بعض الرؤى تختصر حياة الإنسان في تفسيرها، سواء كانت قصيرة أو طويلة، وهذا من دلائل عظمة وأهمية الرؤى في حياة البشر.
ومن الرؤى القصيرة التي أنبأت عن ولادة شخص مهم ثم أفول نجمه بشكل شبه سريع بعدما أحدث ضجة وشهر كبيرة في زمانه، ما ذكره ابن خلكان في كتابه «وفيات الأعيان»، أن جهيزة أُم شبيب الخارجي، رأت في منامها أنها تلد غلاماً فخرج منها شهاب من نار، فسطع بين السماء والأرض، ثم سقط في الماء وغرق.
وكان تأويل رؤياها هو مولد ابنها قوي البأس الشجاع شبيب الخارجي، وعلو أمره، وانتشار خبره، وتداول اسمه في أصقاع الأرض، بسبب خروجه وقتاله الشديد للدولة الأموية في عهد عبدالملك بن مروان، حتى انتهت حياته يوم أن أراد مع جنوده عبور جسر نهر الدجيل بالأحواز، حيث كان فوق فرسه مرتدياً الحديد الثقيل من درع سابغة ومغفر وسيف وغيرها، فنفرت به فرسه فجأة وأسقطته من فوق الجسر إلى قاع النهر فمات غريقاً.