خلال محاضرة نظمها مركز حروف الثقافي
حمود الشايجي: نجيب محفوظ أحد رموز الإنسانية
نظم مركز حروف الثقافي محاضرة عنوانها «الرؤية الصوفية في أدب نجيب محفوظ»، في مكتبة صوفيا في مجمع بروميناد. حاضر فيها الأديب حمود الشايجي، في حضور نخبة من الأدباء والمثقفين.
تحدث الشايجي في استهلال محاضرته عن الكتابة الصوفية،موضحا أنها عرفت بالرمز، والدلالات، كاشفا أن كل كتب وروايات نجيب محفوظ لها دلالات بعضها مباشر وموجود، وبعضها ما بين السطور، والآخر عميق، وأكد أن كتبه تمشي على مسار الكتّاب الصوفين أنفسهم أمثال ابن عربي.
وتطرق الشايجي إلى «الثلاثية»... وقال: «نجيب محفوظ في بداية كتابته للثلاثية تساءل عن كيفية كتابة هذا التسلسل التاريخي الكبير في حكاية واحدة، فاستطاع أن يصل إلى مرحلة حكاية الأجيال، والتي كتبتها في ثلاثة أجزاء، لكن الحقيقة بأن الثلاثية لم تكن ثلاثة كتب، إنما كتاب وطبعة واحدة، وعند تسليمه الثلاثية للناشر، أعطاه الناشر الرد بعد فترة كبيرة، واقترح له أن يقوم بتقسيم الثلاثية إلى ثلاثة أجزاء، وبالفعل تم ذلك».
ووأضاف الشايجي: «نجيب محفوظ بالنسبة لي هو أحد الرموز الإنسانية التي أقتدي بها، ولا أعتقد أن هناك كاتبا عربيا- إلى حد الآن- يستطيع أن يقوم بما قام به نجيب محفوظ لسبب واحد وهو أنه استطاع أن يجد ذاته، ويقول هذا أنا، وأنا اقبل وأريد أن أعمل الذي أحبه، وكرس حياته في الكتابة والقراءة، ولم يكن مجرد إنسان يريد أن يكتب فكان لديه مشروع إنساني، يقدم فيه لدولته والوطن هذا التاريخ وهذا الزخم الثقافي».
وأوضح الشايجي بقوله: «إن اختلف الكثيرين على أسلوب كتابة نجيب محفوظ فإن ذلك الاختلاف هو نقطة من نقاط القوة لديه، والبعض يقول إن أسلوب محفوظ هو تقريري، وفي الوقت نفسه، البعض قال بأن ذلك الأسلوب هو قوته وليس نقطة ضعف». وأوضح أن الذين قالوا إن أسلوبه تقريري وهي نقطة ضعف لديه، لأنهم أرادوا تحسينات في اللغة، بينما الذين قالوا بأنها نقطة قوة عللوا السبب بأن محفوظ اهتم في الحدث والدراما، وقال الشايجي: «محفوظ كاتب عظيم لأنه استطاع أن يصنع مساحة للقارئ داخل نصه».
واستطرد الشايجي في حديثه قائلا: «شخصيات محفوظ كلها شخصيات متصوفة»، موضحا أننا لا نستطيع أن نحدده. وعن تحويل التصوف إلى سلوك قال الشايجي: «فكرة التصوف تكمن في كتابات محفوظ في أن الإنسان يعرف ذاته، أينا كانت الذات حتى لو كانت ذاتا شريرة، ومحفوظ لا يحكم على الشخصية، ولكن يقول لنا هذه الشخصية هذه إطارها وذاتها، ولها دور في المجتمع، فهي تحرك جزءا من المجتمع، ومن الممكن الا تعجب قارئ ولكن تعجب قارئ آخر»، وبين أنه في التصوف لا يوجد فعل شرير، ولكن فعل طيب، والفعل بطبيعته يحرك كل شيء، والنتائج ليست آنية ولكنها موجودة وشاملة ومستمرة.
وأكد الشايجي قائلا: «إن كل مرحلة من المراحل الزمنية يعالجها محفوظ لوحدها، ومن ثم فقد تمكن من صناعة مجده الخاص، ولا نستطيع أن نقارن بين المرحلة والأخرى لأن كل مرحلة لها مقياسها».