حوار / البرنامج الوثائقي يعرض أولى حلقاته الليلة على «أبوظبي»
أسرار الأنصاري لـ «الراي»: تقديمي لـ «مكتبات أسرار»... منحني كنوزاً
- كانت هناك رغبة في التصوير داخل الكويت... لكن ارتباطنا بعدد معين من الحلقات منعنا من ذلك
- في حال وجود جزء ثانٍ... سأحرص شخصياً أن نصوّر هنا
- لم أتخيل يوماً أنني سأحظى بفرصة الوقوف إلى جوار فراش فيكتور هوغو وأشاهد أقلامه التي كتب بها رواية «البؤساء»
«لم أخض التجربة لأي هدف تجاري مادي أو للحصول على شهرة واسعة النطاق أو حتى رغبة مني لدخول عالم التقديم التلفزيوني باعتبار أنها تجربتي الأولى»!
هذا ما أكدته الزميلة الكاتبة أسرار زكريا الأنصاري في حوارها مع «الراي» حيال برنامجها «مكتبات أسرار» الذي تعرض أولى حلقاته الليلة على قناة «أبوظبي»، حيث أشارت إلى أنها تخوفت كثيراً في البداية من خوض تجربة التقديم التلفزيوني، لكن الفكرة العامة شدتها ووجدت أنها قد تثريها بشكل شخصي على جميع الأصعدة إلى جانب إثراء المشاهد، موضحة انها صورت 13 حلقة في تسع دول و16 مدينة، وهو ما يجعل من برنامجها الوثائقي ذي الطابع العصري الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
كما أكدت الأنصاري عن وجود الرغبة في تصوير إحدى الحلقات داخل الكويت، لكن ارتباط فريق العمل بعدد معين من الحلقات منع ذلك، مشددة على إصرارها القيام بذلك في حيال وجود جزء ثان كونها تفتخر بموروث الكويت وتاريخها الأدبي والثقافي.
وعن خفايا كواليس التصوير، أوضحت وجود فريق متخصص قام باختيار البلدان والأماكن مع توفيره لكافة التصريحات وإذن التصوير، مشيرة إلى أن المادة كانت تأتيتها جاهزة من فريق محترف ومتخصص يقوم بإعدادها، ومهمتها كانت منوطة في التقديم فقط، لكنها كانت تضيف كل الشغف والحب الذي بداخلها خلال التصوير بسبب حرصها أن يكون مشابهاً لشخصيتها، هذا إلى جانب أمور أخرى عديدة وفي ما يأتي التفاصيل:
• كيف اقتنعت بخوض تجربة تقديم البرنامج الوثائقي «مكتبات أسرار»؟
- أولاً، البرنامج سيعرض اليوم على قناة «أبو ظبي»، وهو من إنتاج شركة أبو ظبي للإعلام. أما الفكرة، فقد عُرضت عليّ من الشركة المنتجة المنفذة له «جينو ميديا – دبي»، وأخصّ الكاتب الإماراتي ياسر حارب الذي قدمها لي في أبريل 2017 ورشّح اسمي لأكون مقدمة برنامج «مكتبات أسرار».
• ألم تتخوفي من التجربة؟
- في البداية تخوفت كثيراً لخوض تجربة التقديم التلفزيوني «مو ببالي كلش، ومستحيل»، لأنني سبق أن رفضت عروضاً عديدة حباً في تواجدي بالكواليس بعيداً عن الأضواء وأيضاً عشقاً بالكتابة. لكن عندما قرأت الفكرة العامة وتعمقت بها، وجدت أنها عظيمة جداً، وأنها قد تثريني بشكل شخصي على جميع الأصعدة، إلى جانب إثرائها للمشاهد وهي النقطة التي أرتكز عليها دائماً «أحاول أثري نفسي وأفيد غيري بالأشياء اللي ممكن تغير فكر الإنسان لو بشكل بسيط».
• ما الأمر المميز الذي لمستيه بها؟
- رأيت أن الفكرة ثرية بمضمونها كوننا سنصوّر في تسع دول و16 مدينة، لنزور 13 من أقدم وأعرق المكتبات التاريخية فيها، مع التعرّف على كل ملامح ومعالم المدن التاريخية والحضارية والثقافية والسياحية، وهذا الأمر يجعل من «مكتبات أسرار» البرنامج الوثائقي ذي الطابع العصري الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، إذ فيه سترى أنني أمشي بين الناس بكل عفوية وأتكلم باللغة البيضاء السهلة المفهومة لدى جميع بلدان الوطن العربي. فعلاً هي تجربة لا توصف بكلمات وأشعر أنها أشبه بحلم لم أستيقظ منه بعد وما زلت أعيشه إلى اليوم.
• ما هي الدول التسع التي تم التصوير بها؟
- خلال شهر ونصف الشهر انتهينا من تصوير ومونتاج 13 حلقة، والبداية انطلقت من فرنسا حيث صورنا فيها حلقتين، ثم سويسرا صورت فيها حلقة واحدة، بعدها سافرت إلى ألمانيا صورت حلقتين، ثم توجهت إلى إيطاليا وصورت حلقة واحدة ثم انتلقت إلى إسبانيا وصورت حلقتين، لتكون المحطة التالية هي البرتغال وفيها صورت حلقتين، ثم المغرب صورنا فيها حلقة واحدة، وكذلك الأمر في مصر، لتكون الإمارات هي المحطة الأخيرة حيث صورنا فيها حلقة واحدة.
• لماذا الكويت خارج الخارطة؟
- على العكس، كانت هناك رغبة في التصوير داخل الكويت مثل «مكتبة الكويت الوطنية» أو «مكتبة البابطين»، لكن ارتباطنا بعدد معين من الحلقات منعنا من ذلك، وفي حال وجود جزء ثان من البرنامج سأحرص شخصياً أن تصوّر حلقة في بلدي الحبيب الكويت والذي بالطبع أفخر بموروثه وتاريخه الأدبي والثقافي، لاسيما أنني أنتمي إلى أسرة حرصت على أن تضع بصمتها فيها.
• هل قمتِ باختيار مواقع التصوير أو شاركتِ في اختيارها؟
- هناك فريق متخصص قام بالاختيار مع توفيره لكافة التصريحات وإذن التصوير. وعلى سبيل المثال، قمنا بالتصوير في جامع «القرويين» الواقع في فاس المغربية، وجامع «الشيخ زايد» في أبوظبي، وفي داخل عدد من الكنائس التاريخية، إلى جانب مجموعة مكتبات موجودة داخل الأديرة، منها «سانت غالين» في سويسرا، وفي البرتغال زرنا أقدم مكتب في العالم لبيع الكتب، وأيضاً قصر «الإسكوريال» العظيم الواقع في مدريد، وقصر «مافرا» الموجود في البرتغال، وأيضاً صورنا مكتبة الإسكندرية التاريخية البالغ عمرها آلاف السنين. ولا أنسى أيضاً بيت الأديب والشاعر الفرنسي فيكتور هوغو، وفي مكان مسكن سيد درويش في مصر، إلى جانب «متحف اللوفر».
• وماذا عن إعداد المادة نفسها؟
- المادة كانت تأتيني جاهزة من فريق محترف ومتخصص يقوم بإعدادها، ومهمتي كنت منوطة في تقديمها فقط، لكنني كنت أضيف كل الشغف والحب الذي بداخلي خلال التصوير بسبب حرصي أن يكون مشابهاً لشخصيتي.
• إذاً، أين تظهر بصمتك الخاصة في البرنامج؟
- ستجد بصمتي واضحة بي، إذ كنت نفسي من دون زيف أو تصنع أمام الكاميرا، إذ لم أقدم شيئاً بعيداً عن اهتماماتي وشغفي وحبي الحقيقي، لأن كل من يتابعني يعرف مدى حرصي في استغلال وقت فراغي بالسفر - ولوحدي غالباً - إلى مختلف دول العالم لأجل زيارة معالمها سواء متاحف أو معارض فنية وأيضاً مكتبات، مع تقديم معلومات ونبذة عن كل موقع أتواجد فيه، وهو الأمر الذي كان قريباً نوعاً ما من حياتي الشخصية وقمت به في «مكتبات أسرار». أنا شغوفة جداً بالكتب والمكتبات، وهذا الأمر سيجعل مشاهدي قناة «أبوظبي» يشعرون بنوع من المصداقية عندما يرون لمعة عينيّ لدى تصفحي لكتاب تاريخي أو مخطوطة ما، أو لحظة دخولي إلى مكتبة أو متحف أثري خلال التصوير، أو حتى أثناء تفقد وتأمل لوحة أو قطعة فنية. سيرون الحب والشغف والاهتمام الحقيقي والذي يسهل تمييزه عن المزيف.
• البعض قد يظن أن خوضك التجربة لأجل حصد شهرة أوسع أو لدخول عالم التقديم... فما ردّك؟
- لم أخض التجربة لأي هدف تجاري مادي أو للحصول على شهرة واسعة النطاق أو حتى رغبة مني لدخول عالم التقديم التلفزيوني باعتبار أنها تجربتي الأولى، فلو أردت لاتجهت إلى ذلك من أول عرض قُدم لي وأنا طالبة في الجامعة، لكن السبب الحقيقي هو إيماني العظيم بالقيمة التي ستضاف إلى كل متابع للبرنامج، وذلك لما فيه من توجه ثقافي وتنويري طرحته شركة أبوظبي للإعلام، رغبة منها بإثراء المحتوى العربي كافة من دون تخصيصه على النطاق المحلي فقط. وشخصياً، أنا على يقين أن بلداً بلا فن لا يمكن أن تشاهد حضارته، باعتبار أن غالبية الحضارات وصلنا إليها من خلال الفنون. كما أن البرنامج وطبيعته، هو النوع الذي أحرص على مشاهدته ومتابعته إلا أنني فعلاً لم أجد فكرة كفكرته، فأنا مدمنة أفلام وبرامج وثائقية وأود أن يصبح حقيقة.
• ما الصعوبات التي واجهتك خلال التصوير؟
- تكمن الصعوبة في فكرة أنها أول تجربة من نوعها بالنسبة إليّ، إذ كنت في اليوم أصور ما يفوق الـ 13 ساعة متواصلة، كذلك لم أكن أتخيل يوماً أنني قد أقف وسط ساحة في مدريد مثلاً والكاميرات موجهة نحوي وأنا أتحدث، والناس يمشون ويدورون من حولي ويلتقطون صوراً أحياناً، خصوصاً أنني منذ زمن أعاني رهاب التحدث أمام العامة بحرية. إلى جانب ذلك، كنت أعتمد على حفظ المعلومات لعدم وجود «أوتو كيو»، كون طبيعة البرنامج لا تتناسب مع وجوده، فقلقي من عامل الوقت وتأدية مهمتي بأفضل شكل ممكن وتوتري من الناس كان يؤثر عليّ جداً، لكن المعضلة كانت في إعادة تصوير المشهد بعد بذلي لمجهود كبير، بسبب حصول خلل ما خارج عن الإرادة كالضوضاء الخارجية أو تغير مفاجئ في الطقس. أيضاً من الصعوبات المضحكة، كانت صعوبة نطقي للمناطق والأسماء التاريخية بذات نطق لغة ولهجة البلد احتراماً لها، وأكثرها واجهتها في ألمانيا.
• وما الأمور التي حصلت لك، واعتبرتِ أنها كنز؟
- لم أتخيل يوماً أنني قد أحظى بفرصة الوقوف إلى جوار فراش فيكتور هوغو الذي مات فوقه - وهو أمر ممنوع - وألتقط صورة تذكارية، وأن أشاهد أقلامه التي كتب بها رواية «البؤساء»، وأمسك رسائله التي كتبها بيديه وأفتح حقيبته التي كان يضع داخلها أوراقه اليومية. فعلاً، لم أتصور يوماً حصولي فرصة الإمساك وقراءة وثيقة تعود إلى ابن خلدون كان قد كتبها بخط يده في مقدمة كتابه «العبر».
• هل تفكرين في تكرار تجربة التقديم؟
- أنا معجبة في تقديم الخط الوثائقي. لذلك، في حال تكرار تجربة التقديم، يجب أن تكون شيئاً مشابهاً أثري من خلاله نفسي وكل من يشاهدني، بعيداً عما هو موجود وسائد من برامج.
• وماذا عن تحويل ما عشتِه من تجربة إلى كتاب؟
- ما حصلت عليه فرصة ذهبية لن تتكرر، لذلك استثمرتها بشكل مبدئي عن طريق كتابة مذكرات يومية لكل ما عشته. ورغم التصوير اليومي الذي وثقت به الأحداث، إلا أنني أعتقد أن بداخلي ما زال هناك الكثير من الأمور التي يجب أن أخرجها.
• بعد الرحلة التي قمتِ بها، ما هي أمنيتك؟
- أتمنى اهتمام كل الدول العربية بشكل أكبر بجميع المواقع الأثرية التي نمتلكها، وبجميع المتاحف التي تضم تاريخاً وحضارات كما يفعل الغرب، باعتبار أنها الإرث الذي سيبقى للأجيال القادمة.