ضواحي

قهوة سوداء

تصغير
تكبير
| ردينة فهد القطامي |
ناولها قائمة المشروبات... بفرح مقسم، فهي شاحبة اللون وبحاجة ماسة للإنعاش، ونظارتها السوداء ستار لغرفة اعتراف ضمتها كنيسة تحمل سقفا عمره ألف عام، كما أنها مريحة للنظر... آآآآه يا إلهي كيف لقميصي الأبيض وبنطالي الأسود أن يهبني فرصة لتأمل الوجوه، وبالغصب أحياناً!
كل الوجوه حـــزينة أجل حتى الضاحكة منها حزينة فهـــي تضـــحـــك للحــزن... تجترّه، فخـــطـــوط التجاعيد الضاحكة هي نفسها خطوط التجاعيد العـــابـــسة مـــع اخـــتلاف الاتـــجـــاه!
تقلب القائمة بين أناملها وأنا أتأملها... كم من يد تناولت الصفحات؟ وكم نفس اشتهت طعماً حامضا مرا حلوا... أو حتى ماء؟!
تنظر إلى القائمة...
_ أحتاج لقهوتي السوداء...
كدت أدون سخافة القهوة التي باستطاعتي تذكرها!
مازالت إلى القائمة تنظر...
_ لا أدري... لست في مزاج أي عصير طازج اليوم؟ ما رأيك؟ ما الذي ترغبه؟!
يا إلهي... هل تطلب مني الجلوس مقابلها؟ هل تطلب مني أن اشتهي طعماً؟ أم أنها أحست بأن عيني بدأت في خلع نظارتها السوداء؟
آآآخ أيها الغبي لقد شَعَرت بضعفك للغموض.... أرغب؟ أرغب بالكثير أبسطه جنون صغير كدعوتها لي... لطاولة مستديرة وكسر روتين قاتل، نظرت إلي بمربعين سوووود... فتـــحـــت فمـــها قلــــيلاً لأحـــدد زوايا أسنانها البيضاء... ونطقت:
_ حسناً... بانتظارك
أزاحت عن أذنها سماعة الشيطان السوداء...
_ عصير فراولة، قهوة سوداء وماء بارد من فضلك
وأُدَون...
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي