ماكرون: الشياطين القديمة تُبعث من جديد مستعدة لنشر الفوضى والموت

العالم يحتفل بمئوية «صمت» مدافع الحرب العالمية الأولى

تصغير
تكبير

باريس - وكالات - قاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، تقديم التحية لملايين الجنود الذي قُتلوا في الحرب العالمية الأولى، وأقام احتفالا حضره نحو 70 من زعماء العالم تحت سماء ملبدة بالغيوم عند قوس النصر في باريس لإحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.
وانضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعشرات من الملوك والأمراء والرؤساء ورؤساء الحكومات من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى، لماكرون لإحياء لحظة توقف نيران المدافع في مختلف أرجاء أوروبا قبل مئة عام.
ووقف زعماء العالم تحت مظلة زجاجية كبيرة عند قوس النصر الذي بناه الإمبراطور نابوليون عام 1806 لحضور المراسم. وكان آخر الواصلين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي صافح ماكرون وميركل ثم ترامب، ثم رفع إصبع سبابته للرئيس الأميركي كعلامة على التأييد.


ووقف ماكرون في وضع انتباه في حين عزفت الفرقة الموسيقية العسكرية النشيد الوطني الفرنسي قبل أن يسير تحت المطر لتفقد الجنود. ثم احتل مكانه تحت قوس النصر، في حين أدى عازف التشيلو الشهير يويو ما جزءا من إحدى سيمفونيات باخ.
وقال الرئيس الفرنسي، إن «الذين قاتلوا في خنادق الحرب العالمية الأولى مروا بجحيم لا يمكن تصوره». وأشار إلى أنه إضافة إلى مقتل عشرة ملايين جندي «ترملت ملايين النساء وتيتم ملايين الأطفال».
والمراسم التي تشهدها باريس، هي محور فعاليات عالمية لتكريم نحو 10 ملايين جندي قتلوا خلال الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1914 و1918. وتأتي إحياء لذكرى لحظة دخول الهدنة التي جرى توقيعها في شمال شرقي فرنسا حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر من عام 1918.
وفي تعبير نادر لعواطف الزعماء، تشابكت أيدي ماكرون وميركل السبت خلال مراسم مؤثرة لإحياء ذكرى توقيع الألمان والفرنسيين على اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب، التي اوقعت نحو 18 مليون قتيل.
وأمضى ماكرون أسبوعاً في الاعداد لاحتفالات أمس، وقام بجولات حذر خلالها من مخاطر عودة النزعات القومية في أوروبا.
وقال: «الشياطين القديمة تبعث من جديد مستعدة لنشر الفوضى والموت»، محذرا من كيف يمكن استغلال الفكر والدين وتجاهل الحقائق.
وفي مقابلة مع قناة «سي ان ان»، أمس، أكد ان على أوروبا ان «تبني استقلالية» دفاعها بدلا من شراء الاسلحة من الولايات المتحدة.
وبعد الظهر، استضاف الرئيس الفرنسي منتدى باريس للسلام الذي يسعى إلى تعزيز نهج تعددي للأمن والحكم وتجنب الأخطاء التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وقال ترامب في كلمته، إن انتصار الحلفاء «كلّف كثيرا بعد مقتل وإصابة الملايين».

ناشطات «فيمن» يقتربن من موكب ترامب

باريس - أ ف ب - أوقفت الشرطة الفرنسية ثلاث ناشطات من حركة «فيمن» اقتربن من موكب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بينما كان في طريقه إلى قوس النصر في جادة الشانزيليزيه للمشاركة في إحياء ذكرى الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى.
وقفزت محتجتان عاريتي الصدر كتبتا على جسمهما «موكب نفاق» و«حفل عصابات»، فوق الحواجز الأمنية عند مرور سيارة ترامب أمام الجمهور قبيل الساعة 11. وقامت ناشطة ثالثة بالأمر نفسه بعد أمتار قليلة على الجادة.
وذكرت الشرطة إنه تم توقيف الناشطات الثلاث، إحداهن على الطريق والاثنتان الأخريان بعد أن حاصرتهما القوات الأمنية داخل الحواجز الحديدية.
وصرّحت ناشطة من «فيمن» كانت حاضرة في المكان، «فرنسا تحتفل بالسلام في هذه المراسم لكن نصف قادة الدول المدعوين مسؤولون عن معظم النزاعات في العالم».
ووقفت ثلاث ناشطات من «فيمن» عاريات الصدور السبت بشكل مقتضب تحت قوس النصر وهن يهتفن «أهلاً بمجرمي الحرب». وكتبن على صدورهن «صانعو سلام مزيّفون، طغاة حقيقيون».
وحسب إحدى الناشطات الموقوفات تارا لاكروا (24 عاماً)، فإنهنّ أتين «للاحتجاج على حضور رؤساء الدول الذين يجلبون العار للسلام. معظمهم طغاة لا يحترمون حقوق الإنسان في بلادهم».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي