وجع الحروف

التأمين الصحي للمواطنين... والتأمين الآخر!

تصغير
تكبير

يقول الخبر: «التأمين الصحي لجميع المواطنين... جاهز»، وإنه يتيح للجميع تلقي العلاج في جميع المستشفيات.
خبر جميل وقد تحدثنا في مقال سابق عن هذا الاقتراح وذكرنا ضرورة أن يشمل العلاج في الخارج، للحالات التي لا تجد علاجا في المستشفيات الحكومية والخاصة.
فما هو التأمين الآخر؟


أعتقد أن المتابع للأوضاع يلاحظ غياب كثير من الأمور التي تحتاج إلى تأمين.
التعليم السليم يحتاج لمن يؤمنه لفلذة أكبادنا.
الكوادر الطبية المشهودة لها بالكفاءة تحتاج لمن يؤمن لها مناخ عمل مناسب، وتحديداً حملة البورد الأميركي والكندي... وتأمين المناخ للمراكز الطبية العالمية لتشغيل وإدارة مستشفياتنا ومراكزنا الصحية.
القيادات من أهل الخبرة وحسن السيرة والسلوك بحاجة لمن يؤمن لهم وظائف قيادية تناسب كفاءاتهم في مختلف التخصصات، وهذا لن يتم إلا عبر إنشاء هيئة عامة للقياديين... ونحتاج الاستعانة بخبرات وطاقات المتقاعدين للعمل كاستشاريين.
الشوارع تحتاج لمن يؤمنها من الزحمة والحصى المتطاير والحفرالمتناثرة حول جنباتها.
الاقتصاد بحاجة لتأمين الفرص الاستثمارية الواعدة عن طريق إنشاء هيئة خاصة بالاقتصاد.
الأسر بحاجة إلى تأمين عمالة منزلية بأسعار منخفضة.
الأسعار بحاجة لمن يؤمن جهاز حماية للمستهلك غير الذي نسمع عنه ولا نرى له أثراً.
جموع الناخبين بحاجة لتأمين خارطة طريق ترشدهم لحسن اختيار أعضاء مجلس الأمة، كي ننعم بتشريع ورقابة وصناعة التاريخ من جديد.
المؤشرات العالمية التي وقعنا في ذيل قوائمها تحتاج إلى رجال دولة تؤمّن استراتيجية عمل لإدارة أزمتها.
الإعلام «غير الهادف» أصبح يفتك بالنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية وبات ملحاً خروج الحكماء والعقلاء عن صمتهم وتأمين وسائل إعلامية هادفة تضبط إيقاع الإسقاطات «الرخيصة» التي نتابعها في وسائل التواصل الاجتماعي.
نريد من يؤمن الطريق لمحاسبة سراق المال العام وإعادة الأموال «المنهوبة» على وجه السرعة وكذلك الحال بالنسبة لأي تجاوزات أخرى.... فأين أصحاب القرار منهم؟
الزبدة:
الشاهد من المعطيات أن القضية ليست محصورة في التأمين الصحي، أصبحنا بحاجة إلى تأمين آخر يشمل جميع نواحي الحياة المعيشية والوضع الاجتماعي والسياسي والإعلامي.
من منا يمكنه القول إن الفساد لم يصل ذروته؟ وإن الفاسدين لم يتحكموا في كل شيء، حتى بات المال العام عرضة للنهب، والتجاوزات المعلومة دليل على ذلك؟
نريد «نفضة» عاجلة تعيد الأمور إلى نصابها فلن تستقيم الحال في ظل وجود قيادات دون المستوى، وأعتقد أن أوّل هذه الخطوات تبدأ من إصلاح التعليم، ونبذ أوجه الفساد من واسطة ومحسوبية ومحاصصة وتبادل مصالح.
نريد الإصلاح... ممكن!... الله المستعان

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي