حروف باسمة

الدشة

تصغير
تكبير

استعدت المحامل واعطى أمير الغوص الاشارة ايذاناً ببدء الموسم والغاصة على ظهر السفينة، كلهم اصرار وأمل في الحصول على اللآلئ والظفر بخير كثير.
رحلة جميلة كلها أمل وتفاؤل وإصرار وإقدام.
هذه الدشة تشبه دشة الطلبة في مدارسهم في بداية العام الدراسي، وكلهم إصرار من أجل تحقيق الآمال والحصول على الحقائق والمعلومات كي يبنوا مستقبلاً زاهراً مفعماً بالعلم والثقافة والتربية.


الغاصة قديماً -قبل ان يبدأ موسم الغوص- يستعدون لموسمهم باصلاح السفن واعدادها وتجهيز الماجلة التي يحتاجون إليها طوال رحلة الغوص، ويختارون الكوادر المتخصصة الفنية، التي تعمل على ظهر السفينة حتى تكون رحلتهم متكاملة لا ينقصهم شيئاً ولا يعيقهم عائقاً عن تحقيق هدفهم.
فهل نحن أعددنا العدة لدشة الطلبة في هذا العام؟
شيء عجيب يذهل العقل والمتأمل لمشهده، يكاد ان يصاب بالذهول على توفر المستلزمات وعدم الاعاقة في توفيرها.
لم تكن المدارس جاهزة لاستقبال العام الدراسي الجديد، بعضها صرفت طلبتها لعدم الجهوزية ومدارس اغلقت ووزعت طلبتها على مدارس اخرى لماذا؟
هل هناك نقص في الميزانية أو نقص في الكوادر التي تعمل من أجل تجهيز المدارس، أو قلة التخصصات الفنية التي تحول من دون انجاز العمل في الوقت المناسب أم أسباب نحن لا نعلمها؟
والله لست أدري؟!
فعسى أن تستقبل المدارس فلذات الأكباد، وقد استعدت واعدت المستلزمات الأخرى من الكتب المدرسية وتجهيزات المختبرات بأنواعها والمستلزمات، التي تعين المعلم على تسهيل عملية التعليم والتعلم.
وعسى أن تكون الدورات التدريبية للمعلمين الجدد، تأتي اكلها في تبصيرهم وتذليل العقبات التي قد يواجهونها في مقتبل مسيرتهم التربوية.
وعسى ان يستبصر المعلم الطرق التي تعمل على تحسين عملية التعليم والتعلم، ليأخذ منها ما يتوافق وقدرات تلاميذه وما يتلاءم مع استعداداتهم وميولهم ويعمل على صقل مواهبهم، بما يمتلك من وسائل وطرق بقوة واقتدار حتى يسهم في تربية نشء قوي قادر على الاسهام في بناء صرح الوطن وتكون الآفاق كلها جميلة ممتلئة بالأمل تشجع المخلص، الذي يعمل على إسعاد الوطن ويجد في تنميته وينتبه الخامل الذي لا يهمه الا مصلحته، ولا يلتفت الى مصلحة الآخرين من المخلصين الذين يجدّون ويجتهدون ويجعلون مصلحة الأجيال فوق كل المصالح.
تحية لجميع الطلاب والطالبات، الذين توافدوا على مدارسهم ليقتنصوا لآلئ العلم والمعرفة والثقافة في عام ملؤه الخير وتحقيق الآمال.
وتحية لابنائي طلاب وطالبات مدارس التربية الخاصة ومدرسة التربية الفكرية للبنين.
هذه المدرسة الرائعة التي قضيت فيها اكثر من ثلاثين عاماً.
وما لنا إلا أن ننشد ما كنا ننشدهُ قديماً:
صباح الخير مدرستي
صباح الخير والنور
إليك اشتقت في أمسي
فزاد اليوم تبكيري
أراقب دقة الجرس
يسوق إليّ ألحانا
أطير إليه في طرب
أمد الخطو جذلانا

* الماجلة: هي المواد التموينية

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي