«القرآن هو الفيصل... وفي حال اختلافنا على شيء لا بدّ من العودة إليه»
الديباجي: معرفة الحق والمقاومة من أجله... أكبر دروس كربلاء
- أهل الكويت عرفوا الحق وقاوموا من أجله حتى حرروا وطنهم
- في بداية ثورة الحسين كثيرون عرفوا الحق ودخلوا فيه لكنهم لم يقاوموا
- ضرورة نبذ أشكال التفرقة بين أبناء الوطن والعمل على تقوية أواصر اللحمة الوطنية
فيما واصلت المجالس الحسينية مساء أول من أمس، استحضار وقائع ما مر به الإمام الحسين بن علي (ع) وصحبه، ركز وكيل المرجع الديني الأعلى في الكويت علي السيستاني آية الله ابوالقاسم الديباجي، على أن الرسول (ص) ترك لأمته كتاب الله وعترته أهل بيته، طريقاً لمعرفة الحق، معتبراً أن معرفته والمقاومة من أجله أكبر دروس موقعة كربلاء.
وأحيت حسينيات الكويت الليلة الثامنة من ليالي عاشوراء. وفي مسجد زين العابدين، تحدث الديباجي عن الحق وميزان العدالة، مؤكدا ان ثورة الامام الحسين (ع) انطلقت لاحقاق الحق وإقامة العدل، بما أمر كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقال الديباجي، ان مسألة معرفة الحق واتباعه تتطلب معرفة أشياء رئيسية، خصوصا ان كل فئة وجماعة في عصرنا الحالي تدعي الحق لنفسها، لافتا إلى ان «رسول الله (ص) أوضح لنا طريق معرفة الحق بقوله (إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا)».
وأوضح أن «كل ما يتطابق مع القرآن الكريم هو حق لا شك فيه، وأنه في حال اختلافنا على شيء لابد من العودة إلى القرآن، ومطابقة هذه المسألة، باعتبار القرآن هو الفيصل في هذا الجانب (اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ)».
وأضاف، إذا عرفنا الحق لابد ان نسلك طريقه ونقاوم من أجله حتى تحقيق الهدف والوصول إلى الطريق الصحيح، مبينا «انه في بداية ثورة الامام الحسين، كثير من الاشخاص عرفوا الحق ودخلوا فيه، ولكنهم لم يقاوموا، وهناك من استمر في المقاومة حتى الشهادة».
وتابع ان «أكبر درس من حادثة كربلاء هو معرفة الحق والدخول في طريقه والمقاومة من أجله»، لافتا إلى ان «أهل الكويت ضربوا أروع الأمثلة في تاريخهم المعاصر، عندما دافعوا عن حقهم في وطنهم إبان فترة الاحتلال العراقي، حيث قاوم الجميع من أجل هذا الحق، حتى وصلوا في النهاية إلى تحقيق هدفهم، وهو تحرير وطنهم وعودة الأمن والامان في ربوعه».
وشدد على ضرورة «نبذ أشكال التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، والعمل على تقوية آواصر اللحمة الوطنية، ومحاربة كل من يحاول تعكير صفو المودة والمحبة بين أبناء الكويت».