الحسينيات تواصل إحياء ذكرى عاشوراء
خطباء المجالس الحسينية: نشر الفضيلة والمثل العليا وكل ما يجمع الناس ويبعد عن الفتن
اليعقوبي: الرسول (ص) شرع بعد وصوله للمدينة بتنظيم العلاقات مع اليهود والنصارى كي يعزز الأمن المجتمعي
ضرورة احترام قوانين البلاد التي يعيش فيها المسلم حتى لو كانت غير مسلمة
واصل خطباء المجالس الحسينية لليلة الرابعة إحياء ذكرى عاشوراء، وسرد معاني موقعة الطف التي استشهد فيها سبط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة الحسينية، ومشددين على أهمية سيادة الأمن المجتمعي كركيزة أساسية لبناء الأوطان، داعين إلى نشر الفضيلة والمثل العليا وكل ما يجمع الناس، والبعد عن نشر الفتن والاشاعات.
وفي حسينية أباذر الغفاري بمنطقة الشعب، تحدث الخطيب حاكم اليعقوبي عن الدعائم الأساسية التي تبنى على أساسها الأوطان، معتبرا ان «الأمن السلمي والأمن الغذائي عنصران أساسيان لا بد من توفيرهما لأي مجتمع انساني يرغب ان تكون حياته هنيئة ومستقرة».
وقال اليعقوبي «ان هذين العاملين مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا، بمعنى أنه في حال عدم توفر العامل الأول (الأمن السلمي) لن يكون للعامل الثاني (الأمن الغذائي) أي فائدة، منوها إلى أنه من دون الأمن السلمي المجتمعي لن يرتاح الانسان ويشعر بلذة الطعام، طالما ضاع الأمن والأمان في البلد الذي يعيش فيه».
وأشار إلى أن«النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فطن إلى هذا الأمر جيدا عندما هاجر من مكة إلى المدينة، حيث شرع بعد وصوله إلى المدينة بكتابة الوثيقة النبوية التي بيَّن فيها الأحكام التي تنظم العلاقات بين المسلمين من ناحية، واليهود والنصارى من ناحية أخرى، لكي يعزز من جانب الأمن المجتمعي».
ودعا إلى نشر الفضيلة والمثل العليا وكل ما يجمع الناس والبعد عن نشر الفتن والاشاعات وغيرها من الأمور التي تهدم المجتمعات، منوها إلى ان «جميع بيانات المراجع العظام، تؤكد أهمية رص صفوف المسلمين وعدم الحديث عن التفرقة التي تؤدي إلى خلخلة الأمن والاستقرار في بلاد المسلمين».
وشدد على ضرورة «احترام قوانين البلاد التي يعيش فيها الانسان المسلم حتى لو كانت هذه البلاد غير مسلمة، لأنه من دون احترام القانون ستنتشر الفوضى ويصاحب ذلك تهتك المجتمع والتجاوز على حقوق أفراده».
وحض على «الحفاظ على النعمة التي أنعم الله بها علينا، والابتعاد عن الذنوب لأنها تزيل النعم»، داعيا المولى عزوجل ان يحفظ الكويت من كل مكروه.
وفي مسجد العترة الطاهرة، استهل خطيب المنبر الحسيني حسين الصافي محاضرته، بقوله تعالى (انما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، لافتا إلى أهمية دور العلماء في اوساط المجتمع، مبينا ان «العلماء سواء كانوا علماء نفس أو مادة، الكل يحتاجه المجتمع، ولكن الآية الكريمة تتحدث عن العلماء الربانيين الذين يحملون منهج الأنبياء والاوصياء».
وتابع ان «العلماء يخافون الله عز وجل و يعظمونه»، مشيرا الى ان «الأمة تحتاج الى العالم الذي يغذيها ويربيها وان يكون له مواقف في مواجهة الظلم والانحراف في العقيدة»، لافتا إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم «حوّل مجتمعاً جاهلياً الى مدني متحضر».