في «الراي» عدد 21 أغسطس 2018 اكتمل الركن الثالث لمثلثا يستحق أن يتم بحثه.
الركن الأول للمثلث: مقال الزميل الدكتور سليمان الخضاري المعنون بـ «عبيد... الدويلة... والحركة الجديدة!»? والركن الثاني: تصريح النائب عمر الطبطبائي: «الحكومة مطالبة بالتعامل بجدية مع التجاوزات» والثالث «عدد 20 أغسطس» عنوانه «أصحاب فواتير المياة الكبيرة يطلبون وقتا لتدبير أمورهم المالية».
يقول الطبطبائي: «هناك ملفي القطاع النفطي والعلاج بالخارج يستحقان البحث، وساق مثالا لمواطنين يعانون من أمراض نادرة لم يجدوا فرصة للعلاج بالخارج، وإن ملف القطاع النفطي يحتاج (نفضة)»... وأحسن أبا عبداللطيف في عرضه وتساؤله المستحق، فمن غير المعقول أن تترك ملفات التجاوزات معلقة تبحث عن معالجة عاجلة، ونتمنى من الطبطبائي أن يتفهم منا- كاخوة ناصحين- أن المسألة لا تتعدى حدود خلل إداري في العلاج إما لقصور إداري/ تشريعي أو لوجود عوامل مؤثرة تعوق جدية التعامل مع التجاوزات المذكورة ويتذكر النائب الفاضل ملف «العمالة المنزلية»، وملف التجاوزات في الحيازات الزراعية والحيوانية وتزوير الشهادات والرياضة الذي تطرقنا له في مقال الثلاثاء الماضي، وأضف إليها تعليقنا على الركن الثالث أدناه... الخوف كل الخوف أن تكون الأسباب تعود للقيادة الخفية، وهذا ما أظنه! وهنا يحتاج الحل إلى إبعاد القيادة الخفية من مطبخ القرارات بالمرة.
أما الزميل العزيز الخضاري فقد تطرق لما جاء على لسان الدكتور عبيد الوسمي في المؤتمر الذي عقد في ديوان العم أحمد السعدون والحديث عن المعارضة... وهنا أود أن أوضح للزميل انه لا توجد «معارضة» فمفهوم المعارضة بالممارسة الديموقراطية أنهم أقلية برلمانية يتبنون برنامجا محددا يواجهون به الحكومة? ونحن في الكويت نفتقر لأي طرح يتماشى مع أصول الممارسة الديموقراطية، وما حدث أيام الحراك الشعبي تحدثت عنه في مقال سابق وكان أقرب له تحركا بدأ بسلمي التوجه منطلقا من نوايا إصلاحية قاصدة مكافحة الفساد، وانتقل إلى حالة فوضوية بعد دخول عناصر تخريبية، وتدخل القيادة السياسية أنهى تلك الفوضى التي تجاوزت الأعراف والتقاليد التي جبل عليها المجتمع الكويتي...أما في ما يخص الحركة الجديدة التي تطرق إليها الوسمي، فأظن أنه لا بأس بها إن كانت محددة الأهداف ويتبناها أصحاب اختصاص، ويوضع لها برنامج إصلاحي محددة فيها الأهداف وآلية العمل، كي لا يدخل بعض «المندسين» وتنتقل من حركة إلى حركات إثارة لقضايا خارج نطاق الأهداف المرسومة، بقصد إفشال المساعي الإصلاحية- كما حدث في الحراك السابق- فنحن مع الوقوف ضد الفساد ورموزه ومع توجه النائب الطبطبائي في ضرورة التعامل بجدية مع «التجاوزات»، التي تشكل فسادا إداريا ينم عن سوء مستوى القيادات التي تشرف على بحث الحلول لجميع الملفات، بما فيها ملفي العلاج في الخارج والقطاع النفطي... أو قد تكون بعض القيادات فعالة تحاول الإصلاح لكنها تصطدم بتعليمات القيادة الخفية.
أما الركن الثالث... فهو ركن يوضح للزميلين الطبطبائي والخضاري كيف أننا نعاني من «قلة الدبرة»? فكيف لوزارة الكهرباء والماء قطع المياة عن المواطنين ممن تجاوزت فواتيرهم الألف دينار إذا كان المواطن لا يعلم بالأساس عن قيمة الفاتورة: أين وزارة الكهرباء من ملف عدادات الكهرباء والماء الذي كان مطروحا منذ أيام وزير الكهرباء الأسبق طلال العيار- رحمة الله عليه- نحن نتحدث عن أكثر من عقد من الزمان نبحث عن فاتورة سليمة تصلك لتبادر بعدها بالدفع عن طريق (النت)، «أعلم بأنهم سيقولون: صور العداد وابعثه بالواتس اب تخرج لك الفاتورة... طيب وإذا كانت الأرقام لعدادات قديمة غير واصحة فما العمل إذن؟... وبغض النظر: يعني المواطن يعمل قارئ عداد!»... المفروض كل شيء إلكتروني غير هذا الكلام ما فيه إذا كنا نتحدث عن رؤية «نيو كويت».
الزبدة:
نتحدث ونبحر في قضايا تتراكم وكل يوم تخرج لنا قضية جديدة تشغلنا عن الأولى... وليعلم الجميع ان قضيتي التعليم والصحة أجدر بالبحث مع قضايا بسيطة ما كان يجب لها أن تأخذ فترة طويلة كـ «العمالة المنزلية»? الكهرباء والماء? وحالات التزوير المثبتة رسميا.
نحن... إما أننا نعلم بأن القيادات القائمة على علاج كل قصور نواجهه، لا تملك القدرة لضعف في الإمكانيات وهذا يتطلب تغييرها على الفور، وإما أن سبل المعالجة موجودة لكن هناك أطرافا ما تُعرف بالقيادة الخفية توعز بوقفها أو «طمطمتها»، وهذا يتطلب تدخلاً آنياً من أصحاب القرار والحكماء.
مشكلتنا لا تخرج عن سوء فهم لمتطلبات الشارع الكويتي من جميع أطيافه المنادية بالإصلاح الحقيقي، بجانب ضعف في مستوى القيادات الذي أسفر عن سوء إدارة للملفات العالقة منذ عقود عدة.
نحتاج «نفضة» كما ذكر الطبطبائي لكنها نفضة مختلفة... إنها «نفضة» تأتي بقيادات إصلاحية وترسم خطا جديدا لمعارضة فعلية من تحت قبة البرلمان، وتدعمها حركة إصلاحية جديدة واضحة الرؤية والأهداف وآلية العمل محددة لها وجميع منتسبيها من الخبرات الوطنية ممن عرف عنهم حسن السيرة والسلوك، ومتسلحين بالأطر الأخلاقية وأظن أنه صعب حسب ما نراه من تحركات تقودها مجاميع لديها فهم «الولاء الوطني» مشوه... الله المستعان.
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi