ألوان

البنية التحتية للإنسان الكويتي

No Image
تصغير
تكبير

لم أتردد في كتابة عنوان تلك المقالة... لأنني أعيش في هموم الشارع الكويتي، وأتفاعل معه في كل القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وأشارك في بعض الآراء، وإن كنت عادة أميل الى الاستماع إلى الآراء لعلني أستفيد بعض المعلومات، أو من رؤية معينة فتتشكل قناعاتي حول الكثير من تلك القضايا.
كانت هناك بعض الأحداث البيئية في الكويت، أهمها الهدامة الاولى في عام 1934م والثانية في عام 1954م، ثم كانت الثالثة أخيرا في عام 2018م.
لن أكرر كلام الكثير حول أسباب ما حدث وحول من يتحمل المسؤولية التي أرى أن الوزير المستقيل لا علاقة له بها، لأن ما حدث هو تراكمات من الإهمال الفني، وأكرر قائلاً الإهمال الفني، في عملية توقع ان تكون هناك ردة فعل مقبولة من قبل المسؤولين.


إن الخلل في البنية التحتية يمكن التغلب عليه، بيد أن هناك كارثة لا يكترث إليها الكثير من الناس، وهي الخلل في البنية التحتية داخل الانسان الكويتي.
نعم نحن ما زلنا نرى بعض السلوكيات السلبية الكثيرة من قبل بعض الكويتيين داخل الكويت وخارجها، بينما الأصل - وهو الواقع - أن الانسان الكويتي تحدى الكثير من أجل ترسيخ وجوده على تلك الارض، قبل ظهور النفط، حيث كان الوضع الاقتصادي بسيطاً، وإن أكثر أهل الكويت كانوا يعيشون الكفاف، بينما هناك الكثير من الدول التي حولنا تعيش في رفاهية كبيرة إلى أن تم اكتشاف النفط فتغير الوضع في الكويت، وباتت حياة الانسان الكويتي أكثر رفاهية بل إنه على مستوى السلطة والشعب لم يتجاهل مساعدة كل من هو بحاجة إلى مساعدة، سواء كانوا من دول مجلس التعاون الخليجي أو من الدول العربية أو من الدول الاسلامية أو من بقية دول العالم.
ومن صفات البنية التحتية للانسان الكويتي... هو سلسلة من القيم الدينية والاجتماعية، منها الإسلام وقيمه السامية والعادات والتقاليد العربية والخصوصية الكويتية، وهناك سلوكيات إيجابية كثيرة جبل عليها الانسان الكويتي، ساهمت في تميزه منها الأمانة والتعاون وحب عمل الخير، من دون انتظار المقابل وغيرها من الأمور الإيجابية.
ولكنني ألاحظ أن الأمور السلبية باتت تطغى على الكثير من أبناء الجيل الحالي، وهو أن بعضهم يطالب بالمزيد من الحقوق والمزايا، في الوقت الذي يكون فيه هو مقصر في عمله، ولن أكون صادما لكم عندما أقول إن فكرة وجود بصمة للموظفين ومحاولة التحايل عليها بطرق شتى، بينما الكارثة الأخرى من يذهب الى العمل في الوقت المحدد، إلا أنه لا يعمل إلا سويعات بسيطة من ساعات العمل، ناهيك عن بعض الأمور السلبية التي قد تحدث، خصوصاً فيما يتعلق بالتعامل مع الناس سواء من مواطنين او مقيمين، حيث على البعض أن يدرك بأنه سفير لأسرته في العمل، وقد يكون سفيراً سيئاً من خلال بعض تصرفاته مع الاخرين، الأمر الذي يعمل على تشويه سمعة أسرته في عيون الاخرين.
إن البنية التحتية للانسان الكويتي تكوّنت من خلال الأسرة والإعلام والمدرسة... والصفات الفردية تميز كل شخص على حدة، إلا ان علينا ان نعمل على تأصيل القيم الكويتية القديمة، التي كانت تشكل النواة لإبداع الانسان الكويتي، قبل وبعد النفط، ولا اريد ان اكون قاسيا فليس كل الناس من الجيل القديم مميزا، فالخير والشر في كل جيل بيد أنني ألاحظ أن الجيل الجديد - وان كان فيه الكثير من العناصر الايجابية - إلا أن العناصر السلبية باتت هي التي تظهر الى الناس في كافة مفاصل الحياة، في الوقت الذي نتطلع فيه الى ان يقوم الجيل الجديد في حمل لواء بناء الكويت والانسان الكويتي بالصورة التي نصبو اليها جميعا.

* كاتب وفنان تشكيلي كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي