سعد المعطش / رمح الشمال / درس كويتي جديد

تصغير
تكبير
الدروس والعبر في الحياة لا تتوقف عند زمن محدد، ولا عند جيل أو عند شخصيات معينة. لقد انتهت أزمة السيدات الكويتيات المحتجزات في بومباي، ومن خلالها أعطت الكويت درساً للجميع عن علاقة الحاكم بالشعب، وعن مدى الحب المتبادل بينهما، لقد كانت الكويت كلها مع مواطناتها قلباً وقالباً، وكان الجميع يتابع تلك الأحداث بدءاً من رأس الكويت الكبير صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه إلى أصغر مواطن، ولم يتفاجأ أي كويتي بأمر الطائرة الخاصة التي نقلت سيدات الكويت والتي أمر بها سموه أطال الله عمره، لقد تعودت الكويت أن ترسل رسائل لكل دول المنطقة العربية لتكون درساً يوضح الحب المتبادل بين أهل الكويت وحكامهم، فهناك كثير من الأنظمة العربية التي تتهيأ شعوبها للانقضاض عليها والفتك بها وبعوائلها، وأكبر دليل على ذلك صدام حسين وعائلته التي ذهبت دون أن يأسف عليها أهل العراق. ويكفي الكويت أن نظام التأمينات الاجتماعية، والذي تحاول كثير من الدول تقليده، هو فكرة المغفور له بإذن الله جابر الأحمد، وهو النظام الذي حفظ للكويتي كرامتها والعيش الكريم دون التسول على أبواب المسؤولين، وهو أفضل بمليون مرة من طريقة «خذ من كيسه وعايده» والمتبعة في كثير من الدول. لقد ساء البعض العيش الكريم للمواطن الكويتي، وساءه أيضاً حب الكويتيين لحكامهم، وحاولوا أكثر من مرة أن يتدخلوا في شؤوننا الداخلية، ولكن حنكة صاحب السمو الأمير كانت السد المنيع أمام تنفيذ ما يريدون، لقد فشل البعض أن يحصل على حب واحترام شعبه له ولذلك هو حاسد على اللحمة بين الشعب الكويتي وحكامه. أدام الله حب أهل الكويت لبعضهم البعض حاكماً ومحكوماً، ولا دام من حسد الكويت هذه النعمة.
سعد المعطش
كاتب كويتي

Saadq8@msn.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي