خلال أمسية أحياها أعضاء من منتدى المبدعين الجدد

القعود والعنزي والكندري... عزفوا الحلم على أوتار قصصهم

u0627u0644u0645u0634u0627u0631u0643u0648u0646 u0641u064a u0627u0644u0623u0645u0633u064au0629 u0627u0644u0642u0635u0635u064au0629
المشاركون في الأمسية القصصية
تصغير
تكبير

أقيم ضمن الأنشطة المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ43، أمسية قصصية شبابية أحياها 3 كتاب شباب من منتدى المبدعين الجدد في رابطة الأدباء الكويتيين هم: فهد القعود ومناير الكندري وأماني العنزي، وأدارها الكاتب حمد الشريعان.
وألقى القعود عددا من قصصه القصيرة، التي تضمنت الكثير من المعالجات الفلسفية، لمسألة الحياة والموت، وكذلك إبراز جوانب حيوية تخص الإنسان من الحب والكراهية، وغيرها، ومن القصص التي قرأها نص «ثانية الرحمة»، تلك التي اتسمت بالتنوع في طرح الفكرة، والاسترسال في شرح الحالة النفسية لبطل القصة الذي يحس بالضعف ويريد أن يثبت لنفسه أنه قوي حتى لو أن ذلك كلفه حياته ليقول: «ينكمش على نفسه مغمضا عينيه، يحاول بجهد واضح على ملامحه أن يكبت أنفاسه لمدة طويلة، لثانية أخرى على الأقل، ثانية زيادة، ربما يفكر كذلك، يصل إلى مرحلة الإنعاش فيفتح عينيه مفزوعا، لم يبق تحت الماء سوانا، أراقبه بسكون ثم أبتسم، عندها يفقد إصراره ويدفع بنفسه إلى أعلى».
ويستطرد القعود في الوصف ليقول: «هكذا كنت أخرج من الماء دائما منتصرا حتى مل أقراني، فقد علمت صدفة أنهم اتفقوا من ورائي بأن آخر شخص يخرج قبلي هو الفائز باللعبة، وأنهم يحتفون به بعد رحيلي، الأمر تبدل كثيرا الآن، فلم يعد الخروج من الماء انتصارا، لم يعد كبت الأنفاس اللعبة، وأنا لم اعد طفلا».
وتأتي مرحلة الأسئلة المتعلقة بالوجود، وهي أسئلة حيّرت بطلة القصة، ومع ذلك فإن الإجابة ربما لا تأتي: «أعود مجددا، أنطلق من ذات البقعة التي انطلقت منها مشيا إلى البحر، هل سيهزمني الماء هذه المرة فأعود خائبا؟
ويصل الكاتب في قصته إلى مرحلة الحسم، تلك التي لا تؤدي إلى حقيقة: «ستأتي اللحظة الرحيمة التي تجعلني لا أفكر بشيء سوى نفسي، سأغلب اليوم غريزة الرغبة في البقاء، إضاءة صفراء صوت أمي يتعالى يحذرني، رجاء زوجتي، بكاء ابنتي، صراخ شاحنة، أرفع رأسي!
ومن خلال المعالجة الفنية للقصة فإن القعود قد استلهم من فلسفة القوة والضعف مادة أدبية، استطاع من خلالها أن يبرز جوانب حيوية في الواقع، وأن يطرح أسئلة غاية في الأهمية، بأسلوب سهل وفي الوقت نفسه عميق.
والكاتبة أماني العنزي اختارت في قصصها الرؤى الإنسانية القريبة من مشاعر الإنسان، تلك التي ساقتها في أساليب أدبية متنوعة، تلك التي ازدحمت بالأسئلة المتعلقة بالغموض الذي يكتنف الواقع، وبالتالي جاءت معالجتها الأدبية مفعمة بالصراخ الداخلي الذي لا يخرج له أنين أو صوت عالٍ إلا انه هادر، يبعث في النفس التأمل شديد الغموض، لتقول في تحولاتها الإنسانية المأخوذة من روح الفلسفة:
«صباح الخير يا صديقي/ إنها السادسة صباحاً/ لم أنم طيلة البارحة.. أرقني سؤالك/ لماذا تكتبين؟/ تخيل منظر رأسي من الداخل... أسئلة غاضبة تبحث في جيوب الذاكرة، ذاكرة خائفة تمد يديها الخاوية، خواء مرعب يفتح الشبابيك لكل الرياح الهائجة، هائجة أنا من الداخل ومن الخارج جدا مسالمة... لك أن تتخيلني من الخارج».
وتحاول العنزي أن تستدرج الفكرة، لتكون أعمق من وضعها الحقيقي لتقول: «أنا يا صديقي أكتب لأنني مكتظة بالأسئلة، ألف لماذا تعبث برأسي فلا تجد سوى بقايا أجوبة مضغها جميع من كانوا قبلي على هذه الأرض..أطعموني إياها عندما كنت صغيرة وحرصوا كل الحرص على ألا أتقيأها.. أنا الآن أفعل..لذلك هم مشمئزون».
وجاءت قصص الكاتبة مناير الكندري في أسلوب شعري، تناولت فيه المشاعر الإنسانية برؤى متوهجة بالحيوية، وفي لغة مكثفة، تتحاور مع الإنسان الذي يتأمل نفسه في مرآة نفسه، بغية أن يفهم العالم المحيط به، إلا أن تسلسل الأحداث في قصصها، اتجه ناحية الفراغ الذي تتركه الأحلام بعدما تنتهي ولا تتحقق.
لتقول الكندري: «أُخرِجُ حقيبةَ السفرِ من تحت السرير، أجمع فيها صبري على الملل، تحملي للسكوتِ المميت، تعايشي مع التكرارِ الأبدي، تقبلي لفكرةِ الإنسان الجماد، كَذِبي بابتسامات الصباح».
وتأتي الرؤى الأخرى التي تبدو وكأنها أكثر سوادا مما سبق كي تكون ملاذا للمشاعر، ونبراسا حتى لو كان منطفئا نحو فهم واضح للنفس: «والسواد الذي يقبعُ في روحي، سأضعُ إخفاقي في أن أحبه، ومحاولتي في التوقفِ عن خيانته، أغلقُ الحقيبةَ بإحكام، أقرر أن أرحل إلى الأبد، دون أن أفكرَ لحظةً بتوديعِ حسام، سأفتقدُ كلَ شيءٍ في هذه الشقة، التلفاز، أفلام الرُعب التي كانت تُدَفِقُ الأدرينالين... في جسدي، سريري الذي كان يحيكُ لي المغامرة، دواوين قباني، وروايات القصيبي، التي كنت أضعها على كل رفٍ أصادفُه، وهروبي العميق في البانيو الدافئ، والمرآة التي تغازلني في كلِ مرةٍ أعبرُ أمامها، سأفتقِد كل شيء، إلا حسام».
إن المشاعر تهرب من الألم والفقد والغياب، بينما الأمل رغم كل ذلك لا يزال حاضرا، يبعث في النفس التفاؤل والرغبة في مواصلة الحياة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي