«بوش عبث في المنطقة والأنظمة العربية التي لديها صداقات مع أميركا لم تفعل شيئا»

فاروق قدومي لـ «الراي»: هناك عقلية في إسرائيل لا تريد السلام وكلينتون كان أكثر وعيا من بوش عندما عرض حقوق اللاجئين

تصغير
تكبير
| القدس - من محمد أبو خضير |
صرح رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، فاروق قدومي (أبو اللطف)، بان «السبيل الوحيد امام الفلسطينيين هو الوحدة والمقاومة بكل الوسائل».
واضاف في لقاء خاص مع «الراي» ان «المشهد الفلسطيني مع الأسف مشوه»، مؤكداً أن «هناك عقلية في إسرائيل لا تريد فعلا السلام والذين اسسوا الثورة يعرفون حقيقة عبثية ما يسمى بعملية السلام»، موضحا ان «ما يجري ليست مفاوضات والقول انها لتأكيد الثوابت، الطفل يؤكد الثوابت، والمسألة كيف يمكن ان ترغم اسرائيل على انهاء الاحتلال».

وكشف النقاب ان الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عرض على رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات (ابو عمار) «عودة وحق اللاجئين ان يعيشوا في المكان الذين يعيشون فيه الان او في اي مكان اخر حسب رغبتهم وبما في ذلك رجوعهم الى اسرائيل، وهذا العرض كان من كلينتون في السابع من يناير العام2001. وكان كلينتون اكثر وعيا من بوش فيه».
وشدد على انه «ليس هناك بالفعل صلاحية للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فقد فقدت 6 من اعضائها»، مؤكداً انه «لم تشطب أجزاء من الميثاق الوطني الفلسطيني، ولم تشكل لجنة ولا جرى اي تعديل على ميثاق المنظمة بعد المؤتمر في غزة بحضور كلينتون حيث استشهد الاخ ابو عمار ولم تجتمع اللجنة ولم تعدل الميثاق».
وجدد موقفه الثابت بالقول: «انا ضد الانتخابات وضد اتفاقات اوسلو ولا يجوز اجراء انتخابات في ظل الاحتلال»، مطالبا حركتي «فتح» و«حماس» بـ «حمل السلاح والمقاومة بكل أشكالها».
وقال ان «المشكلة عندما توقف هذه السلطة الكفاح المسلح ثم تدعي ان هؤلاء المقاومين زعران، وهذا لا يجوز وان توصف عملية بانها حقيرة، فكيف يمكن ان نصدق ان هذا يريد بالفعل التحرير لفلسطين».
وفي ما يأتي نص اللقاء :
• الى اين تتجه القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الحساسة التي يسودها الانقسام الداخلي ؟
- ان المشهد الفلسطيني مع الأسف مشوه لان من المفروض ان المشهد الفلسطيني منذ العام 1965 ان يكون مشهد ثورة وعملية تحرير للشعب، لكن بعد اوسلو تغير المشهد، فأوسلو كانت بداية سيئة في التاريخ الفلسطيني، والسبب في ذلك ان هذه الاتفاقية نصت على حكم ذاتي محدود، اي اننا نحن أقلية في بلد غريب لا نمتلك أدنى حد من الاستقلال ولا السيادة ولا حتى لنا حق في الثروة في الارض ورغم اتفاقية اوسلو نرى ان اسرائيل لا تريد حتى هذه الاتفاقية والدليل على ذلك ان المجتمع الإسرائيلي قتل من وقع هذا الاتفاق وهو رئيس الوزراء السابق اسحق رابين.
إذا هناك تشويه، اضافة الى تسليم السلطات التي تزيد على 37 دونما ان يكون لديها السيادة وهناك المياه والكهرباء وعندما جاء رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو رفض هذه الاتفاقية وعمل بموجب ريتشارد برن الذي يقول: السلام مقابل السلام، بمعنى اخر ليس مقابل الارض.
اما ايهود باراك فيريد ان يضم تسعة في المئة من الضفة الغربية، وهي من أفضل الأراضي مثل قلقيلية لانه توجد هناك مياه جوفية وفي الوقت نفسه يريد إقامة 3 محطات إنذار في وسط الضفة الغربية وكان يريد توطين جزء من اللاجئين من لبنان في منطقة حلوتس على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر وهي المنطقة التي تقيم فيها إسرائيل مكان النفايات الذرية في النقب اي انه يريد ان يقضي على اللاجئين ولا عودة بالفعل، اضافة ان يستأجر لمدة 990 سنة منطقة الغور على طول نهر الأردن والبحر الميت ثم السيادة في القدس لهم وهذه من الأسباب التي أفشلت قمة كامب ديفيد مع الادعاء بان (ابو عمار) كان لا يريد السلام، وجاء ارييل شارون الذي كان سببا في اثارة الفلسطينيين مرة اخرى وكانت الانتفاضة الثانية وكان هناك قرار لا بد من عودة إسرائيل الى حدود 28 سبتمبر العام 2000 وان تعيد الانتشار من الأراضي التي احتلتها وهذا من قرارات التسوية السياسية.
• لم يعد يدور الحديث عن «خريطة الطريق» وانما عن المبادرة العربية للسلام؟
- المبادرة العربية التي اندمجت فيها رؤية الرئيس جورج بوش والتي في النهاية اخرجت «خريطة الطريق» رغم قبولنا للخطة، لكن مع الاسف الشديد قبل الانتخابات الثانية لبوش جاء شارون وأخذ من الرئيس الاميركي كتابيا 5 ضمانات، وان حدود الهدنة 1949 غير شرعية لان هناك اسبابا على الارض وجدت مثل المستوطنات يعني اعتراف بوش بالمستوطنات مع ان اميركا في العام 1980 اصدر مجلس الامن قرارا بالاجماع بمن فيه أميركا بإزالة وتفكيك المستوطنات، فنرى ان السياسة الاميركية منحرفة ومنحازة.
• كيف ترى خط سير المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية ؟
- هناك السلطة في رام الله تقوم بعملية المفاوضات، ونحن نصحناهم مرارا بان هذه ليست مفاوضات، فالشرط الاساسي للمفاوضات بين فريقين مستقلين ان تكون خارج الارض المحتلة اولا، وثانيا ان تكون لها اجندة معينة، وليس فقط الادعاء ان دائما في كل هذه المفاوضات اؤكد الثوابت، لكن الطفل يؤكد الثوابت، المسألة كيف يمكن ان ترغم اسرائيل على الانسحاب. المشكلة عندما توقف هذه السلطة الكفاح المسلح وثم تدعي ان هؤلاء المقاومين زعران، وهذا لا يجوز وان هذه العملية يقال انها عملية حقيرة، فكيف يمكن ان نصدق ان هذا يريد بالفعل التحرير لفلسطين؟.
• هل أنت مع حل الدولتين ؟
- بوش قال في العام 2005 ستكون هناك الدولة الفلسطينية قابلة للحياة ثم قال بعد الانتخابات انه يأمل ان ترى النور العام المقبل، وكل ذلك تخدير للفلسطينيين، وللحقيقة كان كلينتون اكثر وعيا من بوش ولذلك قدم في العام 2001 شيئا بالفعل اخطر واقرب الى امكانية ان القول باننا تدرجنا في التسوية السياسية وقال ان الاخ (ابو عمار) وباراك اقترحا علينا قبل ان نترك هذه الإدارة تصورات، فقال اولا: قلنا بالحرف الواحد ان المدخل الاساسي لاي تسوية عادلة هو اقامة سلطة فلسطينية ذات سيادة و مستقلة يعني كيانا فلسطينيا مستقلا وذا سيادة يأخذ اعتباره الحاجات الأمنية والسكانية لاسرائيل، ثم قال: القدس عاصمة لدولتين ما هو عربي للدولة الفلسطينية، وما هو يهودي للدولة الاسرائيلية والمدينة تكون مفتوحة، وثالثا من حق اللاجئين ان يعيشوا في المكان الذين يعيشون فيه الان، او في اي مكان اخر حسب رغبتهم، وبما في ذلك رجوعهم الى اسرائيل وهذا العرض كان من كلينتون في السابع من يناير العام 2001.
ولما جاء بوش قلب المعادلة، وكان ذلك بداية العبث، فباسم مكافحة الارهاب احتل العراق وليس هناك مبرر لاحتلاله وقفز على الامم المتحدة، لذلك ان بوش عبث في المنطقة باسم الارهاب واحتل ايضا افغانستان، وبدأ بالفعل يخاصم ايران لانها تريد استخدام الذرة لأهداف سلمية، علما ان اسرائيل منذ العام 1966 بدأت تمتلك 200 قنبلة ذرية، اذا لا شك ان من العبث في المنطقة مع الأسف هو بوش، على ان الانظمة العربية خصوصا التي لديها صداقات مع اميركا لم تفعل شيئا، بل الدولة الوحيدة التي تعرضت لهذا الامر هي سورية أولا في لبنان ليخرج الجيش السوري في لبنان مع انه دخل لبنان بناء على رغبة للرئيس سليمان فرنجية و بناء على موافقة أميركية، فقال وزير الخارجية الاميركي هنري كيسنجر في ذلك التاريخ: نعم لدخول الجيش الى لبنان شريطة المحافظة على المصالح الحيوية للموارنة المسيحيين في لبنان.
والحقيقة ان اميركا عبثت في هذه المنطقة عبثا كبيرا، وقلت بالفعل ماذا حصل، من الذي قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري هو الموساد بكل وضوح وصراحة، لان من يمتلك وقف هذه الاليات التي تمنع وتكتشف وبالفعل اعتقلوا بعض الجواسيس الذين يمتلكون ادوات متقدمة للتجسس.
اما الخطأ العربي هو الحرب العراقية - الايرانية، مع الاسف كان هناك الشاه ضد الأماني العربية وتحالف مع اسرائيل وعندما جاءت الثورة الإسلامية الإيرانية أدرك البعض بدفع من اميركا انه لا بد من محاربة هذه الثورة ولذلك بدأت 3 دول في الخليج في صراع مع ايران، فتشكلت لجنتان احداهما من دول عدم الانحياز من كوبا ومن الهند و زامبيا و فلسطين، وحاولنا عبر هاتين اللجنتين حل المشكلة بين العراق والثورة الاسلامية.
وجرت الحرب الى تدمير العراق رغم نصائحنا الى صدام بعدم الانجرار الى الحرب، ثم تمت هجرة يهودية واسعة من الاتحاد السوفياتي. وعندما احتل العراق الكويت كانت رئاسة الجامعة لفلسطين، وكنا نتمنى بالفعل حل هذه المشكلة سياسيا من خلال المجموعة العربية.
• هناك من لا يزال يراهن على المفاوضات والرعاية الأميركية لها بعد 15 عاما من المفاوضات، فكيف تنظرون الى هذا الرهان وهل في اعتقادك هناك امل في مفاوضات قد تفضي الى دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل؟
- الحقيقة ان هذا ليس من عمل اخي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، وكنت انصحه بان هذا ليس من عمله والذين اسسوا الثورة يعرفون حقيقة عبثية ما يسمى بعملية السلام، وابو مازن هو من الذين اشتركوا في التأسيس وهذه ليست سلطة لاننا كنا طفرنا من المعالجات العربية من خلال حسم عسكري نظامي اي عن طريق الجيوش، وقلنا لا بد من حرب شعبية لإضعاف إسرائيل, وبنيت حركة «فتح» على اساس الحرب الشعبية عندما توفي اخي (ابو عمار) كان يدرك كما قال: لقد وصلوا الى لا شيء. وقلنا لأبو عمار ان يخرج من الضفة الغربية ولم يخرج وقال: اريد ان اموت شهيدا, وكم تكلمت معه من اجل ذلك، لكن لم يستمع وكان مصرا على مواصلة صموده، وعشت معه انا وأخي ابو اياد زمنا طويلا وكنا في الجامعة وكنا في اتحاد الطلبة ولذلك كان يريد الشهادة.
(ابو عمار) عرف في النهاية ان اسرائيل غدرت به وسمته، وشارون كان يقول ذلك بكل وضوح ثم بوش عندما تسلم الادارة الاميركية قال: من يتصور انني سأصافح ياسر عرفات؟ فانني لن اصافحه وحاولت في الامم المتحدة ان اخترق صفوف الحرس الاميركي فكانوا يدفعونني، وكان هناك حفل غداء اقامه الامين العام السابق كوفي انان، لكن لم نستطع الوصول اليه ولم يستطع (ابو عمار) ان يصافحه (بوش) مع ان الغداء كان مقاما على شرف الرؤساء.
كان بوش يقول: انا اريد رئيس وزراء بسلطات وصلاحيات كاملة ولا اريد ان اتعامل مع عرفات لكن (ابو عمار) مرن اذ كلف الاخ (ابو مازن) وفوضه بكل شيء، وكان هناك اهتمام بحل القضية تركز في شرم الشيخ والعقبة, وجاء العام 2002 المبادرة العربية، واعترفنا بها وكان (ابو عمار) محاصرا في المقاطعة، وفي قمة بيروت وافقنا على المبادرة العربية , ثم بدأ بوش يمارس احتلال العراق ولم يظهر المبادرة المسماة خريطة الطريق الا في 30 ابريل العام 2003.
قلت للاخ ابو عمار انا ضد الانتخابات وضد اوسلو ولا يجوز اجراء انتخابات في ظل الاحتلال، لكن هناك من امن باوسلو وانه يمكن ان تكون انتخابات ايضا واخواننا في «حماس» دخلوا الانتخابات وكيف انصحهم مرارا، فعليكم وضع رجل في الدير ورجل في الحقل فانتم دخلتم اوسلو وعليكم الاعتراف بثلاثة امور سيطالبكم بها الجانب الاسرائيلي, اولا: الاعتراف باسرائيل ثانيا: الاعتراف بالاتفاقات المعقودة، وثالثا وقف المقاومة، لكن يبدو ان لديهم رأيا اخر وعندما نجحوا بالفعل بالاغلبية قلت لهم اختبئوا خلف «فتح».
لانهم لن يقبلوا بكم ولن يتعاملوا معكم الا اذا قبلتم الشروط الثلاثة، لكنهم اصروا ان تكون هناك وزارة يرأسها اسماعيل هنية، وبدأنا بالخلافات الفلسطينية - الفلسطينية على نقاط عدة، اولاها وساطة الاسرى، بعد وساطات اخرى وصلت الى السعودية ووقفوا في مكة المكرمة، لكن اتفاق مكة فشل رغم هذه الوقفة ثم بدأت بالفعل المزيد من الخلافات حتى قامت «حماس» بالسيطرة على غزة في 14 يونيو العام 2007، ما ادى الى اندهاش كل انسان وهنا بدأ بالفعل الخلاف وعندما حصلت هذه الانتكاسة ارسلت للدول العربية رسائل وقلت لهم ارجوكم لا تعملوا على اجراء حوار الا بعدما يدرك كل فريق فلسطيني ماذا عمل؟ وما زلت اقول ان هذا الحوار لن يحقق نتائج جيدة ويجب الا تبقى قضية فلسطين في نظر العالم والعرب نتيجة هذا الانقسام او هذه النكسة ان قضية فلسطين هي حوار بين السلطة و«حماس» وهذا ليس صحيحا وهذا ما كتبه للامين العام للجامعة العربية وناقشت هذه المسألة معه شخصيا، وقلت اذا اردنا حل المشكلة ارجو ان تسمحوا لنا بعقد مجلس وطني جديد في الجامعة العربية، والسبب في ذلك هو انني اريد ان اؤكد على الشرعية الفلسطينية التي تتمثل في منظمة التحرير وفي المجلس الوطني ودستور المنظمة ونظامها لان العرب اتفقوا على منظمة التحرير.
• هل حقا رفضتم عرض (ابو مازن) تولي رئاسة المنظمة؟ وهل صحيح انكم انسحبتم من اجتماع عمان؟
- لم انسحب من اجتماع عمان الاخير وما حصل ان وزير الداخلية السابق حكم بلعاوي قال ان ابو مازن سيعقد اجتماعا للجنة المركزية والتنفيذية في عمان وسيقدم استقالته وسيتسلم قدومي (ابو اللطف) هذه المهمة، وقلت له انا ارفض ذلك لان (ابو مازن) لا يملك هذا الامر، فهذا ليس امره وانا لم ارشح نفسي وجاء (ابو مازن) في المرة المقبلة وقال: انا سأقدم بعد مؤتمر فتح السادس استقالتي واعلن ان هذا المؤتمر سينعقد قبل نهاية العام الحالي، لكن اجمع الجميع على عدم انعقاد المؤتمر قبل ان تعود الاوضاع الوطنية في قطاع غزة.
• الحل والكلمة الأخيرة ؟
- اذا اردنا الوحدة الفلسطينية والتخلص من الاحتلال وما قام به من اثار، فيجب ان يحملوا السلاح بمعنى اخر انتهاج المقاومة بكل اشكالها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي