وجع الحروف

جابر المبارك... و«غول الفساد» !

تصغير
تكبير

في 29 مارس 2013 كتبت مقال «عفوا يا سمو الرئيس!»? وفي 15 سبتمبر 2017 مقال «سمو الرئيس... لقاؤك صعب!» ويوم الأحد الماضي «مجلس الوزراء... والحرية!» و... اليوم نكتب عن سمو الرئيس الشيخ جابر المبارك و«غول الفساد».
نذكر فالذكرى تنفع المؤمنين... ونذكر من دافع الحس الوطني وتأسياً بالآية القرآنية «وقفوهم إنهم مسؤولون» والمسؤولية هنا محصورة في نقد حميد عن ما يخرج من قول وعمل لقرارات كل قيادي مؤتمن بحكم منصبه.
نخاطب سمو الرئيس من قلب محب? فقد نخر «غول الفساد» معظم أعمدة مؤسسات الدولة، وهو ما دفع بسمو الشيخ جابر المبارك بالتشديد على عدم السماح بالفساد في الجهات الحكومية... كان ذلك مضمون خطاب سموه للقياديين خلال الملتقى الحكومي الأول «تعزيز النزاهة» وهو مؤشر صحي لكن ثمة تساؤل نطرحه وهو:


هل تستطيع مكافحة الفساد إزاحة من حصل على منصب قيادي عبر الباراشوت؟ وهل مكافحة الفساد شمولية بلا استثناء؟
ليسمح لي سمو الرئيس توضيح مفهوم مكافحة الفساد... أعتقد أنه عملية تبدأ من تغيير ثقافتنا في الآلية المتبعة «إدارية بحتة» في تتبع مواقع الفساد ورموزه حيث إن الشارع الكويتي بحاجة ماسة لمن يستمع لمعانات البسطاء? فالفساد لا يقتصر على التنفيع? التعدي على المال العام? الرشوة? الشهادات المزورة والوهمية وخلافه.
إنها مسألة تحتاج إلى بحث وتحر واستطلاع للرأي... بمعنى أن أي قضية فساد إنما هي معنية بخلل إداري محصلته قرارات مخالفة للنظم واللوائح وهذا ما ذكرته لرئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد «نزاهة» المستشار عبدالرحمن النمش.
الكويت بأكملها ستفهم انعكاس جدية خطاب سمو الرئيس للقياديين فقط عندما نقرأ عن إدانة رموز الفساد... وأقصد بالإدانة التي تنتهي بزجهم خلف القضبان، وإعادة المبالغ المنهوبة لخزينة الدولة... ويجب ألّا تنتهي القضية بتقديم الاستقالة!
أخذنا بحصيلة ثقافة المحاصصة? المحسوبية وتبادل المصالح والترضيات كطرق تقليدية متبعة في شغل المناصب القيادية، وهو ما يطلق عليه «قيادات الباراشوت» وخذ عندك النتيجة:
لا تعليم? لا صحة? لا شوارع سالكة? لا مشاريع يتم تنفيذها خلال الفترة الزمنية ناهيك عن حقيقة التكلفة للمشاريع ولا خدمات ترقى لطموح المواطن البسيط.
لذلك? نرجو من سمو الرئيس أن يشكل فريق عمل من المختصين في المجالات كافة، ومن ثم يتم الترتيب لزيارات ميدانية للمحافظات، ومخاطبة الجمهور، وأخذ تصوراتهم وما يواجهون من مشاكل، وما يلاحظونه من قصور في الخدمات ومؤسسات الدولة ويستطيع سموه بعدئذ معرفة أساس الفساد.

الزبدة:
سمو الرئيس نخاطبك بلسان الشارع الكويتي... بعد أن عجت الصحف والوسائل الإعلامية بشتى أنواع الفساد، منها «قضية مدير التأمينات واستثماراتها? قضية النصب العقاري? قضية دار الاستثمار? تدني مستوى التعليم بشقيه العام والعالي? قضية الحصى المتطاير? قضية تأخر تنفيذ المشاريع وسحب بعضها من الأشغال? تجاوزات القطاع النفطي? كوارث وزارة الصحة? القضية الإسكانية? قصور الخدمات في المدن الإسكانية الجديدة? التركيبة السكانية منذ عام 1999، الإيقاف الرياضي? العمالة المنزلية وغيرها الكثير»... هل تمت محاسبة المتسبب فيها؟
يا سمو الرئيس حفظك الله ورعاك... إننا أمام مرحلة مفصلية? فإما أن نقضي على الفساد ورموزه ونبتعد عن العرف السائد في تعيين القياديين وإما ستظل هموم الشارع الكويتي ومؤسساتنا أرضا خصبة لـ«غول الفساد» وإن نخر في ما تبقى فسنسقط ونعيش تيهاً تنموياً? ثقافيا?ً اجتماعياً? وأخلاقياً على مستوى العمل المؤسسي والفردي... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي