الأمور تحدث أمامك وأمام الجميع... البعض يتعظ منها، والبعض الآخر للأسف يصعب عليه فهم الأحداث...
والبعض يلاحظ ويفهم الأمور التي تحدث أمامه... لكنه لا يتدخل أو يتكلم... إنما ينظر ويمعن النظر... حتى أنه لا يبتسم أو يغضب أنما يواصل المشاهدة...!
قيل قديماً وحديثاً... اللهم اجعل غيري عبرة لي ولا تجعلني عبرة لغيري...
من هنا ننطلق... أثبتت الأحداث القديمة - وربما الحالية - أن اتخاذ القرارات قد يكون معتمدا على ذكائك وخبرتك، لكنه بالتأكيد يعتمد بشكل أساسي على المستشارين... إن المستشارين القياديين يتم اختيارهم بكل دقة وعناية... ومن يصل لهذه المرتبة قديما كان لا بد من أن يتميز بالخبرة الواسعة مع الحكمة التي صقلتها التجارب...
فصفة مستشار لا يحظى بها إلا من كان صاحب أخلاق عالية يدعمها بالثقافة والاطلاع والخبرة...
لذلك الدول القائمة على الديموقراطية وتداول السلطة لا تتأثر كثيراً بتغيير من يقود دفة الحكم، لأن المستشارين دائماً حاضرون عند اتخاذ القرارات... نعم إنهم مستشارون لهم خبراتهم واطلاعاتهم الواسعة... لهم حكمة رصينة.... فمهما تكلم القائد فانه في نهاية الأمر لا يتخذ أي قرار يمس أمن البلد أو استقراره، إلّا بعد أن يتشاور مع مستشاريه الأكفاء... فأي قرار يتخذ لا بد أن يكون للمستشارين رأي مؤثر في اتخاذه... فنجاح ما يقوم به القائد إنما هو نجاح للمستشارين... وفشله وتخبطه أيضاً هو انعكاس لعمل وخبرة هؤلاء المستشارين.