دع الأيامَ تغدر كل حين

أيام تترى وتغدو وتروح وتتخللها مشاهد لصور تعبر عن نعوت وسمات وخصائص ومشاهد تثير آلاماً لحوادث تظهر في أيام مختلفة تثير الغبار... تكاد تكون غيوم حالكة السواد قد تمطر نيرانا تعذب القلب لمشاهد من الفاقة والمرضى والجوع والفقر ينتشر في أصقاع الدنيا كلها من فعل البشر ومن طمع الطامعين وحسد الحاسدين وبطش المفسدين.
والمنظمة الأممية تبرز أياما لسمات ونعوت حتى تسلط الضوء في تلك الايام على ماهيتها من أجل أن يزاح الظلم والاستبداد والطغيان وتكون الأمم في هدوء واستقرار ووئام.
في الشهر الماضي سلطت المنظمة الدولية الضوء على أيام ثلاثة:

أولها: اليوم العالمي للاجئين
وهو في العشرين من شهر يونيو من كل عام، حيث يخصص هذا اليوم لاستعراض هموم وقضايا اللاجئين والاشخاص الذين تتعرض حياتهم في اوطانهم للتهديد وتسلط الضوء على معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
كم يحس المرء بالأسى عندما ينظر إلى تزايد أعداد اللاجئين والمهجرين في الدنيا، فها هم في فلسطين وسورية واليمن والعراق وليبيا تتفاقم مأساتهم ويعانون من مشاكل كثيرة في مجال التغذية والماء والتعليم وحتى في قضايا الصرف الصحي.
نسأل الله أن يفرج همهم ويوفق المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة في أن يقدموا لهم العون ويكون الاحتفال احتفالا عمليا وليس اعلاميا فحسب.
وثانيهما: هو اليوم العالمي لليوغا
وذلك في الحادي والعشرين من الشهر ذاته، وهو يرمي إلى إذكاء الوعي العالمي بالفوائد الكثيرة لممارسة اليوغا والتي تسهم اسهاماً كليا في تحقيق التوازن بين العقل والجسد، فعسى ان يحقق هذا اليوم، كما يزعم المنظمون له، الصحة والرفاه ويقدم اسهاما مفيدا للانسانية في سعيها لتحقيق التنمية المستدامة.
وثالثهما: في الثالث والعشرين منه اليوم العالمي للأرامل
تم توثيقه من قبل الامم المتحدة، وهو يوم عمل لمواجهة الفقر والظلم الذي يتعرض له الملايين من الارامل وعائلاتهم في العديد من البلدان.
ويقولون ان من كل عشر أرامل، ارملة تعيش في فاقة من الفقر... ساعد الله الفقراء والمعوزين والمظلومين والمشردين والبائسين، وعسى ان تفعل المنظمات الاممية هذه الأيام لتفرج الهموم وتبدد الغموم وتنجلي الغبرة وتفتح آفاقا ممتلئة بالامل ويعيش الناس في هدوء واستقرار ومحبة وسلام وصدق الامام الشافعي يرحمه الله...

دع الايام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إلى حكم القضاء
ولا تجزع لنازلة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جَلداً
وشيمتك السماحة والوفاء
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
دع الأيام تغدر كل حين
فما يغني عن الموت الدواء