الفيلم بدأ عرضه في جميع دور «Cinescape»
«قلب أمه»... ضحكٌ خفيف ونظيف
السُّبكي: غادة عبدالرازق نجمة في الدراما التلفزيونية... وليس لها في السينما!
أتمنى وجود مشروع فيلم مصري - كويتي
من الممكن أن يجتمع معاً كل من الكوميديا والأداء النظيف!
فليس من الضروري أن يكون الضحك مشوباً بالإسفاف أو الألفاظ الخارجة التي تحرم العائلة من الاستمتاع بالعمل الفني!
لذلك كان جميلاً أن تلبي «الراي» دعوة من المدير العام للبرامج والعمليات في شركة السينما الكويتية الوطنية «Cinescape» هشام الغانم، لحضور أول عروض الفيلم الكوميدي المصري «قلب أمه»، في حضور بطليه الفنانَين المصريين شيكو وهشام ماجد، وبصحبتهما المنتج أحمد السبكي، إلى جانب جمع من ممثلي الصحافة الفنية الكويتية، وذلك بمناسبة انطلاق عروض الفيلم للجمهور في جميع دور العرض التابعة لـ «Cinescape»، الفيلم الكوميدي المصري الذي يحمل عنوان «قلب أمه»، حيث تفاعل الحضور مع أحداثه بضحكات متوالية تنبت وتتصاعد مع المواقف، وكلما انتقلت العدسات إلى مشهد جديد تجدد معه الضحك الرائق الذي لا يعكر صفوه إسفاف، أو كلمة نابية تنتهك الحياء أو تخترق الذوق.
الفيلم دارت أحداثه وفق إطار كوميدي حول شاب ضعيف الشخصية يعيش في كنف والدته، لا يستطيع أن يفعل شيئاً بمفرده لسيطرتها المفرطة عليه، وهو يطمح إلى أن يكون كاتب سيناريو لأفلام الرعب، لكنه يفتقر إلى الموهبة، إلى حد أنه يواجه السخرية من كل الذين يَعرض عليهم سيناريوهاته، وهو لذلك يلقى معارضةً من حبيبته ووالدته... وتمضي الأحداث وسط مفارقات عدة وتشابك في الخطوط الدرامية المثيرة للضحك، خصوصاً عندما تتداخل الأحداث مع محور عصابة وجريمة وملاحقة من الشرطة!
كُتب السيناريو بعناية، فانعكس على تسلسل الأحداث وترابطها بإحكام، مع سلاسة الانتقال بين المشاهد في الوقت نفسه، ويبعث الفيلم بين ضحكاته برسالة مهمة، مُفادها أن قلب الأم يبقى متعلقاً بأبنائها حتى النهاية، مهما كانت التحديات، وهي تظل داعمهم الحقيقي مهما ابتعدوا عنها!
أما الأداء التمثيلي فكان مقنعاً، ليس فقط في مستوى البطولة التي قدمها الفنانان شيكو وهشام بإتقان، بل أيضاً في الصفوف الأخرى من المشاركات التي أسهمت في ظهور العمل بالصورة التي تروق الجمهور وتمتعه معاً، وهنا تجدر الإشارة إلى الأزياء التي اختيرت بعناية لكل شخصية، خصوصاً الرئيسية، بحيث بدت ملائمة للفكرة والحدث الكوميدي، فمارست دورها في إقناع المتلقي بأبعاد وأعماق الشخصيات.
بشكل عام كانت أحداث «قلب أمه» سريعة مترابطة حتى نهايتها، مع تميزها بالفكاهة التلقائية الخفيفة والخالية من الإسفاف التي تعتمد على كوميديا الموقف، كما أن المشاهد الكوميدية كانت أصيلةً في العمل، وتحمل مبرراً درامياً، ولم تكن مجرد «حشو» مقحم على الأحداث. إلى جانب ذلك نرى «الكادرات» التي اعتمدها المخرج عمرو صلاح كانت مريحة للعين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هذا الفيلم هو الأول في رصيده كمخرج سينمائي، بعد تجارب عديدة سابقة له عمل خلالها في «المونتاج»، ومنها يمكن أن نستشف استفادته الكبرى.
بعد عرض الفيلم دعا الغانم أبطال الفيلم ومنتجه مع الزملاء الصحافيين إلى مائدة العشاء، حيث دارت الأحاديث حول الفيلم والفن عموماً، حيث قال السبكي: «بعد انتهاء مرحلة الثورة بدأت الأوضاع الفنية السينمائية في مصر تستقر، بل تتفوق على نفسها عاماً بعد عام، وبات الإنتاج السينمائي سخياً وغزيراً».
وأضاف: «يمكنني القول إنني المنتج الوحيد، على مستوى الوطن العربي، الذي يزوّد السوق الفنية في العام الواحد بما بين سبعة وثمانية أفلام، لذلك لا يمكن القول إنني غير موجود أو مقصر في عملي»، ورداً على سؤال عن احتمالية وجود عمل مصري - كويتي مشترك، قال السبكي: «أتمنى أن يوجد هذا المشروع الفيلمي على أرض الواقع في حال وجد السيناريو الجيد الذي يمكننا فعلاً تصنيعه. وفي ما يخصّ اختياراتي لأسماء الفنانين الكويتيين الذين قد يشاركون في العمل حينها سوف أستشير المقربين مني المتابعين للساحة الفنية الكويتية، ومنهم هشام الغانم، لأنني وبكل أمانة لستُ متابعاً جيداً. وللعلم سبق أن منحت دوراً للفنان الكويتي عبدالإمام عبدالله في فيلم (كباريه) وكانت تجربة رائعة، وهو فنان (كويّس جداً)».
وعن رأيه في الفنانة غادة عبدالرازق كنجمة سينمائية، قال: «غادة ليس لها في السينما، بل هي بطلة ونجمة في الدراما التلفزيونية، ولا يمكننا إنكار هذا الأمر، حيث إن اسمها يتصدر بطولة مسلسلات رمضانية في كل عام».
يُذكر أن «قلب أمه» فكرة تامر إبراهيم، وقصة هشام ماجد وشيكو، وسيناريو وحوار أحمد محيي ومحمد محمدي، ومن إخراج عمرو صلاح، أما البطولة هشام ماجد، شيكو، دلال عبدالعزيز، أحمد سلطان، مصطفى منصور، محمد ثروت، محمد أسامة، نور قدري، بيومي فؤاد، محمود الليثي، سعد المختار، أحمد محارب وبمشاركة ضيفي الشرف حسن الرداد وكريم فهمي، وهو من إنتاج كريم السبكي وخالد السبكي.