رواق

درس خصوصي

تصغير
تكبير

في مسلسل «درس خصوصي»، ثمة من يلعب دور الموظف المنافق في شركة تترأسها حياة الفهد... فكلما تغير مدير، يقول جملته الشهيرة: «إن هذا اليوم في تاريخ شركتنا لهو يوم عظيم، فأنتم خير خلف لأسوأ سلف»، لكن عند عودة السلف، يعيد جملته نفسها من دون كلل أو ملل!
نتأمل حولنا مع بدايات الدوامات كم فنان لدينا مكشوف لا ينكشف، يردد جملته كموسيقى تصويرية للعبة الكراسي الموسيقية، وعندما يتوقف العزف يفقد أحدهم مقعده ليبقى على المقعد الأخير من يجيد العزف والرقص.
يقول الكاتب جلال عامر: «أعلم أن المنافقين في الآخره في الدرك الأسفل من النار، لكنهم في الدنيا في الصفحات الأولى من الصحف والأخبار». وفي ذلك عدالة كشفهم وانكشافهم، تسليط الضوء عليها ليحترقوا بيد الذين حاربوهم بعد أن حاربوا لأجلهم، لا من خصومهم. وأسوأ الخصومات هي تلك المفتعلة مع الحلفاء لتشغلنا عن أعدائنا الحقيقيين، والذين لا أعداء لديهم لم يخوضوا معارك حقيقية، فالحياة معركة والدوام لله!


نعود للدرس الخصوصي بعد أن صار عمومياً بين موظف احترم نفسه، رضي بقليله، أرضى ضميره وربه فبارك له بقليله، وبين موظف ترك وظيفته ليوظف مهاراته وإمكاناته وقدراته في لعبة التحالفات والخصومات، فيضرب هنا ويلمع هناك ويربط هذا بذاك وعينه على رصيده البنكي يتزايد أمامه... وما هو إلا أرقام «جاب فيها هالثروة المخيفة من معاشه في الوظيفة»، على ما قال الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد، بوسائل تكسّب أكثرها مشروعية الشقاق والنفاق الذي يفسح له الصفوف الأمامية ليكسب معها جائزة الدرك الأسفل، والعياذ بالله من غضب الله!
دروس الحياة كثيرة، كل يوم نتعلم جديداً، ان شرعنا نوافذ روحنا للتعلم. أما الذين يوصدون قلوبهم عن النور، فيبقون في النفق المظلم خالدين مخلدين، حتى إذا ما انتهى دورهم بقي صيتهم الذي كرسوه بأفعالهم لنفسهم... إما أن يكونوا خير خلف، أو أسوأ خلف، من دون وسيلة للنفاق بعد فقدانهم الغاية التي نافقهم المنافقون لأجلها.
 reemalmee@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي