ليست بريطانيا وحدها التي لا تغيب عنها الشمس
في مطلع القرن العشرين كانت هناك مقولة تتردد بقوة يذكرها رجال الجغرافيا والسياسة والإعلام ويتباهى بها الإنكليز بقوة، هذه المقولة هي (بريطانيا الدولة التي لاتغيب عنها الشمس)... وهذا تعبيرعن اتساع رقعة الأراضي التابعة سياسياً للمملكة المتحدة والتي توجد في كل قارات الكرة الأرضية وفي كل محيطاتها.
لكن هذه المقولة بدأت بالانحسار التدريجي في ظل تخلي بريطانيا عن الكثير من مستعمراتها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وتحديداً في النصف الثاني من القرن العشرين.
ولكن ووفق القانون الدولي فإن بريطانيا ما زالت الدولة التي لا تغيب عنها الشمس، وليست وحدها بل غالبية دول العالم، هي دول لا تغيب عنها الشمس أيضاً.
فوفق القانون الدولي تعتبر السفن والطائرات أثناء وجودها في عرض البحر أو في الجو جزءا من إقليم الدولة وتسري عليها أحكام قانون دولة العلم. في كل الحالات، وكذلك السفارات والقنصليات وكل مباني البعثات الديبلوماسية تعتبر جزءا من إقليم دولة العلم تسري عليها كل أنظمتها وقوانينها.
فيتفق فقهاء القانون الدولي أن سيادة الدولة تشمل أربعة أقاليم كلها خاضعة لسيادة الدولة هي:- الإقليم الأرضي- الإقليم البحري- الإقليم البري- امتداد الإقليم.
ويقصد بمصطلح امتداد الإقليم قانونياً السفن أثناء وجودها في البحر والطائرات أثناء وجودها في الجو وبمباني السفارات والبعثات الديبلوماسية الواقعة في الدول الأخرى.
وعليه ووفق هذه القاعدة القانونية والتي تقرها الأمم المتحدة وجميع دول العالم بلا استثناء، لا تكون بريطانيا وحدها الدولة التي لاتغيب عن إقليمها الشمس بل غالبية دول العالم.
فغالبية دول الكرة الارضية لها أساطيل جوية وبحرية تجوب العالم جواً وبحراً، ولها في الوقت ذاته بعثات ديبلوماسية في عدد كبير من الدول، فالشمس وإن غابت عن الإقليم الأرضي للدولة فهي حتماً ستكون ظاهرة في أجزاء اخرى من امتداد إقليمها سواء في البحر او الجو او في الأرض (بالنسبة للسفارات).