وجع الحروف

مفهوم الفساد بين المستشار والقيادي!

تصغير
تكبير

رغبة مني في مشاركتكم بما وصلني حول الفساد ومعناه? ففي رسالة استلمتها من الزميل الأخ الحبيب الدكتور أحمد محمد بو زبر المستشار الإداري، ذكر ما وصله من إضافات حول أنواع الفساد العشرة: «الفساد المالي: الذي يؤدي إلى ضياع المال? الفساد الإداري: الذي يؤدي إلى سوء الخدمة? الفساد الأخلاقي: الذي يؤدي لسوء التعامل? الفساد الفكري: الذي يؤدي إلى فساد المفاهيم? الفساد السياسي: الذي يؤدي لظلم العباد? الفساد التشريعي: الذي يؤدي لضياع الحقوق? الفساد الإعلامي: الذي يؤدي لتزييف الحقائق? الفساد العنصري: الذي يسبب تأصيل الطبقية? الفساد الحزبي: الذي يسبب تقسيم المجتمع? والفساد الاجتماعي: الذي يذهب بالقيم».
أما بالنسبة للقيادي فقد ذكر بأن الفساد قد عم وأصبح بمعناه العام - حسب الممارسات - جزءا متأصلا في ثقافة المجتمع الكويتي... فالنواب والحكومة شركاء في تفشي الفساد وذلك لوجود قاسم مشترك، فالوزير مثلا يرضخ لضغط نائب لتعيين شخص ما وإن كان غير مؤهل لمنصب ما? أو لتمرير معاملة مخالفة يضطر القيادي أمام الضغوط التوقيع عليها خشية توجيه سؤال أو تشديد الضغط عليه، حيث إن الشاهد من واقع الحال أن الأخطاء واقعة لا محالة كون طبيعة معظم القياديين غير أكفاء، وقس عليها كثيرا من الممارسات المخالفة، فإنك لو بحثت فيها لوجدت خلفها ضغطاً من نائب أو مجموعة أو أصحاب نفوذ ونتمنى أن يأتي قانون تضارب المصالح ليقضي عليها، لكنها تبقى في حقيقتها حالة متفشية نمارسها في كل مؤسسة، وصعب القضاء على الفساد بين ليلة وضحاها بعد أن أصبح جزءاً من الثقافة الكويتية.
لنأخذ كلمة «فساد» حسب تعريف المعجم الوسيط فهي «الفسق? اللهو والانحلال وعدم احترام الأعراف والقوانين? فساد الأخلاق: ينشر الفساد أينما حل وارتحل... الاستبداد أصل لكل فساد... وفي التنزيل العزيز? قال تعالى عز شأنه:(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)، ولو لاحظتم قليلاً فستجدون أن الفساد لا يأتي على هيئة عمل فردي إلا في أضيق الأحوال...(ويسعون في الأرض فساداً)».


الشاهد أن الفساد الذي يتحدث عنه الزملاء ينحصر في شقين «إداري/‏‏ مالي» و«اجتماعي/‏‏ سياسي» وما عداه يمكن السيطرة عليه وإصلاحه الذي يبدأ من التعليم.
عندما يصبح الخطأ شائعاً ومألوفاً فأنت أمام خط وحيد... مفاده أن تنتفض لمحاربة الفساد وهذا يتطلب وقفة جادة وجريئة بدعم من أصحاب القرار... وخلاف ذلك شعارات تبقى للاستهلاك الإعلامي «Show» لا تجد له أثرا على أرض الواقع.

الزبدة:
ما من شخص أمي في العام 2018... وحسب آخر الإحصائيات أن المجتمع الكويتي 72 في المئة منه من جيل الشباب يعني يعرفون ما يحصل، ولديهم الحد الأدنى من التعليم، وكل فرد منهم يستعمل الهاتف النقال، ويتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، يعني كل شيء مكشوف أمامهم، لدرجة بلغت العلن في بعض الاستجوابات والمشاهدات تحت قبة البرلمان وداخل أروقة المؤسسات، وحتى وسائل الإعلام «ما قصرت» في كشفها!
حالات من الفساد نشرت وتداولتها الوسائل الإعلامية: فهل من مسؤول واحد تمت محاسبته؟
وصل الحال بالشباب إلى قبولهم بأي نوع من الواسطة، لنيل حق له أو لتجاوز حقوق الآخرين، وهو وضع لم نكن لنصله لو اننا اقتنعنا بضرورة وجود تطبيق عملي فعلي للقوانين والقرارات واللوائح المنظمة.
تريدون مكافحة الفساد الإداري والمالي؟ أم تريدون أيضا مكافحة الفساد الاجتماعي والسياسي؟
هذا السؤال نطرحه لأصحاب القرار لأن الفساد - بمعناه وأنواعه - قد علم والقوانين واضحة في هذا الخصوص، لكنها لا تطبق? وهذا في طبيعته إن استمر فسيكون بمثابة العقبة الأولى والأخيرة لما يطلق عليه «التنمية»... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي