يعتبر الفلسطينيون من أول من عمل في سلك التعليم الحديث في الكويت، حيث أرسل الحاج أمين الحسيني مفتي القدس- رحمه الله- أول بعثة تعليمية للعمل في دائرة المعارف الكويتية آنذاك «وزارة التربية الآن» في النصف الأول من القرن الماضي، وكان لهم ولإخوانهم المصريين دور رئيسي في إنشاء وتنظيم التعليم الحديث في البلاد.
وقد امتاز المعلم الفلسطيني بتفهمه لعادات وتقاليد المجتمع الكويتي وإجادة لهجته لولادة وتعليم غالبيتهم في الكويت، ولم يكن للمدرس الفلسطيني أي إبدال لحروف (ذ- ث- ج) ما جعله متميزاً في تدريس اللغتين العربية والإنكليزية.
وقد وقعت وزارة التربية الكويتية هذا العام عقوداً مع 150 مدرساً فلسطينيا، وهي خطوة مباركة، ولكن يجب ألا تتوسع إلا بعد تجربة لهم تستمر سنة دراسية كاملة، فالمدرس الفلسطيني اليوم ليس كمثيله سابقا، لا من حيث الكفاءة ولا بمعرفته بالمجتمع الكويتي، وقد يُظلم بتحميله وزر الهالك ياسرعرفات وزمرته وموقفهم المشين المؤيد لقوات الغزوالعراقي على الكويت، فقد نظموا مظاهرات في بلدهم المحتل توآزر احتلال العراق للكويت، ما يعني أنهم قد يُلاقون الرفض الآن من المعلم والمتعلم الكويتي وحتى من أولياء الأمور.