حوار / «ننظر لها كشريك مهم في المنطقة... وسياستها الحكيمة والمتوازنة محط إعجاب»

السفير البولندي بافيل ليهوفيتش لـ «الراي»: الكويت وسيط لا يمكن الاستغناء عنه في حل النزاعات

تصغير
تكبير

 لحظة «استثنائية»  يوم ألتقيت سمو الأمير وقدمت أوراق اعتمادي

 70 مليون دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين

 800 مليون دولار استثمارات الكويت  في الأسهم والسندات البولندية

 الكويت تستورد من بولندا مستحضرات التجميل

 3 آلاف كويتي زاروا بولندا في 2017 من أصل 80 مليون سائح

نعتبر الاقتصاد الـ6 أوروبياً ومؤشر البطالة لدينا هو الأدنى على مستوى «الاتحاد»

عضوية الكويت وبولندا في مجلس الأمن فرصة جيدة لتعزيز التعاون المشترك

 صيد الأسماك هوايتي المفضلة للاسترخاء والابتعاد عن أجواء العمل


وصف سفير بولندا لدى الكويت بافيل ليهوفيتش، لحظة تقديم أوراق اعتماده لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد باللحظة «الاستثنائية»، معرباً عن إعجابه بما حققه سموه على صعيد العلاقات الدولية، وبناء صورة الكويت الداعمة لجميع المحتاجين في العالم، ولاعبة لدور الوسيط الذي لا يمكن الاستغناء عنه في حل النزاعات، مؤكداً أن «بلاده تشارك الكويت أولوياتها في مجلس الأمن، ومن بينها تعزيز دور المجلس بمنع نشوب الصراعات، وجهود الوساطة والمساعي الرامية إلى حل النزاعات بالوسائل السلمية، ومكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله».
وشدد ليهوفيتش في حوار مع «الراي» على تميز العلاقات البولندية - الكويتية على الأصعدة كافة والتي يعود تاريخها إلى عام 1963، حيث كانت بولندا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الكويت عام 1961، ودعمت حق تحريرها إبان الغزو، مشيراً إلى «تطور العلاقات التجارية الثنائية، أخيراً، والذي تمثل بارتفاع حجم التبادل التجاري إلى ما يزيد على 70 مليون دولار، بينما بلغ حجم الاستثمارات الكويتية في بولندا نحو 800 مليون دولار، تتركز معظمها في الأسهم وسندات صناديق الاستثمار عن طريق مكتب الكويت في لندن»، داعياً «رجال الأعمال الكويتيين إلى الاستثمار في بلاده، والاستفادة من التسهيلات التي تقدمها الحكومة من إعفاءات ضريبية وغيرها».
وكشف ليهوفيتش عن دعوة وجهها الرئيس البولندي اندرزيج دودا لسمو أمير البلاد، لحضور الدورة الـ24 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، خلال الفترة من 3 حتى 14 ديسمبر المقبل. تفاصيل الحوار في ما يلي:



• حدثنا عن العلاقات الديبلوماسية بين بولندا والكويت وخططكم لتطويرها؟
- تعتبر العلاقات بين بولندا والكويت متميزة على الأصعدة كافة ويعود تاريخها لعام 1963، حيث تعد بولندا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الكويت عام 1961، وأيدت تحريرها من الغزو، كما دعمت محاربة تنظيم داعش في إطار التحالف الدولي، وتشهد هذه العلاقات تطوراً مستمراً بفضل الزيارات المتبادلة الرسمية بين كبار الشخصيات والوزراء في كلا البلدين، كان آخرها زيارة نائب رئيس «مكتب مراجعة الحسابات الأعلى» البولندي إلى الكويت في أبريل الماضي، وتوقيعه على اتفاقية للتعاون المشترك، إضافة إلى علاقات برلمانية ثنائية متميزة ستشهد في يونيو المقبل زيارة وفد برلماني كويتي إلى بولندا، كما أن الرئيس البولندي اندرزيج دودا وجه، أخيراً، دعوة لسمو الأمير لحضور افتتاح الدورة الـ24 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP24) والتي نستضيفها في الفترة من 3 حتى 14 ديسمبر المقبل، ونتولى رئاستها للمرة الثالثة.
•كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
- تم التوقيع على معاهدة التعاون الاقتصادي بين البلدين منذ عام 1975، وفي عام 1990 وقعنا اتفاقا في شأن الدعم المتبادل وحماية الاستثمارات، ليرتفع حجم التبادل خلال السنوات الأخيرة إلى ما يزيد على 70 مليون دولار أميركي، حيث تحرص الكويت على استيراد مستحضرات التجميل البولندية، كما توجد شركات كويتية خاصة تستثمر لدينا في مجال المراكز التجارية ومنها، شركة الشايع، التي تمتلك امتيازات دولية عدة، إضافة إلى البعثة الأثرية البولندية- الكويتية التي تشكلت عام 2007، وتعمل في جزيرة فيلكا، وفي هذا الإطار وقعنا مع المجلس الوطني للثقافة والفنون في نوفمبر عام 2017 اتفاقية تعمل من خلالها البعثة في الكويت لمدة 5 سنوات أخرى ضمن مشاريع عديدة شمال البلاد.
• هل هناك استثمارات حكومية كويتية في بولندا؟
- الكويت تستثمر بمبالغ كبيرة في بولندا، على الرغم من أن «هيئة الاستثمار الكويتية» لا تفعل ذلك مباشرة، بل من خلال المؤسسات المالية ومكتبها في لندن (مكتب الاستثمار الكويتي)، وتقدر استثماراتها بنحو 800 مليون دولار، معظمها أسهم وسندات صناديق الاستثمار.
• كم يبلغ عدد الكويتيين الذين زاروا بولندا العام الماضي؟
- أصدر القسم القنصلي في السفارة نحو 302 تأشيرة للكويتيين عام 2017، ومع ذلك، زار بولندا نحو 3 آلاف كويتي في العام ذاته عن طريق تأشيرات شنغن متعددة السفرات صادرة عن سفارات دول أوروبية أخرى، أما عدد التأشيرات التي أصدرتها «القنصليات البولندية» حول العالم خلال العام ذاته، بلغ قرابة مليون ونصف المليون تأشيرة، ووفقا للبيانات الأخيرة، فإن 80 مليون شخص من حول العالم زاروا بلادنا باعتبارها وجهة مفضلة للسياح وتقع وسط أوروبا، وفي أغلب الأحيان يرغب السياح بزيارة المدن الكبيرة، والتي لها تراث تاريخي ضخم مثل مدن كراكوف، فروتسواف، غدانسك، بوزنان، ووارسو، لما تتميز به من مقومات للجذب السياحي في الثقافة، والهندسة المعمارية والترفيه، إضافة للطبيعة الخلابة المطلة على بحر البلطيق خلال فترة الصيف، أما بالنسبة لمحبي البحار فهم يرغبون بالذهاب إلى أرض (مئات البحيرات) التي تسمى (ارميا ومازوري)، وخلال إقامتي في الكويت، لاحظت أن الكويتيين يحبون المساج والسبا، وبولندا هي الوجهة الممتازة في هذا المجال.
• حدثنا عن لقائك مع سمو الأمير؟
- كان لقائي مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لحظة استثنائية، فأنا معجب بما حققه في مجال العلاقات الدولية، وخاصة بناء سموه لصورة الكويت كبلد يدعم جميع المحتاجين حول العالم ويلعب دور الوسيط الذي لا يمكن الاستغناء عنه في حل النزاعات.
• أين كنت تعمل قبل تسلمك لمهامك في الكويت؟
- كنت أعمل مديراً لمكتب المسائل الأمنية في وزارة الخارجية البولندية، وقبل ذلك عملت مستشاراً بدرجة وزير لدى السفارة البولندية في واشنطن العاصمة.
• كيف يمكن أن تصف اقتصاد بولندا؟
- بولندا تعتبر الاقتصاد السادس في أوروبا، ومؤشر البطالة لديها هو الأدنى بين دول الاتحاد الأوروبي، وتسمى (الجزيرة الاقتصادية الخضراء)، وهذه التسمية جاءت نتيجة لسرعة نمو الناتج المحلي الإجمالي والاستثمارات الخارجية فيها، وأشجع جميع رجال الأعمال من الكويت للاستثمار لدينا، والاستفادة من التسهيلات التي تقدمها حكومتنا لهم مثل الإعفاءات الضريبية، وإنشاء مناطق اقتصادية خاصة، وسط غياب للبيروقراطية.
• كيف تتعاونون مع الكويت في مجلس الأمن الدولي؟
- بولندا والكويت عضوان غير دائمين في مجلس الأمن لعامي 2018-2019، وهي فرصة جيدة لتعزيز التعاون المشترك في شتى القضايا، كما أن بولندا تنظر للكويت كشريك مهم في المنطقة وتحترم سياستها الحكيمة والمتوازنة والجهود الهائلة والنجاحات التي حققتها في مجال المساعدات الإنسانية على نطاق دولي واسع جداً، وتعتبر جهودها في استضافة المشاورات اليمنية والتزامها بمساعدة المحتاجين في جميع أنحاء العالم، محط إعجاب وتقدير كبيرين بالنسبة لنا، كما أن المجتمع الدولي يقدر أيضا دعم الكويت لسورية وجهودها المبذولة لتنفيذ قرار المجلس 2401 الذي يطالب بوقف الأعمال العدائية دون تأخير لما لا يقل عن 30 يوما متتالية لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وتشارك بولندا هذه الأولويات مع الكويت في مجلس الأمن، ومن بينها تعزيز دور المجلس في منع نشوب الصراعات، وجهود الوساطة والمساعي الرامية إلى حل النزاعات بالوسائل السلمية، ومكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله.
• كيف تصف علاقات بولندا مع دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي بشكل عام؟
- بولندا تحافظ على علاقاتها الديبلوماسية مع جميع الدول الأعضاء في الجامعة العربية، بسبب قدم تلك العلاقات مع الحفاظ على خصوصية العلاقات مع كل بلد، حيث بدأت الاتصالات الرسمية بين بولندا وحكام شبه الجزيرة العربية منذ عشرينات القرن الماضي.
• ما هواياتك المفضلة؟ وما فريق كرة القدم المفضل لديك؟
- عندما تذكر كلمة هواية، أول ما يتبادر إلى ذهني صيد الأسماك، فهي طريقة رائعة للاسترخاء والابتعاد عن أجواء العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث تساعد هذه الهواية على تخفيف التوتر وتنمية شعور التحدي والنجاح عند الصيد، أما فريقي المفضل هو بالطبع المنتخب الوطني البولندي، ولاعبي المفضل هو روبرت ليفاندوفسكي، الذي يعتبر أحد أفضل المهاجمين في العالم.
• هل لديك ما تود إضافته؟
في 3 مايو من كل عام نحتفل بيوم الدستور البولندي، ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ 227 لاعتماد أول دستور في أوروبا الحديثة، والثاني في العالم، واستلهم الدستور الذي اعتمد الفكر السياسي والاجتماعي لعصر التنوير الأوروبي والدستور الأميركي عام 1787، حيث يشدد الدستور البولندي على الحكومة لوضع مصلحة الأمة في مقدمة أولوياتها، بدلاً من النهوض بمصالح القلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي