عيد الأضحى تتلألأ فيه نسائم عليلة للابتهال وللخوف من الله وللطمع في مغفرته جل شأنه، فها هم الحجيج بين قائم وقاعد وراكع وساجد كل يلهج بالتلبية بدعاء الرحمن الذي يستجيب لعباده. وفي ديرتنا الطيبة سمات تهل مقدمة لاستقبال عيد الأضحى المبارك... تلك الأمهات اللاتي يحثثن أبناءهن على الهدوء في ساعة الوقوف بعرفة يمنعن الضوضاء في البيوت حتى من صوت الهاون احتراماً لهذه الشعيرة المباركة، ويأتي العيد قديماً والأمهات والآباء كل يعمل من جانبه على إسعاد أطفاله، فالأم تطبخ «ريوق» العيد الشهي ليدور أفراد الأسرة حول سفرته والسعادة تغمرهم، ثم الأهل والجيران والأصدقاء كل يزور الآخر ويقدم تحيات صادقات تنم عن الروح الواحدة. سمات كثيرة في أعيادنا القديمة، وحجاج يطوفون ويسعون في مكة المكرمة الآن، فماذا نأمل منهم؟
نأمل منهم إذا ما رفعوا أيديهم للابتهال بأن يدعوا لهذه الديرة الحبيبة بالخير العميم، ويدعوا لجميع الأمهات أن يحتضن أبناءهن ويسهرن على تغذيتهن تغذية طيبة ممزوجة بعبق أصالة هذه الأرض، ولا يتركن أطفالهن في أيدٍ غريبة.
نأمل من وفود الرحمن أن يدعو كي تكون ألسنتنا لسانا واحدا يلهج بالألفة، وأن تكون جميع القلوب تنبض بحب الوطن، وترى الأعين المناظر الجميلة في ربوع الديرة، وتصغي الآذان إلى الموعظة الحسنة، ويدعوا الفكر إلى الجدال بالتي هي أحسن، والابتعاد عن خلق الأزمات وافتعال التأزيم حتى نعيش كما كنا قلباً واحداً، كل يعمل من أجل المصلحة العامة، وتحقيق الهدف، وهدفنا جميعاً أن تحيا الكويت أبية وشامخة، وابتهالنا لوفود الرحمن العود الحميد مكللين بالسلامة وغفران الذنوب. وعساكم من عواده.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي