No Script

صوت القلم

الإشاعات والصحف الإلكترونية

تصغير
تكبير

في وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، كثيرون يكذبون وقليلون يتجملون وهناك صادقون مع أنفسهم أولاً، هناك متخفون تحت اسم مستعار وهناك من يملك أكثر من حساب أحدها بشخصيته المعهودة، والبقية ربما للسخرية أو للتعبير عن مكنوناته الداخلية وربما عقده النفسية.
أعتقد أن من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، لا بد أن يكون مسؤولاً عن أي كلمة وحرف يكتبه، فلا بد ألّا يكون معول هدم ومصدر إشاعات وناقلا للخبر دون تحقق من مصدره، ومن غير المقبول أن يكون كالببغاء يكرر مايتلقاه من أجل شهرة موقتة وكسب بعض من المتابعين وخسارة مصداقيته وعقلانيته.
عندما نظمت عملية التواصل الاجتماعي - تحت مظلة قـــانون المرئي والمسموع وإن كان به بعض من المـــثالب - كُنا متفائلين برقي الكلمة والخبر وابتعاد الإشاعات والأخبار الكـــاذبة والمـــغــــلوطة، وجاءت كثير من الصُحف الإلكترونية ورخصت - بكل أسف - للكثير من الأشخاص غير المختصين في الصحافة لا من قريب ولا مـــن بعــيد، لتظهر بعض الصحف الإلكترونية الكـــــويتــية بشكل مؤسف ومضحك، فلا مهنية تُــــذكر ولا مصداقية، وجاء بها الكثير من الأخطاء الإملائية التي تؤكد أن اصحابها والقائــــمين عليها بعيدون عن المهنة وضعفاء في اللغة العربية.


كما أنها لم تُضف أي جديد للصحافة المحلية، وهذا عزز من قدرة وقوة ومصداقية الصحف الورقية، التي دخلت العالم الإلكتروني، وأصبحت هي مصدر الخبر الأكيد، لما تتمتع به من مهنية وخبرة صحافية لا تمتلكها الصحافة الإلكترونية، التي جاءت عبر قانون المرئي والمسموع، والذي أعتقد أنه حان الوقت بإعادة تقييم هذه الصحف، وسحب الكثير من تراخيصها، فكما يقال شر البلية ما يضحك...
عندما يُسند الأمر الى غير أهله ويعمل من لا يعرف أبجديات اللغة العربية في الصحافة، والتي تتطلب الكثير من التركيز والجهد والعمل والمهنية والتخصص، فإن النتائج تأتي بهذه الطريقة وتخرج الصحف الحديثة بطريقة نسخ ولصق للخبر من دون تحقق ومصداقية، فتجد إحدى الصحف تنشر خبرا غير صحيح من أجل سبق صحافي، فيتبعها عشرات الصحف والمواقع الإلكترونية بالتكرار...
أعتقد أن الصحف المحلية الورقية استطاعت أن تطور من نفسها، وتقتحم وسائل التواصل الإلكتروني محافظة على مصداقيتها ومهنيتها، بخلاف أشباه الصحف التي لا يحمل مسؤولوها أي خبرة صحافية أو مهنية. فكم أتمنى أن تعي وزارة الإعلام أن لا بد من تعديل الخلل وإيقاف الكثير من الصحف الإلكترونية، التي أصبحت مصدرا رئيسيا للإشاعات من أجل سبق صحافي وكسب مزيد من المتابعين.

@Mesferalnais
Mesfir@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي