ضمن فعاليات مهرجان «الموسيقى الدولي الـ 21»
«الزايد» للفنون الشعبية أحيت التراث... في «المتحف»
فيما تواصل الدورة الحادية والعشرون من مهرجان الموسيقى الدولي فعالياتها، كان الجمهور مساء أول من أمس على موعد مع حفل تلألأت فيه شمس التراث الكويتي لتشرق على مسرح متحف «الكويت الوطني»، وتألقت فيه فرقة «الزايد» للفنون الشعبية التي قدمت باقة من الأعمال الفولكلورية المترسخة في وجدان الكويتيين.
الأمسية كانت جميلة بشكلها العام وروحها وأدائها في وقت معاً، ففيها بذل أربعون عضواً، هم أعضاء الفرقة، قصارى جهودهم، والبداية كانت مع عَرضة تحمل عنوان «الله لا يغير علينا» التي اجتذبت استحسان الحضور، ثم أتبعوها بعرضة أخرى تحمل عنوان «كاف والنون، لا ما يكون»، ومع حماس الحضور وتصفيقهم قدم أعضاء الفرقة عَرضة ثالثة تحمل عنوان «لابتي باللقا يوم سرنا».
وبعدما ارتوى قليل من ظمأ الجمهور من فن العرضة، انتقلت الفرقة منها إلى فرع آخر من شجرة الفنون الشعبية المتكاثفة الغصون، وهو السامري، لتؤدي أغنيتها الأولى بعنوان «قال من تاب عسى ربي عويلي»، ثم أعقبتها الثانية حاملةً عنوان «تململ»، حيث نال هذا اللون بدوره إعجاب الحضور، بعدها قدَّمت الفرقة أغنيتين على أنغام العود الأولى هي «غاب بدري أنا يا من يجينا» للفنان الراحل خليفة بدر، أما الأغنية الثانية فكانت بعنوان «آه يا سلمان»، لتعود الفرقة لتختتم برنامجها باللون ذاته الذي بدأت به، لتقدم عرضة رابعة بعنوان «هيه يابو جديلة»، لتسدل الستار على أمسيتها وسط التفاعل والتجاوب اللذين لم يتوقفا من الجمهور طوال فترة الحفل.
يُذكر أن فرقة «الزايد للفنون الشعبية» أُسست على يد صالح الزايد الحايلي، وكان ذلك في أواخر الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي، وهي تعد من أكثر الفرق عراقة وقِدَماً، وكانت البداية في عيدي الفطر والأضحى والمناسبات الوطنية، وكانت حفلاتها غالباً ما تُقام خارج السور، وكانوا يُحضرون معهم الطبول التي يتميز بينها طبل يسمى «المثلاث»، إلى جانب بعض السيوف، وكان المعتاد أن تبدأ العرضة بُعيد صلاة العصر.
لم تكن الفرقة في البداية ينطبق عليها المعنى المعروف للفرقة الفنية، بل كانت مجموعة من الشباب ينظمون أنفسهم ويقومون بالعرضة لإحياء التراث، ثم بدأ مؤسس الفرقة التفكير في الانضمام إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وفي تاريخ 1966 تمت الموافقة على انضمامها إلى جمعية الفنانين الكويتية.
وقد شاركت الفرقة في غالبية احتفالات الكويت ومناسباتها الوطنية والدينية، وبدأ التسجيل في الإذاعة، وكانت أول فرقة في الكويت تسجل أعمالها بالإذاعة، ثم التلفزيون، وكان ذلك بالأبيض والأسود.