تغطية / «الراي» حضرت البروفات... وعاشت أجواء الزمن الجميل
طارق بشير يصدح غداً «من غير ميكروفون» ... في مركز جابر الثقافي
- محمد باقر: الأمسية تستحضر الزمن الجميل... في قاعة الشيخ جابر العلي
- عثمان الجيران: القاعة مُجهزة لهذه الأمسيات... وتتسع لأكثر من 1200 متفرج
حين يتدفق النغم الأصيل، وينساب الغناء العذب في القلوب، فلا حاجة إلى التقنيات أو المؤثرات، بل سيكون الطرب «من غير ميكروفون» أكثر وقعاً على الأسماع!
فعلى قدم وساق، يُجري المطرب المصري طارق بشير بروفات مكثفة بمعية الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الدكتور محمد باقر، في قاعة الشيخ جابر العلي داخل مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، تمهيداً لحفله المرتقب، مساء غدٍ الخميس، إذ يُعد الحفل هو الأول من نوعه في المنطقة العربية.
«الراي» لبّت الدعوة، التي تلقتها من مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، لحضور البروفات، ولمتابعة التحضيرات - عن كثب - قبل أن تلتقي نجم السهرة الفولكلورية المطرب المصري طارق بشير، وقائد الفرقة الموسيقية المايسترو الدكتور محمد باقر ومدير العلاقات العامة في المركز عثمان الجيران، الذين أبدوا تفاؤلهم بنجاح الحفل، الذي يستحضر الزمن الجميل ويُعيد إلى الأذهان أيام الطرب الأصيل في عشرينيات القرن الماضي. إذ يسعى القيمون على هذه الليلة الاستثنائية إلى تقديم مادة فنية وثقافية ذات طابع غنائي جديد، مع اهتمام خاص بكلاسيكيات الموسيقى العربية وجواهرها، وفقاً لكلامهم.
في مستهل حديثه، كشف المايسترو الدكتورمحمـد باقر عن أن الأمسية (من غير ميكروفون) هي تجربة جديدة كلياً في المنطقة العربية، مؤكداً أنه منذ قرابة نصف القرن لم تقدم أمسية من دون التقنيات الحديثة مثل «الميكسر» و«الميكروفون»، لافتاً إلى أن الغناء خلال الحفل المرتقب مساء غد سيكون مباشرة من المطرب إلى الجمهور.
وألمح باقر إلى أن الأمسية تعتمد بالدرجة الأولى على الهدوء التام داخل القاعة، وتابع قائلاً: «إن موسيقى الصالون كانت موجودة منذ أمد بعيد، ولكن بعد دخول التقنيات الحديثة بات المستمع يحب أن يكون الصوت عالياً»، ملمحاً إلى أن الغاية من وراء هذه الأمسية، لكي يعيش المستمع في أجواء الموسيقى والغناء بشكلها الحقيقي، «خصوصاً بعد أن يتلقى المستمع صوت الموسيقى والغناء بطريقة مباشرة بلا سماعات أو مكبرات».
باقر، نوه في سياق حديثه إلى أن المدير الموسيقي الدكتور أحمد الصالحي قام بترشيح الفنان طارق بشير لإحياء هذه الأمسية، التي تتضمن عشرة أعمال غنائية من التراث المصري الزاخر، موضحاً أن برنامج الحفل سيكون غزيراً بالأعمال الطربية القديمة، التي تحمل في ثناياها فنوناً عالية الدقة، مثل إيقاع «المربع».
من جهته، لم يُخفِ مدير العلاقات العامة في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، عثمان الجيران ثقته بصوت وأداء المطرب المصري طارق بشير وباحترافية الفرقة الموسيقية من عازفين وكورال، مبيناً أن فكرة الحفل استلهمها المركز في الموسم الماضي، بعد تجربتها في أمسيتين مختلفتين، الأولى لأوركسترا لندن، والثانية أحيتها أوركسترا بوخارست، حيث لاقتا نجاحاً كبيراً، وكان المسرح مكتظاً بالجمهور وقتذاك.
ومضى الجيران يقول: «لقد كانت الحفلات الغنائية المصرية في مطلع القرن التاسع عشر تقام من غير ميكروفون». وأضاف: «ونحن في قاعة الشيخ جابر العلي لدينا إمكانية وجهوزية كبيرة لإقامة هذه النوعية من الحفلات، لاسيما أن المسرح يتسع لـ 1200 شخص تقريباً، كما أن الصوت في هذه القاعة بالتحديد عالي الدقة والوضوح، لأنه مجهزٌ لهذا الغرض، وسيكون هناك تنبيه صوتي أثناء الحفل لمنع الكلام حتى لا يعكر صفو الأجواء الفنية»، مستدركاً «لكن التصوير مسموح داخل القاعة من غير فلاش». واختتم الجيران قائلاً: «إن هذا النوع من الفعاليات الحية تستقطب الجمهور العاشق للزمن الجميل، وهو ما دفعنا إلى إقامة هذه الليلة الغنائية المتفردة».
بدوره، عبّر نجم الأمسية المطرب المصري طارق بشير عن سعادته الغامرة، في الغناء على خشبة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، موضحاً أنه سيحيي الحفل لوحده.
بشير، لفت إلى برنامج الحفل، مؤكداً أنه سيكون متنوعاً بالأغاني التراثية من الفولكلور المصري، التي اشتهرت في أرض الكنانة قبل «عصر السينمائيين»، كاشفاً عن أنه سيبدأ وصلته بمقطوعة موسيقية من العصر العثماني، في حين سيؤدي عـدداً مــن الأعمــال التي يحفظها عشاق الطرب عن ظهر قلب، بينها أغنية «أنا هويت وانتهيت» لسيد درويش، وأغنية «امتى الزمان يسمح يا جميل» لمحمد عبد الوهاب، كما سيشدو بموشح قال إنه قديم جداً بعنوان «حيّر الأفكار»، إلى جانب موشح آخر بعنوان «يا شادي الألحان». وتطرق إلى أغانٍ فولكلورية أخرى سيتغنى بها خلال الحفل، على غرار أغنية «حيرانة ليه بين القلوب» للفنانة ليلى مراد، بينما سيكون مسك الختام بأغنية «يا صلاة الزين» لزكريا أحمد.
وأشار إلى أن الأغاني المختارة في هذه الفعالية لا بد أن تكون قديمة لأنها تتطلب نبرة صوت معينة، موضحاً أنه لم يخض من قبل تجربة الغناء من غير ميكروفون، معتبراً أنها من التجارب الصعبة جداً. واختتم بشير قائلاً: «هناك تناغم بيني وبين الكورال، فهم ذوو أصوات جميلة ومتناسقة، وبشكل عام فإن الفرقة ممتازة بكل عازفيها، وفي مقدمهم قائدها المايسترو الدكتور محمد باقر»، مبيناً أنه مطرب متخصص بغناء الفولكلور، لا سيما التراث المصري القديم، وبأنه يقيم حالياً في المملكة المتحدة بمدينة أوكسفورد، لكنه يزور الكويت بين الحين والآخر لإحياء الحفلات الغنائية.