مقبرة الكتب... مَن يحتكر مفهوم الفضيلة؟
شواهد «مقبرة الكتب» في معرض الكتاب الدولي... وفي الإطار طفل يزرع وردة في «المقبرة» بعد إزالتها (تصوير نايف العقلة)
استيقظت الكويت أمس على مقبرة جديدة ليست ككل المقابر، مقبرة تحوي عناوين عن «داعش» و«الفردوس البعيد» و«الخطيئة الأولى» و«الحدود العراقية - الكويتية» و«الفيل الأزرق» و«أحدب نوتردام» و«حدث في الكويت»، لا تحوي رفات، وإنما تضم بين جنباتها صفحات من الكتب الممنوعة في الكويت.
المقبرة التي جاورت صالات معرض الكتاب الدولي في الكويت، وضمت شواهد تحمل أسماء وعناوين منعت الرقابة عرضها، لم يُقدّر لها البقاء سوى وقت قصير، حيث عملت الجهات المختصة على إزالتها فور انتشار الخبر عنها.
صاحب فكرة «المقبرة» الفنان محمد رضا شرف ذو الـ ( 37 عاماً) تحدّث لـ «الراي» عن لوحته الفنية التي بدت شواهدها ممثّلة في الكتب الممنوعة قائلاً «هذا العمل عبارة عن مقبرة كتب، يحمل عناوين مما تمّ منعه خلال السنوات الخمس الأخيرة».
وأضاف: «البعض يعبّر عن اعتراضه بوقفات احتجاجية أو ندوات أو تحركات قانونية، وأنا اخترت هذه الوقفة (مقبرة الكتب) ضمن طرق التعبير التي تصب كلها في الاتجاه نفسه».
وعما إذا كانت هذه الرسالة قاسية، أجاب «لا أعلم إذا كانت قاسية أم لا، فهي مجرد تصوير فني لهذا الموضوع»، مضيفاً «أتمنى أن تحرّك هذه الرسالة موضوع الكتب الممنوعة».
واعتبر أن «هذا العمل يخاطب شريحة مختلفة عن تلك التي تذهب للندوات والاعتصامات»، لافتاً إلى أن «هناك أكثر من أربعة آلاف كتاب ممنوع، والعمل الفني احتوى مجرد عيّنة صغيرة منها، ولكنها متنوعة، منها السياسية ومنها الإسلامية ومنها كتب الأطفال والكتب الأجنبية وغيرها».