أصبوحة

مسكين هذا الوطن

تصغير
تكبير

أوردت الصحف المحلية خبر اكتشاف وزارة التعليم العالي لعشرات الشهادات المزورة، وهذا مؤشر خطير على انحطاط التعليم في الكويت، وضعف الإدارات الحكومية، وما يتبعه وينتج عنه من انحطاط في كل شيء، يعوق تقدم البلد في هذه العالم المتلاطم.
فمطالبات الوطنيين منذ سنوات طويلة، بتطوير مناهج التعليم والنظام التعليمي المتخلفين، وقفت ضده بشراسة الجماعات الإسلامية، التي سيطرت على الإدارات التعليمية، ووضعت مناهج تناسب أجندتها واستراتيجيتها، فدافعت عن أسوأ مناهج وأسوأ نظام تعليمي في تاريخ الكويت المستنيرة.
وهو ما أنتج مجموعات كبيرة من القياديين والمسؤولين، الذين أفرزتهم المنظومة الأخلاقية نفسها، التي لا تأبه بالوطن ولا بمستقبله ولا بثرواته المنهوبة، ولعب صمت وتراخي السلطة ومجاملتها لهذه الفئة، دوراً بتفاقم هذا الانحطاط الأخلاقي، فأصبح العديد من أمور البلد تدار وتقاد من هؤلاء المزورين.


فبالتفتيش عن منبع الفساد في البلد، وأصل عدم الكفاءة وانتفاء قيم العلم والعمل، نجده في التعليم، فمن ينشأ على الغش والتزوير، فلا ينتظر منه أن يكون نزيهاً ومخلصاً لوطنه وشعبه، ولا ينتظر منه سلوك وأخلاق راقيان في التعامل.
فمن يزور شهادة علمية، ويحصل على وظيفة لا يستحقها، فهو مهيأ لكل أشكال الفساد، سواء سرقة ملايين الدنانير من مال الشعب، أو الاستيلاء على حيازات وأراضي دولة بغير وجه حق، أو يحصل على آلاف الدنانير من أجل علاج سياحي في أوروبا، أو تعيينات لمصالح وحسابات انتخابية وسياسية.
فكيف لا تزور مئات الآلاف من الجناسي، طالما كل شيء يبدأ بالتزوير والرشاوى والمحسوبية، وتكمن الخطورة غير المدركة، أن هؤلاء المزورين سيكونون قادة في الدولة وفي الجيش والأجهزة الأمنية.
وكيف لا تنجز مشاريع التنمية، وأن يستمر النهب منها لعشرات السنوات، من خلال الأوامر التغييرية، ومن خلال التنفيع في مناقصات، طالما الوطن خزانة مالية مفتوحة، ومتاحة لكل يد متسخة بالانحطاط الأخلاقي منذ البداية.
والإغراء على الفساد والانحطاط الأخلاقي، تصنعه الفوضى، أو دولة القانون الطائفي والقبلي، فالبلد الذي تسود فيه تعيينات المحاصصة، وتغيب فيه العدالة وتكافؤ الفرص واختيار الرجل المناسب، هو معرض للانهيار الداخلي، وللأطماع الخارجية، فالحفاظ على كيان البلد واستقلاله وسيادته، يبدأ من الداخل أولاً لكي يكون سداً منيعاً ضد الأطماع الخارجية والمؤامرات والتدخل في شؤونه الداخلية.
مسكين هذا الوطن.

Osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي