جاء في «الراي» - عدد السبت الماضي- خبر عنوانه «القسوة»... التي تسببت في وفاة الطالبين الضابطين؟... وأخذت وفاة الطالبين الضابطين في كلية علي الصباح منحى جديدا?ً بوجود إشارات قد تصنف القضية على إنها «قتل خطأ». توفي الطالب ضابط هديب السوارج والطالب ضابط فالح العازمي، ونسأل الله أن يرحمهما ويغفر لهما، وأن يلهم ذويهما الصبر والسلوان.
وعليه، بات ملزماً اتباع الإجراءات القانونية، وأن تكون وزارة الصحة طرفاً في التحقيق لمعرفة الأسباب المؤدية إلى الوفاة، وأن تقوم وزارة الصحة بتحديد أوجه «القسوة» كي لا تتكرر حالات الوفاة في الكلية.
«القسوة» ليست مقصورة على التمارين العسكرية? بل هناك قسوة إدارية تحتاج البحث في وزارة الصحة، وهنا نلخص بعض منها لرفعه لوزارة الصحة والنواب في اللجنة الصحية البرلمانية:
ـ قسوة التجاوزات المعروضة عبر بلاغات تم رفعها لهيئة مكافحة الفساد، وهل قامت الوزارة بمعرفة الأسباب المؤدية لها والعمل على تفاديها؟
ـ قسوة التعيينات ونخص منها المناصب القيادية من وكلاء ورؤساء أقسام... فهل روعي معيار الخبرة والتدرج الوظيفي وأهمية ضخ الدماء الشابة؟
ـ قسوة نقل البعض بما فيهم دكتور مستشار بمكتب وزير الصحة، إلى إدارات عدة من دون أن تتم مقابلته من قبل الوزير، ولو من باب معرفة ما لديه من معلومات، إضافة إلى إنهاء ندب دكتور آخر ناهيك عن الذين تمت الاستعانة بهم، ممن ثبت وجود ملاحظات حولهم.
ـ قسوة أدت إلى هجرة بعض الأطباء إلى الخارج: هذه تحتاج إلى بحث عميق؟
ـ قسوة أدت إلى وفاة البعض جراء «أخطاء طبية» .
ـ قسوة إدارية أدت إلى نقص في الأدوية وقلة في المحاليل الخاصة بالمختبرات.
ـ قسوة أدت -إدارياً- إلى تأخير تشغيل مستشفى جابر ومنطقة الجهراء الطبية وبعض المراكز الصحية.
نذكر وزارة الصحة هنا لأهميتها... فالصحة بعد التعليم تعد من الأولويات التي يفترض أن تبحث بمهنية عالية بعيداً عن «الشخصانية»، فالنظم الإدارية والضوابط والمعايير يجب ألّا يتم التغافل عنها مهما حصل.
ونذكر هنا وزارة الصحة بعد أن كتبنا عنها مقالات عدة، وحاولنا إيصالها لوزير الصحة الدكتور باسل الصباح، رغبة منا في تحسين الخدمات الصحة.
الزبدة:
القسوة نوعان الأولى بدنية أدت إلى وفاة الطالبين الضابطين السوارج والعازمي، ثم «الأخطاء الطبية» التي راح ضحيتها البعض من أحبتنا من دون إجراء اتبع يعيد لكل من خسر حبيباً حقه من جهة، وإيقاع العقوبة المناسبة على المتسبب.
والنوع الآخر يقع تحت مظلة «القسوة الإدارية»، وهذا النوع نستغرب وقوعه في ظل توافر المعلومات والقوانين المنظمة والإجراءات المفروض اتباعها.
نحتاج إلى أن تستقيم الأمور في وزارة الصحة، وأن يكون دورها واضحاً في تعزيز الاستقرار الإداري وتطوير مكامن الخلل، الذي تعاني منه بعض القطاعات ومعالجة الأخطاء الإدارية التي أوردنا بعض منها.
إنها الصحة... فـ«القسوة» مع مرافق وزارة الصحة والعاملين فيها من أطباء وإداريين، يؤثر حتماً على مستوى الرعاية الصحية التي نتمنى رفعها في كل مناسبة... الله المستعان.
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi