حوار / عاشتْ خوفاً كبيراً بعدما فَقَدَتْ صوتَها

ألين لحود لـ «الراي»: لن أبيع كليتي... لإنتاج أغنية

No Image
تصغير
تكبير

للأسف مقاييس الفن تغيّرتْ... والأمر لم يعد يتوقف على الموهبة

أصيبتْ الفنانة اللبنانية ألين لحود بوعكة صحية أَفْقَدَتْها صوتها بشكل نهائي، حتى إنها لجأت إلى الكتابة للتعبير عما تريده.
لحود، التي عاشت فترة من الخوف والهلع كانت الأصعب في حياتها، شكتْ في حوار مع «الراي» من معاناتها مع الإنتاج وعدم قدرتها على تقديم أغنيات جديدة بسبب التكلفة الباهظة، مشيرة إلى أنها لن تبيع كليتها من أجل إنتاج أغنية.
كما رفعتْ، ابنة الفنانة القديرة الراحلة سلوى القطريب، الصوت عالياً منتقدة فئة مستمرّة بطرح أعمال جديدة ولكنها معروفة بالتنازلات التي تقدّمها، في مقابل فئة أخرى تجلس في بيتها وتتفرج لأنها غير مستعدّة للتنازل، ومؤكدة أن كل فنان تربى بمنزلٍ فيه أخلاق ومبادئ لا بد وأنه يعاني اليوم.

• ما صحة الخبر الذي انتشر وتحدّث عن فقدان صوتك؟
- الخبر صحيح. ولا شك في أن الأمر كان صعباً.
• وما الذي حصل معك وتسبّب بفقدان صوتك؟
- كنت عدتُ من السفر وبسبب تغيّر المناخ بدأتُ أشعر بأوجاع في الحنجرة ومن ثم تأثرتْ أوتاري الصوتية. وعندما دعيتُ إلى حفل زفاف ابن المنتج صادق الصباح لم أتمكن من الغناء إلا بعدما أخذت حقنتين، ومن بعدها اختفى الصوت نهائياً. ولذلك، ارتأى الأطباء أن أستريح ومُنعتُ من الكلام لمدة 10 أيام حتى إنني لجأت إلى الكتابة للتعبير عما أريده.
• وهل شعرتِ بالتهديد وبأنك يمكن أن تفقدي صوتك؟
- طبعاً. عشتُ خوفاً كبيراً، حتى إنني لم أكن قادرة على التنفس. كانت فترة صعبة جداً. ولكن بفضل العلاج تمكّنتُ من استعادته وكانت هناك متابعة حثيثة من الأطباء. هم كانوا يعرفون أنها مرحلة ولا بد أن تمرّ، وبالرغم من ذلك كان خوفي كبيراً. كانت من أكثر اللحظات التي خفتُ فيها طوال حياتي.
• وكأنك خفتِ من أن تفقدي صوتك نهائياً؟
- ليس إلى هذه الدرجة، لأنني لست كبيرة في السن، ولكنها كانت مرحلة تعَب وكنت بحاجة إلى الراحة. في الفترة الأخيرة تواجدتُ خارج لبنان بسبب ارتباطي بمجموعة حفلات، ما تسبب لي بالإرهاق، عدا أن تغيير المناخ كان تأثيره كبيراً، والصوت يحتاج إلى الراحة.
• ما تحضيراتك الغنائية للفترة المقبلة؟
- أسمع حالياً، ولكنني بحاجة إلى شركة إنتاج كبيرة، لأنني لست مستعدة لبيع كليتي من أجل إنتاج أغنية.
• وماذا بعد؟
- الأمر يحتاج إلى صرخة. يجب أن يجتمع كل الفنانين الذين يؤمنون بالفن الحقيقي، لأنه لم يعد مقبولاً أن يدفع الفنان للإذاعات بدل أن تدفع هي له من أجل بثّ أغنياته. في كل دول العالم الدولة تدعم الفن إلا في لبنان. بقدر ما أحب المجال الفني بقدر ما هو أَتْعَبَني. كثير من «المقلّعين» معروف بأي اتجاه مقلعّين، وخلّينا ساكتين أحسن.
• لكن هناك فنانين يطرحون أعمالاً بشكل متواصل وهم لا يملكون موهبتك؟
- للأسف مقاييس الفن تغيّرتْ، والأمر لم يعد يتوقف على الموهبة ولن أقول المزيد. أنا أجلس جانباً وأتفرّج. المقياس لم يعد الموهبة، بل هي أصبحت درجة عاشرة، وهناك مقومات أخرى يتّكل عليها البعض. نحن بحاجة إلى إنتاج ومن الصعب أن يخرق الفنان إذا لم يكن وراءه دعم مادي. هذا هو الواقع. نحن نفضّل أن نحترم أنفسنا وأن نبقى في بيوتنا على أن «نبهدل حالنا ونفوت بموجة ما بتشبهنا». التنازلات كثيرة في الساحة الفنية ونحن لسنا مستعدّين لها مقابل أن نَبرز أو أن نظهر.
• عندما يُعرف السبب يبطل العجب؟
- كلنا نعرف الأسباب والحقائق وكلنا نعرف «كل واحد شو هوي وشو بيعمل». من الصعب أن يُجْلِسوا المحترَم وغير المحترم جنباً إلى جانب، ولكن «ماشي الحال». هذا وضْع الكثيرين، وأنا أفضل من غيري لأنني أرتبط بحفلات وأسافر وأغني بأكثر من لغة، وإذا لم أغنّ أمثّل، بينما غيري لا يجيد إلا مجالاً واحداً وإذا لم يعمل فيه يجلس في بيته. كل فنان تربّى في بيت فيه أخلاق ومبادئ لا بدّ وأنه يعاني اليوم، وهناك من «يفقسون مثل فقاقيع الصابون». وأنا لا أتحدّث عن المجال الفني فقط، بل عن بقية المجالات التي تتسلط عليها الأضواء.
• ونحن نراهم على «السوشيال ميديا»؟
- كلهم فرضوا أنفسهم عبرها، ولأنها مباحة أصبح بإمكان أي كائن أن يسمح لنفسه بأن يخصص لنفسه مساحة أكبر من حجمه.
• ما تجنينه من وراء الحفلات ألا يَسمح لك بإنتاج أغنية بين فترة وأخرى؟
- الأغنية تحتاج إلى الدعم، وأنا أودّ أن أتوجّه بالشكر لبعض المحطات الإذاعية التي تحبني ويمكن أن تبث أغنياتي من دون مقابل مادي، ولكن الإذاعات تستمرّ من المال الذي يَدفعه لها الفنانون. ولكن الفنان يحتاج لأن يخصص لكل أغنية ما بين 6 و7 آلاف دولار شهرياً كي يدعمها في كل إذاعة، هذا غير المال الذي يدفعه للشاعر والملحن والموزّع، ما يعني أن المال الذي يجنيه من وراء كل حفلة يجب أن يخصصه لإنتاج أغنية واحدة. وهو يمكن أن يفعل ذلك مع أغنية أو أغنيتين، لكن هل بإمكانه أن يستمرّ على هذا الوضع؟ من حق الكل أن يتقاضى بدل أتعابه، ولكن كيف يمكن أن يستمرّ الفنان، هذا إذا لم يتجنّب أيضاً أن يصوّر الأغنية من أجل التوفير. الاعتماد على «السوشيال ميديا» ليس كافياً، بل يحتاج الفنان إلى دعم الإذاعات، وربما هذا هو السبب الذي جعل بعض الفنانين يكتفون بالترويج لأعمالهم عبر «السوشيال ميديا». وأنا أتفهّم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي