خلال جلسة «نقاشنا» في مركز البروميناد الثقافي
المجيبل: الحرية لا تتعارض مع المبادئ الإسلامية المحميد: الرقابة نابعة من المجتمع
وضع مركز البروميناد الثقافي الرقابة على طاولة النقاش... بين مؤيد ومعارض، في جلسة عنوانها «هل تؤيد وجود الرقابة على الكتب»؟ اشتدت فيها حدة النقاش وتبادل الآراء، التي خلصت إلى أن الرقابة كما يقولون «شر لا بد منه»، ولكن في حدود لا تتعدى على الآخرين، ووفق ما يتطلبه المجتمع من ديموقراطية، وتعددية.
وقامت بتنظيم الجلسة وإدارتها حركة «نقاشنا»، وهي حركة شبابية تهدف إلى نشر الثقافة وتبادل الآراء من خلال المناظرات.
وشارك فيها متحدثان رئيسيان هما أستاذ الاتصال الإستراتيجي ودراسة المجتمع في جامعة الكويت الدكتور ناصر المجيبل وعضو في لجنة رقابة الكتب في وزارة الإعلام فيصل المحميد، بالإضافة إلى مشاركة الجمهور بوجهات نظره وأسئلته، وأفكاره.
وتحدث المجيبل عن القضايا المتعلقة بالحرية، التي عجز الفلاسفة والمفكرين عن وضع تعريف مشترك وموحد لها، مشيرا إلى روح الإنسان التي تتطلع إلى الحرية واتخاذ القرار من دون قيد خارجي، وأوضح أن أكثر من يتحدث عن الحرية هم الليبراليون والعلمانيون، وقد يعتقد البعض أنهم في صراع مع الدين، مؤكداً أن مشكلتنا في أن مجتمعنا قصّر في تفسير الحرية من منطلق إسلامي، وقال: «ليس من حق أي شخص التحكم في ما يفكر فيه الناس، فلا يوجد شخص أعلى من الآخر في التفكير»، ونوه إلى «مزرعة الحيوانات»، التي تعطي مثالا لتناول الحرية. رافضاً وضع أي قيود على الأفكار، تلك التي يرى فيها البعض أنها تكبح جماح الشر.
والمحميد عبّر في حديثه عن أهمية وجود الرقابة، لأن - حسب رأيه - الكلمة مسؤولية، وقد تؤدي إلى نشوب الحروب بين الدول أو العداوات بين الأشخاص، موضحاً أن الإنسان بطبعه ربما لا يحب القيود، ولكن كأمر فطري لا بد أن تكون هناك قيود على الكلمة، فالإنسان خلق عجولا في حياته الاجتماعية، فقد يُهدم مجتمع بسبب كلمة، وأوضح أن الشباب - بسبب حداثة أعمارهم - لا يحسون بالمسؤولية، ولكن الكبار والقادة والمسؤولين يحسون بها، ويقدرون قيمتها، ويتخوفون من تأثيرها على المجتمع.
وأشار المحميد إلى الضوابط الرقابية على الكتب من خلال ما أقره مجلس الأمة والمستمدة من تراثنا ومجتمعنا، متحدثا عن آليات عمل لجنة الرقابة في وزارة الإعلام ودراستها لكل الكتب التي تحتاج إلى مراقبة ومن ثم يتم النقاش عليها والجدال - إن كان الاختلاف متباينا - يتم التصويت، مؤكدا أن هناك مواضيع لا جدال فيها مثل الكتب التي تسبب الفتنة في المجتمع، وذلك من باب الحرص عن أمن وأمان الوطن والمجتمع.
وأوضح المحاميد أن الحرية غير المنضبطة قد تؤدي إلى الفوضى، فالله كرم الإنسان من خلال إعطائه الحرية، التي يجب أن تلتزم بضوابط يحددها القانون، وقال: «الحرية المسؤولة نابعة من الإحساس بحرية الآخرين».
وأشار المجيبل إلى آلاف الكتب التي منعتها الرقابة خلال معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الأخيرة الـ43، مطالبا بأن يكون القضاء جهة فصل في الأمور التي تخص منع وفسح الكتب، ثم تحدث المحميد عن لجنة الرقابة التي تشكلها نخبة من مختلف أطياف المجتمع ويرأسها الوكيل المساعد لشؤون المطبوعات في وزارة الإعلام، ولديها ضوابط تعمل من خلالها.
وأوضح المجيبل أن الرقابة تطبق بقوة السلطة التنفيذية، ولكن سلطة القضاء فيها حق الطعن وخلافه، وأكد أن الخصوصية تختلف عن حرية التعبير، وقال: «الحرية لا تختلف أو تتعارض مع المبادئ الإسلامية والقرآن الكريم»، في ما أوضح المحميد أن الرقابة نابعة من المجتمع، وأنه من الصعب اسقاط الضوابط التي تنتهجها الرقابة في عملها.