هبوب تتباين في أشكالها وأنواعها وألوانها، إذا لفحت الوجه فإنها تؤذيه، وإذا مرت على القلب فإنها تدميه، وإذا طافت على العقل فتشغله وتحيره، وتجعله حائراً عندما ينظر الى صفات وسمات ونعوت وطباع لم نتعودها ولم يألفها أبناء هذه الديرة الطيبة.
هبوب كثيرة الذي يتعمق في ماهيتها يصاب بالذهول.
خزة تؤدي بحياة إنسان وتصيب آخر وسببها «خزني واخزك»، وتتكون فِرق كل يحارب أخاه لأسباب أضعف من بيت العنكبوت أين نحن الآن؟
وكيف نفكر؟
هل نحتاج إلى علاج ناجع لبث الوعي في بعض الجماجم؟
الأمم تتقدم وتتطور وترتقي وتفكر في ما ينفعها، من أجل تنمية العقل والتفكير في التنمية والنمو والازدهار.
والبعض لم يزل يقبع في أتون الجهل المطبق،
وإذا مرضت من الذنوب فداوها بالذكر إن الذكر خير دواء.
السقم في الابدان ليس بضائر
والسقم في الأديان شر بلاء
هبوب تشوبها السموم يقولون إن 380 ألف عامل وافد في الجليب، وإن هذه الأرقام لا تتطابق مع الأعداء المسجلة والمدرجة ضمن النظام المعمول به في الهيئة العامة للمعلومات المدنية، حيث إن نسبة كبيرة من هذه العمالة غير مقيدة على الأرقام المدنية لعقارات المنطقة والغالبية العظمى منها لا تعمل.
وكل من لا يعمل يسبب بؤرة من بؤر الفساد والتعديات وبث السموم والأمراض، ولم تزل فكر تطرح من أجل إيجاد حلول والتفكير في مدن عمالية يضبط من خلالها الأمن ويعرف من يسكنها على أسس عمرانية وأمنية متطورة.
ولم تزل هذه الهبوب تلفح القلوب وتحمل معها أتوناً متنوعة من الفساد.
لن تنتهي الأنفس عن غيها
إن لم يكن منها لها زاجر
الاثنين قبل الماضي نزل الغيث، وهطلت الأمطار وخلال نصف ساعة تعطلت بعض الطرق، و أغلقت الأكياس البلاستيكية وأوراق الشجر والاتربة مناهل تصريف المياه، واستعين بتناكر شفط المياه لاستئناف حركة السير، وقبيل قرب موسم نزول الامطار كنا نسمع عن استعدادات لاستقبال المطر.
فأين هذه الاستعدادات؟
وأين الفِرق التي عملت؟
من أجل أن تجري المياه الناجمة عن هطول الأمطار بيسر وانسياب ولا تقف في الطرق، وحتى في المنشآت والمدارس لو كان العمل دؤوباً والحرص شديداً.
ديرة جميلة لا بد وأن تتكاتف الأيدي من أجل العمل والمحافظة على جمالها.
لا يوجد شيء يحول دون تحقيق ما نصبو إليه، الا الجد والعمل والإخلاص والتضحية والتفاني.
للنظر الى الزمن الجميل يقولون إن هذه الديرة تعرّضت الى هطول أمطار شديدة، وسميت تلك السنوات بسنوات الهدامة.
أولهاً: في الثلاثينات.
وثانيها: في الخمسينات.
كان أبناء هذه الديرة يساعد بعضهم بعضاً في تلك الفترة، فالبيوت المتصدعة يذهب أهلها إلى أقاربهم أو جيرانهم أو المدارس التي فتحت لاستقبالهم، إلى أن تقف الأمطار وتخرج الغزالة من خدرها لترسل أشعتها الذهبية على الفرجان والبرايح فتصبح أكثر إشراقاً وأهلها أكثر نشاطاً وجداً وعملاً.
فعسى أن يبارك الله في جهود المخلصين، الذين يجدّون من أجل أمهم الكويت، ويجعل الخير في أعمالهم وينشط الجميع في سبيل إعداد العدة والعمل الدؤوب من أجل عيون أمهم الكويت.
وما لنا إلّا أن ننشد ما كان ينشده الأطفال قديماً عندما ينزل الغيث قطراً ثم ينهمر:
طق يا مطر طق
بيتنا يديد مرزامنا حديد
طق يا مطر طق يا مطر
طق يا مطر طق