وجع الحروف

حقوق الإنسان... أصلح الله بالكم!

تصغير
تكبير

كنت أظن كما توقع زميلي ماهر التميمي، إن كلمة «البال» عامية!
فنحن كثيرا ما نسمع «طول بالك»? «دير بالك»? «خلي بالك»? «ريح بالك»... فما أصل هذه الكلمة: عامية هي أم فصيحة؟
أنظر لقوله تعالى في الآية الكريمة «والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم? كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم»... والبال هنا تعني «موضع الفكر? والفكر موضعه العقل والقلب»... يعني فصيحة هي وليست بعامية!


نحن «البال ـ الفكر» عندنا مع بالغ الأسى مرتبط في تركيبة الكيمياء الشخصية التي تميز الثقافة الكويتية فنحن في الغالب نسيء الظن? نحكم على النوايا? نرسم الانطباعات عبر ظاهر الأمور والبعض يحبك أو يكرهك من «اسمك الأخير» أو انتمائك أو لمجرد إنه سمع عنك خبرا من دون أن يتحقق ناهيك عن تسييس قضايا كثيرة... وهذه نماذج خطيرة تؤثر في «روح المواطنة الحقة».
أصلح الله بالكم... الخطأ وارد وقد ورد في الحديث الشريف عن صفوة الخلق «كل ابن آدم خطاء? وخير الخطائين التوابون» وللباحثين عن الحرية «الفارطة» المنسلخة من الدين الإسلامي الحق نهديهم قوله تعالى «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء».
أصلح الله بالكم... يظن البعض إننا عندما نتطرق لنماذج الفساد وسوء إدارة منشآتنا بأننا «معارضون»... إنه فهم عقيم وفكر سطحي لا يعي معنى نهج «معارضة» أو تركيبته وأسسه بالضبط كفهمنا الخاطئ لكلمة «البال»!
أصلح الله بالكم... لم تستوعبوا الدرس? والمغزى مما يطرحه وطني الحس الذين لا يقبلون أن تكون الكويت كوطن في ذيل القائمة حسب ما تورده المؤشرات العالمية كمدركات الفساد والشفافية وحقوق الإنسان والجودة وخلافه.
أصلح الله بالكم... اتسموا بالروح الرياضية على الأقل إن كنتم عاجزين عن حل أبسط القضايا كالرياضة والعمالة المنزلية.
ديروا بالكم... وافهموا ماذا تعني «البال» التي وردت في القرآن الكريم وتحذير سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم من الجري وراء الدنيا وزخرفها ومغرياتها من مال ومصالح ومناقصات ومناصب... فالأخيار هم فقط من يستطيعون أن يعبروا بنا إلى بر الأمان بعد الله عز شأنه..
انتبهوا و«حطوا في بالكم»... إن كل انتهاك يحصل إنما هو ظلم والله حرم الظلم على نفسه وإنها لحقوق إنسان يجب أن تحترم وتصان وما ترصده حقوق الإنسان العالمية من انتهاكات إنما هو نتاج مخرجات سوء الاختيار والبطانة الفاسدة التي لا تريد الخير لهذا البلد الآمن عبر استشارات ظاهرها صحي وباطنها «مريض» يحتاج إلى علاج فوري!

الزبدة:
وسعوا بالكم... تابعوا ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي و«تداركوا» ما تبقى من ملامح الهوية الوطنية في ظل تدهور الأوضاع المتصلة في إدارة شؤون العامة «مؤسسات الدولة» من صحة? تعليم ? مرافق? طرق و... حرية التعبير «الحرية المسؤولة».
إننا بحاجة ماسة لفهم «البال»... فقضاء حاجات الناس نحن مأجورون عليها... وحينما نقصر أو نظلم فإن المحصلة تؤدي إلى الخراب.
أصلح الله بالكم... أنتم أحبتنا أينما كنتم وما نكتبه نحن وغيرنا القصد من ورائه الحفاظ على الهوية الوطنية التي تبحث عن من يصون ملامحها التي باتت مشوهة من تفشي الفساد وطغيان المادة والمصالح على مجمل القضايا العالقة.... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي