حوار / تؤمن بمقولة «إنسان ما أعزه... لا أعتبر نفسي مختلفة معه»

ريم أرحمة لـ «الراي»: البحرين ولّادة... لكنَّ الكويت صنّاعة!

u0631u064au0645 u0627u0631u062du0645u0629
ريم ارحمة
تصغير
تكبير

ليس كل ما يُعرَض على الشاشة واقعاً... لكن «الخطايا العشر» كله واقع

أحياناً نشارك في أعمال بينما نكون مشغولين مع الأهل أو بظروف عائلية

البحرين تمتلك فنانين حقيقيين... لكنهم يجلسون في بيوتهم بسبب غياب الإنتاج والدعم

حين يضع البعض أسماء قبلي على «التتر» بلا منطق أُضطر إلى التعليق بحدود المعقول





 ترفض الغرور في الفن بقدر ما تنبذه في الحياة!
 إنها الفنانة الحرينية ريم ارحمة، متحدثة عن موقفها من الغرور، معتبرةً إياه عائقاً للإبداع، «إذ الفنان يجب ألا يتوهم أنه بلغ حالة الرضا عن فنه، وإلا أصبح محدود العطاء مغروراً بذاته، عاجزاً عن تطوير أدواته»!
 «البحرين ولّادة... لكنَّ الكويت صنّاعة»... هكذا أشادت ارحمة، في ثنايا حوارها مع «الراي»، ببلدها البحرين الذي يملك فنانين حقيقيين، وبالكويت أيضاً باعتبارها مصنعاً للفنون في المنطقة، متحدثةً عن مسلسلها الأخير «الخطايا العشر»، مفصحةً عن أن جرأة المسلسل والانتقادات التي وُجهت إليه لم تزعجها مطلقاً، ومشيرةً إلى مشاركاتها في أعمال سابقة أكثر جرأة، ومزيحةً النقاب عن أن كل ما عُرض في المسلسل هو واقعي.
 ارحمة تطرقت إلى عدد من القضايا والزوايا الشخصية والفنية، تأتي تفاصيلها في هذه السطور:


• جاءت إطلالتك في الموسم الرمضاني الفائت من خلال مسلسل «الخطايا العشر»... ما مدى رضاك عما قدمتِه، وهل كان هناك الأفضل؟
- الفنان يجب ألا يقول إنه راضِِ عما قدمه حتى لا يصبح أداؤه وعطاؤه محدوداً ومغروراً، ويعوقه عن تطوير أدواته، وتقديم الأفضل. وأنا شخصياً بقدر ما أنبذ الغرور في الحياة، أرفضه أيضاً في الفن، خصوصاً لدى الممثل. لكن في ما يخصّ ردود الفعل فهي فعلاً أثلجت الصدر، فقد أشاد الجمهور والنقّاد بالشخصية التي جسدتُها برغم أن مساحتها لم تكن كبيرة جداً، لكنها كانت موجودة بشكل جميل.
• العمل تعرّض للعديد من الانتقادات بسبب جرأة طرحه... فهل أثر ذلك فيكِ بأي إزعاج؟
- جرأة المسلسل والانتقادات التي وُجهت إليه لم تؤثر فيّ مطلقاً ولم تزعجني البتة، ومن تتبع مسيرتي يمكنه أن يشاهد مشاركاتي في أعمال سابقة أكثر جرأة، وبما أن الجرأة التي نتكلم عنها في حدود الواقع، في هذه الحالة إذاً لا مشكلة لي معها ولا مع طريقة الطرح، وهنا الكرة تبقى في يد المخرج وكيفية طرحه لهذه الجرأة من خلال إيجاده حلولاً إخراجية بحيث يتقبل المجتمع هذه الجرأة بالشكل الفني والاجتماعي المناسب.
• هل تعنين أن كل ما يُعرض اليوم على الشاشة من جرأة هو تجسيد للواقع؟
- لا بالطبع... فليس كل ما يُعرض على الشاشة واقعاً، وكلامي السالف ذكره يقتصر فقط على مسلسل «الخطايا العشر»، وكل ما عُرض فيه كان واقعاً، وبالنسبة إلى الأعمال الأخرى فكل منها يمكن النظر إليه على حدة من حيث انسجامه مع الواقع أو عدمه.
• لو أتيحت لك فرصة اختيار شخصية أخرى غير التي قدمتِها في المسلسل، فمن هي؟
- سأختار مجدداً شخصية سارة التي قدمتُها، لأنني مقتنعة بها مئة في المئة، برغم شعوري بأنها تحتاج إلى بعض «الرتوش» كي تكتمل كشخصية، فقد أحسستُ أن بها مكاناً ناقصاً، والسبب في هذا التمسك بها أنها جديدة عليّ مقارنة ببقية الشخصيات اللاتي قدَّمتها زميلاتي الفنانات، لأنه سبق لي أن قدمتُ شبيهاً لها في أعمال ماضية.
• وهل أضفت تلك «الرتوش» على الشخصية كما أشرت قبل قليل؟
- الواقع أنني جلست مع الكاتب حسين المهدي والمخرج علي العلي وتحدثنا حيال هذه المسألة، لكننا لم نستطع إضافة الكثير بسبب ضيق الوقت وقرب الموسم الرمضاني. لأنه في حال إضافة العديد من الأحداث سيكون لزاماً عليهما أن يُجريا تعديلات عدة على بقية الشخصيات كي تتماشى مع الإضافات، وكان ذلك صعباً، لأننا كنا قد صورنا عديداً من المشاهد، ولا نمتلك وقتاً لإعادتها، بالمقابل حاول المخرج العلي أن «يُبروز» شخصية سارة بطريقته الخاصة.
• ما سر التعاون الجميل الذي يجمعك دائماً مع الممثلة نور؟
- نور إنسانة أحترمها على الصعيدين الشخصي والمهني، فهي حساسة والعمل معها جميل، إذ من الممكن أن تتعامل مع ممثل لا ينسجم معك بسرعة ولا يعطيك ذلك الإحساس الجميل، على عكس ما أجده دوماً في نور التي تكون جميلة دائماً في التعامل، فتعطي الطاقة والطريق لمن أمامها كي يُبدع.
• في المسلسل شهدنا ظهور وجه نسائي بحريني جديد، وهو نور الشيخ؟
- وجود نور في المسلسل كان «كسرة» جميلة، فهي أساساً مذيعة، وتعتبر هذه تجربتها الأولى كممثلة، وأنا متأكدة من أنها رصدت ردود الفعل حيال ما قدمته، وأصبحت تمتلك اقتناعاً سواء بإكمال المسيرة أو التوقف، لكنني من وجهة نظري أرى أنه من الجميل إدخال عناصر جديدة في أعمالنا الدرامية، كي نبتعد عن تكرار الوجوه ذاتها بكل عمل.
• كاتب ومخرج وغالبية الممثلين إلى جانب أن أرض التصوير بحرينية... فكيف كان تأثير ذلك في حالتك الشعورية؟
- المجتهد يبقى كذلك أينما وضعتَه، وكما يقال في عالم كرة القدم «عندما تلعب في أرضك تكون معنوياتك أعلى»، وشخصياً لا أختلف بأن المعنويات فعلاً تكون عالية، لأن الفنان في أي ظرف كان هو بين أهله وفي بيته ولن يحتاج إلى التفكير والانشغال بأمر آخر، وهو الأمر الذي جعلني أصبّ جام تركيزي على شخصية سارة، لأننا كفنانين في بعض الأحيان نشارك في أعمال درامية، وتكون أذهاننا في الوقت ذاته مشغولة مع الأهل أو ظروف عائلية ما - وهو أمر خاطئ - ولا أخفي عليك أنه من المهم أن يكون الكاتب والمخرج والفنانون من البحرين، لأن بلدي متوقفة عن العمل، فمن حقي كممثلة بحرينية المشاركة في أعمال بحرينية، ومن حقي أن ينتج بلدي أعمالاً ويدعمني ويقف إلى جانبي، وصحيح أن البحرين ولادة، لكن الكويت صنّاعة، فهي مصنع للفن في المنطقة، ومنارة إبداع.
• هل توجد في البحرين طاقات متجددة؟
- المشكلة ليست إن كان في البحرين طاقات جديدة ومتجددة، لأنها فعلاً تمتلك فنانين حقيقيين، ومع الأسف أنهم يجلسون في بيوتهم بسبب عدم وجود الدعم والإنتاج البحريني الذي تحدثت عنه قبل قليل، ومنهم - على سبيل الذكر وليس الحصر- فاطمة عبدالرحيم، أمير محمد، حسن محمد، سلوى بخيت، سعاد علي، شذى سبت، شيماء سبت، فَي الشرقاوي، فوز الشرقاوي، أنور أحمد، عبدالله ملك وغيرهم الكثير، نعم لدينا في البحرين طاقات كثيرة وأسماء مهمة، لكنهم يجلسون في بيوتهم وليسوا معتزلين.
• ما الأعمال الدرامية التي حرصتِ على متابعتها في رمضان الفائت؟
- بسبب انشغالي بالتدريبات المسرحية، لم أتمكن من مشاهدة شيء على شاشة التلفاز، وما شاهدته كان من خلال «السوشيال ميديا»، وبالنسبة إليّ أرى أن مسلسلَي «عبرة شارع» و«الخافي أعظم» من أهم الأعمال التي عُرضت.
• هل يكفيك الظهور في عمل درامي واحد؟
- في كل موسم أطلّ على الجمهور بعمل واحد رمضاني، لكن في المقابل الفنان الذي بإمكانه ترتيب وتنسيق مواعيد تصويره، وتقديم شخصيتين مختلفتين في آن واحد فليقم بذلك، وشخصياً لو أنه قد عُرض عليّ مسلسل آخر خلال تصويري «الخطايا العشر» لما وافقتُ، والسبب أن التصوير كان في البحرين، لكن لو أُتيحت لي فرصة المشاركة في عملين في وقتين مختلفين من دون وجود تضارب، والشخصيتان تستحقان العمل فسأوافق بالطبع.
• ما أعرفه عنك أنك قد تعملين مع أشخاص بينك وبينهم خلاف... فما صحة ذلك؟
- سأختصرها لك بجملة: «إنسان ما أعزه، لا أعتبر نفسي مختلفة معه»، بمعنى أنني أغضب وأعتب على الشخص الذي أحبه وأعزه فقط، أما المجال الفني فهو مقر عملي والجميع فيه زملاء لي فقط، وبالتالي قد أختلف مع أي شخص فنياً أو فكرياً، وحتى شخصياً عندما لا يعجبني أسلوبهم أو طريقتهم في الحوار بحدود العلاقة التي بيننا، من دون أن تتعدى حدود ذلك. لذلك عندما لا تربطني بأي فنان أو فنانة سوى مشاهد درامية فهذا ليس خلافاً، أو عندما أتجنب أحداً ولا أتعامل معه هذا ليس خلافاً، بل هذه هي الاحترافية في العمل من وجة نظري، فهم ليسوا من أهلي ولا أحد منهم زوجي أو ابني أو ابنتي كي يكون بيننا خلاف دائم مدى الحياة.
• هل أجرك المادي يمكن القول إنه قد ارتفع أم انخفض في السنتين الماضيتين؟
- مقارنة بأجري ما قبل مسلسل «الخطايا العشر» إلى حين مشاركتي فيه، يمكنني القول إنه قد أصبح ثابتاً لأنني «شريت الدور وتنازلت عن أشياء ثانية»، وبالنهاية بما أنه عمل بحريني فالسعر سيكون أقل من العمل الكويتي.
• هل لديك مشكلة في ترتيب اسمك في «تتر» المسلسل؟
- لا يهمني الأمر كثيراً، لكن عندما أصبحت هناك «لخبطة» وتمادى البعض في وضع أسماء قبلي من دون وجه حق أو منطق، أضطر حينها إلى التكلم بحدود المعقول، نعم هناك فنانون أقدم مني لكنهم ربما لم يقدموا شيئاً، ويمكن أنهم في العمل أدوارهم بسيطة وشخصيتي بطولة، فهنا يكون محور كلامي ودياً. وللعلم في وقت سابق وضعتُ هذا الشرط في العقد، لكن ما حصل أن القناة التي عرضت المسلسل بترت «التتر» منذ الحلقة الثالثة، ومنذ ذاك الحين لم أعد أهتم بوضعه في عقودي.
• هل من كاتب تودين أن تشاركي في أعماله؟
- أنا من الفنانات اللاتي يحرصن على القراءة والتجدد، ولا أهتم باسم الكاتب بقدر ما يعجبني النص والشخصية، ومع هذا - من دون تخصيص - أحب ما يكتبه الدكتور حمد الرومي وأيضاً هبة حمادة وفهد العليوة. وللعلم إلى اليوم لم أجامل في أي شخصية قدمتُها، ومقتنعة تماماً باختياراتي ومشاركاتي، وإن كنتُ دائماً أطمح إلى المزيد.
• أخيراً كانت لك مشاركة في مسرحية «للحريم فقط» بالكويت... حدثينا عنها قليلاً؟
- منذ الطفولة وأنا أشارك في المسرح، وجاءت مشاركتي في «للحريم فقط» كإنقاذ موقف، فاستمتعت كثيراً بهذه المشاركة، مع نخبة من النجوم، على الرغم من أنني لم أكن أرغب في العمل هذه الفترة رغبة في نيل قسط من الراحة بعد مسلسل «الخطايا العشر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي