قدمتها «المرايا» ضمن «ليالي مسرحية كوميدية - 4»
«مشروع صغير»... التقليد يُولّد الفشل!
نجح فريق المسرحية الكوميدية «مشروع صغير» في تسليط أضواء مكثفة، على التقليد والفوضى العارمة الحاصلة بين أصحاب المشاريع الصغيرة.
فقد انتقدت المسرحية التي قدمتها أول من أمس، شركة «المرايا» للإنتاج الفني على مسرح الدسمة، أصحاب هذه المشاريع، بأسلوب ساخر وساخط، ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان «ليالي مسرحية كوميدية»، الذي يقام تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الفترة ما بين 1-9 من شهر سبتمبر الجاري.
شهد العرض، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمه مدير إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أحمد التتان، إلى جانب مدير المهرجان طارق دهراب والفنان جاسم النبهان والمخرج رسول صغير، فضلاً عن حضور كوكبة أخرى كبيرة من الفنانين ومحبي المسرح.
تدور أحداث المسرحية، حول أخوين هما «عنتر» و«شيبوب» اللذان توفي جدهما وترك لهما صالون حلاقة، وهما لا يعرفان شيئاً عن هذه المهنة، ومع ذلك فإنهما لم يغيرا النشاط التجاري لهذا المحل، كما رفضا أن يستقدما حلاقا محترفا لإدارة المكان، وذلك لخفض التكاليف ولكسب المزيد من الدخل المادي، ظناً منهما أن رأس المال لهذا المشروع لا يعدو كونه مجموعة كراسي وأمواس حلاقة فقط، غير مدركين أن الأحداث في الواقع ليست مثلما هي محسوبة على الورق!
وتمضي الأحداث في قالب كوميدي ممتع، لا سيما عندما يتعرض عنتر وشيبوب لخسائر كبيرة، لسوء الإدارة، ولعدم خبرتهما في التعامل مع الزبائن، وهو ما يدفعهما إلى إثارة المشكلات مع الصالون المجاور، لجذب زبائنه إليهما، إلا أن السحر ينقلب على الساحر.
العرض بمجمله، كان رائعاً بكل المقاييس، خصوصاً أنه قدم المتعة والفائدة في آن معاً، إذ يُحسب لمخرج ومؤلف وبطل المسرحية سامي بلال أنه جعل من هذا النص فرجة مسرحية غزيرة بالكوميديا، مستخدماً فيها كل عناصر الإبهار من موسيقى وغناء، عطفاً على قطع الديكور التي وظفها بشكل جيد، حيث كانت تتغير بحسب المشاهد. كما نجح بلال في الابتعاد عن جميع المدارس المسرحية، مستعيناً بالمدرسة الواقعية، عبر اختياره لفكرة غير مألوفة على خشبة المسرح، وهي مشكلة التقليد والفوضى الحاصلة في المشاريع الصغيرة، كما أن استخدامه لصالون الحلاقة إنما هو رمز، لكي يكون هناك إسقاط وسخرية من الواقع الموجود، وفي الوقت نفسه لخلق حالة جديد في المسرح الكوميدي.
بلال، وبالرغم من نجاحه كمخرج ومؤلف للعرض، إلا أنه برع أيضاً كممثل، من خلال تنوعه في أكثر من «كراكتر»، كما لا نغفل عن بقية زملائه الفنانين، بينهم، عبدالله البصيري وفهد الأحمد وضاري عبد الرضا وعلي بولند وعبد القدوس إسماعيل، وغيرهم ممن خلقوا أجواء كوميدية مكثفة.