خالد عيد العنزي / الملاس / صوتج وصل يا أم علي!

تصغير
تكبير
«لو تحدث الناس بما يعرفونه فقط... لساد الهدوء أماكن كثيرة... ولو تحدثوا بما يجب أن يقولوه مما يعرفونه... لساد الهدوء أماكن أكثر بكثير»، حكمة.
(1)
تنتهج إحدى القنوات الفضائية سياسة غريبة عجيبة، فغالبية برامجها خاضعة لحسابات لا يمكن فهمها، فاليوم تهاجم النواب وغداً تهاجم الحكومة، وفي بعض الأحيان تصب جام غضبها على الحكومة والنواب.

من يتابع القناة يدرك أن لا سياسة واضحة لها، فالأمور كلها تتحدد وفق مزاجية ما، فالقناة تظهر الكويتيين وكأنهم منقسمون بين بدو وحضر، وبين سنة وشيعة، وبين فقراء وأثرياء. والمشكلة أن بعض من يتابع القناة هم من دول أخرى وليسوا ممن يعرفون الكثير عن واقع الكويت وأهلها، لتكون النتيجة أن صورة الكويت في الخارج تصبح أكثر سوءاً بفضل هذه البرامج.
(2)
تستضيف القناة بعض المرشحين السابقين ممن عُرف عنهم اللاموضوعية، وتوفر لهم منبراً للاموضوعيتهم وكلامهم غير الجماهيري، وفي المقابل فإن كثيرين من النواب يتجنبون الظهور على شاشة تلك القناة لحسابات شعبية وسياسية، فهم لا يأمنون أن تستضيفهم القناة اليوم لتهاجمهم غداً، كما حصل مع بعضهم، والحمة تقول: «عندما يمدح الناس شخصاً، قليلون يصدقون ذلك وعندما يذمونه فالجميع يصدقون»!
واللافت في الأمر أن المسجات التي تمر أسفل الشاشة تحوي بعض العبارات والأفكار التي لا يفترض أن يسمح بظهورها في الإعلام، فهي تتضمن تمييزاً بين الكويتيين وتهجماً على بعض القبائل والعائلات الكويتية، فهل هذه مصادفة أم أن هناك قصداً ما لا نعرفه؟
والحكمة القديمة تقول إن «الإنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم»!
(3)
تتعمد القناة دوماً التركيز على «الشين» وتجاهل «الزين»، حتى أن من يتابعها تصيبه حال من اليأس من أوضاع البلاد، فأي حادثة صغيرة يتم تعميمها وتضخيمها لتصبح وكأنها ظاهرة عامة، بينما هي في الحقيقة حالة شاذة. وما يزيد منسوب التشاؤم الشعبي أن الغث يطغى على السمين في ما يتم تقديمه، مما يساهم بالنتيجة في تسفيه التفكير السياسي للناس وتحويل أنظارهم من القضايا الكبرى للتوافه.
(4)
منذ فترة تنبأت الأخت «أم علي» التي تقدم تنبؤات على شاشة إحدى القنوات بوفاة شخصيتين سياسيتين كبيرتين، ونقترح على الحكومة تعيين أم علي مستشارة لديها لشؤون الاستجوابات وحل الأزمات المستقبلية بصورة استباقية، لتتنبأ للحكومة أن الوزير الفلاني سيتم استجوابه ما يتيح للحكومة اتخاذ اجراءات استباقية، كتغيب الوزير عن الجلسات أو تسفيره في جولة طويلة أو «تضبيط» بعض النواب للتصدي للمستجوبين.
فوحدها أم علي قادرة على التنبؤ بالاستجوابات المقبلة كون النواب أنفسهم لا يعرفون من سيستجوبون في الفترة المقبلة، فما أن يفتح بعض الإعلاميين النار على وزير حتى ينبري أحد النواب لاستجوابه، والمثل يقول «حشر مع الناس عيد»!
(5)
فوائد كثيرة ستجنيها الحكومة إن عينت أم علي مستشارة لديها، ولو بصورة سرية من دون إعلان ذلك، فهي ستملك زمام المبادرة وتنتقل من رد الفعل إلى الفعل، كما سيكون بإمكانها تسريب بعض السيناريوات المستقبلية لخطط الحوكمة أو حتى التشكيلات الوزارية عبر اتصال هاتفي بالقنوات المحلية أو تصريح من أم علي لإحدى الصحف المحلية.
وتخيلوا لو أن الأخت أم علي اتصلت بالأخ بو عيدة على الهواء وقالت للملأ إننا نتنبأ بأن الوزير فلان سيتم استجوابه ليصعد المنصة الذهبية، عندها سيحول النواب أنظارهم من الوزير الآخر المنوي استجوابه للوزير الذي سمته أم علي، والذي يمكن أن يكون هدفاً وهمياً أو كبش محرقة لوزير أكثر أهمية... عندها سيجيب الأخ أبو عيدة بعبارته المعهودة «صوتج وصل يا أم علي»... وسيكون صوتها قد وصل فعلاً لمن يعنيهم الأمر!
ماسيج:
- تنبأ بعض المحللين بإجراءات تقشفية للحكومة بفعل انخفاض أسعار النفط، فأصبحنا نسمع همساً عن ضريبة دخل على المواطن والمقيم وكلام عن زيادة رسوم الكهرباء والماء، وكما قال الوزير مصطفى الشمالي «الله يستر»!
- 99 في المئة من المواطنين المتقدمين بطلبات يرفضون تسلم بيوت مدينة سعد العبدالله بسبب قربها من سكراب أمغرة والتلوث وبعدها عن المناطق الحضرية، إضافة إلى رغبتهم بتسلم قسائم يبنونها وفق رغباتهم، لماذا لم تراع. المؤسسة العامة للرعاية السكنية هذه النقاط من الأول؟
- الخطوط الجوية الكويتية من مشكلة لأخرى، والنائب مسلم البراك يقول إن مدير المؤسسة حمد الفلاح لن يغادر منصبه إلا بعد حدوث كارثة كبرى، نتمنى عدم حدوثها... صار الواحد يخاف يسافر على الخطوط الوطنية لبلاده... مو عيب؟
- 300 مليون دينار تكلفة الفصل بين الجنسين في جامعة الشدادية ... لا تعليق في زمن انخفاض العائدات البترولية!
- الكويت في المركز الثالث عربياً في نصيب الفرد من الناتج الوطني، الذي يصل في قطر لضعفه في الكويت... وين كنا ووين صرنا؟
- ازدياد ظاهرة الشباب «المايع» والبنات «البويات» بحاجة إلى وقفة جادة من وزارة الداخلية لوضع حد لهذه الظواهر الشاذة.
- كل عام والكويت أميراً وشعباً بألف خير بمناسبة عيد الأضحى وعساكم من عواده.
خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
Al_malaas@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي