان استطاع من خلال خبرته الطويلة في هذا المجال أن يبرز جوانب حيوية في مسائل حياتية عدة، تلك التي تضمنت خيالاً متشابكاً مع الواقع، في أنساق تشكيلية مفعمة بالحيوية والحركة.