المسرحية شهادة ميلاد لهند البلوشي كمخرجة

«للحريم فقط»... عودة الإنسان إلى فطرته!

u0645u0634u0647u062f u0645u0646 u0627u0644u0645u0633u0631u062du064au0629
مشهد من المسرحية
تصغير
تكبير

 «للحريم فقط»... مسرحية حملت أكثر من مفاجأة!
 فإلى جانب أن غالبية الجمهور فوجئوا بأنها لجميع الشرائح العمرية والنوعية، صغاراً وكباراً، وليست «للحريم فقط»، مثلما ظنوا أولاً، وقبل أن يتبينوا أن العبارة هي عنوان المسرحية، وليست تحذيراً للرجال من الدخول!
 أما المفاجأة الثانية فهي ان هذه المسرحية بمنزلة شهادة ميلاد للمخرجة المسرحية هند البلوشي، التي عرفها الجمهور ممثلة متميزة أطلت في أدوار كثيرة من الشاشة والخشبة على السواء.
 الحديث يدور حول مسرحية الرعب الكوميدية «للحريم فقط» التي أخرجتها الفنانة هند البلوشي إلى جانب كونها كاتبة النص والمنتجة وممثلة أيضاً.
«الراي» حضرت العرض الأخير من المسرحية، قبل أن تسدل الستار في الكويت، استعداداً لإكمال مشوراها في المملكة العربية السعودية في الفترة المقبلة.
 عمل مسرحي متكامل على جميع الأصعدة، فالنص الذي نسجته البلوشي تميز بحوارات عميقة وشديدة التركيز في توجيه الرسائل الهادفة والإيجابية، وهو يحمل في طياته قضية الرجل والمرأة على حدّ سواء، كأنه دعوة للرجوع إلى أساس فطرة الخلق، والمعنى الحقيقي من وجود الإنسان على هذه الأرض، وكيف أن الله قد خلقنا ذكراً وأنثى، وفطرتنا الإنسانية على الحب والمودة والارتباط الشرعي لتكوين أسرة وتعمير هذا الكون، إضافة إلى العولمة والتكنولويجا بعقلانية وتفكّر، وحُسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمصلحة المجتمع، وإعادة تشكيل الوعي والفكر وغيرهما من الأمور بعيداً عن الإسفاف أو أي كلمات مبتذلة، والأحداث محبوكة وفق «حدوتة» تمضي في نسق تصاعدي، من خلال جزيرة تسيطر عليها «بديعة» التي تمنع الذكور من الوجود فوق أرضها، وعندما تسقط إحدى الطائرات التي تقلّ نساء ورجالاً تقوم باحتجاز النساء باحثة عن الرجال لقتلهم، ثم تبدأ الأحداث في التصاعد قُدُماً.
أما الديكور فقد عبّر عن الحالة المسرحية والمكان، وبرغم ضخامته فإنه قد استغل بالكامل بالصورة المناسبة من دون أن يسبب إعاقة في حركة الممثلين، وأسهمت الإضاءة التي تلوّنت وتنوعت بحسب الحالة المسرحية في إضفاء جمال مضاف على تلك الكتل الديكورية الضخمة.
وعلى صعيد التمثيل ضمّت المسرحية كلاً من النجوم زهرة الخرجي وهند البلوشي وريم أرحمة وعيسى ذياب وبدور عبدالله وأريج العطار وأحمد السعدون وفرح وكفاح الرجيب والطفلة ملك أبو زيد، والأخيرة طفلة واعدة ستكون نجمة مستقبلية، وهي مفاجأة تحسب للمخرجة البلوشي، التي قدمت من خلالها رسالة مهمة في ضرورة متابعة أطفالنا وعدم تركهم يضيعون ويلهثون خلف الشهرة في وسائل التواصل الاجتماعي، أو ركضاً وراء المال.
البصمة الإخراجية في المسرحية كانت واضحة خصوصاً تحريك المجاميع والراقصين بصورة متقنة كانت عنصراً من جمالية العمل ونجاحه، كما تم اختيار موسيقات تتماشى مع الحالة العامة للنص والفكرة، وهو ما جعل عرض «للحريم فقط» يعبُر بسلام - عبر الحاجز الوهمي - إلى الجمهور الذي تفاعل مع كل مشهد وصفق للجميع في النهاية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي