مَن أعطى وأكرم الناس لا يجعل عطاءه إلا في محله، وفي يد من يستحقه، وكما قال بعض الحكماء: «لا تضع معروفك عند فاحش، ولا أحمق، ولا لئيم، ولا فاجر».
ضعاف النفوس يكفرون بنعم ربهم، ولا يعترفون بالجميل؛ وإنكار ضعيف النفس، وجحد اللئيم قد يصل به إلى إهانة من أحسن إليه والاستخفاف به وتحقيره؛ فيجد الكريم الشر والقسوة والإساءة من الذي لا يقدّر المعروف.
ومن أهان كريماً فليحذر من عاقبة ما يأتيه من الله تعالى، فإنه عز وجل هو الذي أعطى وأنعم على كل عباده، وهو القادر على إزالة تلك النعم، واحذر من الشخص الكريم الذي سخره الله ليكرم الناس فإن رأيته هيناً ليناً بعطائه لا تظنه ضعيفاً إن وجد الإساءة ممن أحسن إليه، قال أحد الصالحين: «كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته».
إن اللؤم من أسوأ طباع البشر، فقد تصاحب أشخاصاً تظنهم صالحين، ثم تظهر حقيقتهم السيئة؛ كالزميل أو الجار الذي تظنه كريماً صالحاً ثم ترى القسوة والإهانة منه وتعلم أنه لئيم، وقبل أن تصاحب أو تتعامل مع أي من البشر يجب أن تُميز بين اللئيم والكريم؛ وتعرف الشر من الخير حتى لا يصيبك أذاه؛ فاللئيم شخص مريض حسود، يفتقد الكثير من القيم والصفات الطيبة، ويُعرف ببذاءة لسانه، ويغلب عليه الجحود وإنكار المعروف، والتسلط على الضعفاء.
وهذا واقع تراه كثيراً خاصة مع من تحتّك بهم يومياً مثل زملاء العمل وكذلك الزميل الدراسي؛ فالزميل الذي تتخلله بعض تلك الصفات يجب الحذر منه، والتعامل معه بلطف وبطريقة تجنّبك أذاه، والتحدث معه بأدب وبحزم، وتجاهل تصرفاته المسيئة، ويجب اتقاء شره، والتزام الحيطة أثناء التعامل معه، وعدم إتاحة أي فرصة لهذا الشخص بالتدخل في أي من الشؤون الخاصّة؛ لأنه قد يتطاول ويزيد من شره، وحاول البقاء بعيداً قدر المستطاع عن شر هذا النوع من البشر وعدم مخالطتهم... وكما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي: «إن أنت أكرمتَ الكريمَ ملكتهُ... وإن أنتَ أكرمت اللئيم تمردا». وإن كانت أقوال الصالحين والحكماء معروفة وقديمة فإنها تبقى كنوزاً نتدبرها ونتعلم معانيها.
[email protected] aaalsenan @