حوار / «فتحتُ الألبوم... وأضفتُ أغنية صاروخ»
هيفاء وهبي لـ «الراي»: «لعنة كارما»... الأول بالبطولات النسائية في مصر
في مسلسل «لعنة كارما» تذوّقنا طعم نجاحٍ كان كبيراً جداً وفَرِحنا به
سعيدة بتصدُّري خريطة النجاحات الرمضانية خصوصاً أن مصر ملكة الدراما العربية
كثيرون قدّموا مسلسلات حلوة بينهم يسرا ونيللي كريم وإيمي وإمام
... تواصل وهجها بلا توقف، سواء ممثلةً على الشاشة أو مغنية في ألبوم... وسواء حاضرةً في الواقع الحقيقي أو محلِّقةً في العالم الافتراضي!
إنها النجمة هيفاء وهبي التي تألّقتْ في الموسم الرمضاني 2018 من خلال مسلسل «لعنة كارما» الذي كان الأهمّ بين المسلسلات، عدا أنه كرّسها كبطلة أولى في البطولات النسائية في مصر، في وقت شهدتْ الساحة الفنية تنافساً شرساً بين أعمال كبيرة ومهمّة تَرسّختْ نجوميةُ أبطالها منذ أعوام طويلة.
والمفاجأة الجديدة أن هيفاء تدرس عرضاً من المُنْتِج صادق الصبّاح، كما أنها تحضّر لفيلم جديد. ولكن المشروع الأقرب هو طرْحها ألبومها الجديد بعد «المونديال» مدعوماً بـ «كليب» انتهتْ من تصويره.
ماذا تقول هيفاء وهبي لـ «الراي» عن نجاحاتها ومشاريعها؟
? كيف تصفين الأصداء الإيجابية لمسلسل «لعنة كارما»، بعدما حقق مشاهدة عالية جداً؟
- «لعنة كارما» كان من أهمّ المسلسلات في العالم العربي، وكان الأول في البطولات النسائية في مصر.
? ماذا يعني ذلك؟
- يعني لي الكثير، لأنني عندما أكون لا أزال في كواليس التصوير، وأسمع أصداء إيجابية جداً عن العمل، فإن هذا الأمر ينعكس إيجاباً على شعوري خلال التصوير، ويبدّد الخوف الكبير الذي يرافق غالباً بدء طرْح العمل.
? وماذا عن فحوى العمل ذاته؟
- المسلسل كان مدعوماً بقصة رائعة ومخرج كبير استطاع الاستفادة من الوقت المحدود أمامه، لأننا تأخّرنا في بدء التصوير، ولكنها طبيعة الأعمال الرمضانية عادة، وكل المسلسلات ينتهي تصويرها آخر رمضان. إنها ميزة، وخصوصاً أننا لمسنا تفاعل الناس خلال التصوير ونسبة المشاهدة العالية. نحن تذوّقنا طعم نجاحٍ كان كبيراً جداً وفرِحنا به.
? وكيف ترَين كونك الأولى في البطولات النسائية، مع وجود نجمات مصريات كبيرات دخلن المنافسة الرمضانية بينهن يسرا ونيللي كريم وغادة عبدالرازق؟
- أنا بذلتُ جهداً وحصدتُ نتيجته. العمل كان جَماعياً وكان معنا «كاسْت» جميل وقصة مهمة ومخرج رائع. أنا لم أدخل مجال التمثيل منذ فترة بعيدة، ولا شك أن هذه النتيجة تعني لي أكثر من ممثلة موجودة منذ وقت طويل، لأنها تكون معتادة على النجاح. أنا سعيدة لأن اسمي تصدَّر رأس خريطة النجاحات الرمضانية، وهذه مسألة مهمة، وخصوصاً أن مصر هي ملكة الدراما العربية.
? الناس أحبوا النهاية السعيدة للمسلسل، فهل لك رأي في رسْم هذه النهاية؟
- كانت لديّ أمنية وقلت لهم: أنْهوا المسلسل بالطريقة التي ترونها مناسبة. أحياناً القصص تنتهي بنهاياتٍ فيها مشاعر عالية وشجن، ولكن هذا لا يمنع حصول نهاية جديدة. فعادةً البدايات الجديدة يكون فيها أمل وتعوّض عن الأشياء التي فاتتْنا. الحلقة الأخيرة كان فيها كل شيء، فرحٌ وحزن وإحساس بأن القِصة انتهت هنا، وفجأةً وبعد مرور سنة، شاهد الناس (هضامة) ورجِعْنا إلى الحياة، وكأنني أقول للناس «كل عيد وأنتو طيّبين، افرحوا».
? وكيف تفاعل الجمهور مع النهاية؟
- لمستُ عبر «السوشيال ميديا» أن الناس كانوا خائفين من النهاية الحزينة. هم كانوا متعاطفين مع «كارما» برغم أنه كانت لديها مواقف غير عادلة أحياناً، وبرغم أنها كانت تراها عادلة. كان معنا مخرج كبير عرف كيف يحتضن الدراما ويحافظ عليها، مع أننا اضطررنا إلى اختصار الكثير. هناك قصص أخرى، إلى جانب القصة الأساسية أُجبرنا على اختصارها، كي لا يهتزّ السياق الدرامي.
? أعلنتِ انزعاجك مراراً من أمور إنتاجية عبر تغريداتٍ نَشَرْتِها على «تويتر»؟
- طبيعي أن يحصل انزعاج بسبب ضغط العمل. كنا نتمنى تعاوناً ليس من فريق الإخراج بل من فريق الإنتاج، وهذا الأمر تحقق، بعدما أبديتُ انزعاجي. شركة الإنتاج تفهّمتْ طلباتنا لأن مستوى سيناريو القصة كان يتطلب أشياء معينة. ومطالبنا تحققتْ في النهاية وحَصَدَ العمل ما يستحقه من النجاح.
? هل خرجتِ من هذا العمل بخلاصة معينة؟
- خرجتُ من العمل بتجربة جديدة مع فريق (كاسْت) من جنسيات مختلفة. نحن خاطرنا بالتغيير في نوعية الكاسْت، واستعنا بوجوه جديدة. وأنا أشدد على المخرج لأن خيري بشارة كان الأب الروحي للعمل، ونحن شعرنا بالاطمئنان وبأننا نقدّم دراما حقيقية، تشدّ المشاهد، من خلال كل شخصيات العمل وليس من خلال كارما فقط.
? هل نال «لعنة كارما» ما يستحقّه بعد ولادة عسيرة، خصوصاً أنه رافقتْه بعض المطبات قبل البدء في التصوير؟
- لم تكن ولادة عسيرة، بل ما حصل كان طبيعياً لأن أي مُخْرِج في حاجة إلى أن يأخذ حاجته من الوقت، وأن يدرس العمل جيداً، وهذا حقه، بما أننا انتقلنا إلى أخرى، ومن مُخْرِج إلى آخر، وهذا تطلّب تحضيرات. خيري بشارة مُخْرِج كبير وهو يحب أن يأخذ وقته بما يكفي. التروي صبّ في مصلحة العمل وأخرجه بشكل صحيح إخراجاً وإنتاجاً وتصويراً.
? وكأننا شعرنا في البداية بأنه كانت هناك محاولات كي لا تظهري في رمضان؟
- المسلسل عُرض على 12 محطة بسبب ثقة الميديا بالعمل. إلى ذلك حصل تغيير في موقف الميديا من المسلسل بعد أيام قليلة من بدء عرضه، وتم التعامل معه كما كان يحصل مع الأعمال الأخرى، ولا أعرف لماذا كان هناك ضغط على اسمي في مصر، ولكنه ما لبث أن زال وظهَر العمل، وصار الناس يريدون متابعته.
? هل انشغالك بالتصوير حال دون أن تتابعي أي عمل؟
- أنا استمررتُ في التصوير حتى 24 رمضان، فلم أستطع متابعة أي عمل، شأن كل من يواصلون التصوير في رمضان، ولكن قد نشاهد الأعمال مستقبلاً، لأن فنانين كثراً قدّموا مسلسلات حلوة كيسرا ونيللي كريم وإيمي سمير غانم وعادل إمام، وهؤلاء تَستحق أعمالُهم المتابعة.
? الدراما المشتركة تُحقِّق نجاحات كبيرة. هل يمكن أن نشاهدك خلال الفترة المقبلة في عمل مشترك؟
- طبعاً. هناك عرْض من شركة الصبّاح أدرسه حالياً. لكن بالنسبة إلى الإنتاج الرمضاني فإنني أجد أن اسمي هو في الإنتاج المصري، لأن الدراما المصرية هي الأعلى مشاهَدة وأهمية في رمضان مع احترامي للأعمال الرمضانية العربية الأخرى كالسورية والخليجية. لكن لا يمكن أن ننكر أهمية وسيطرة الدراما المصرية في شهر رمضان، لأنها تحقق مشاهدة عالية، وأهمّ 3 أعمال درامية كانت مصرية. ولكن نحن حرصنا على التنويع في «لعنة كارما»، وكانت معنا الممثلة القديرة عبير عيسى من الأردن، وفارس رحومة من النمسا، و«حضرة جنابي» لبنانية (تضحك). شركة الإنتاج وثقتْ بنا وفتحت الإمكانات، ولا شك أن وجود خيري بشارة أوصلَنا إلى برّ الأمان.
? أشعر وكأن مسلسلك المقبل سيكون مع خيري بشارة؟
- هو رجل المرحلة، ووجوده يشكل عودة الزمن الجميل للإخراج. فهو صاحب خبرة ولديه ميزة ليست موجودة عند الآخرين، فهو يقول: «أنا هاوي فن دائماً وأتعلم دائماً» مع أن خبرته في الإخراج عمرها 50 عاماً. كان يقول: «أنا شاب صغير وحابب يكون حولي ممثلين صغيَّرين علشان يطلَّعوا مني كل طاقة جديدة»، ولذلك هو الأكثر تميزاً بين المخرجين. هو أهمّ مخرج موجود اليوم على الساحة، ويعرف كيف يتعاطى مع الممثل ويعطيه طاقة إيجابية وثقة بالنفس.
? هل منحك مسلسل «لعنة كارما» الفرصة للتنويع في الأداء وفي «اللوك» أيضاً؟
- كنت متلوّنة. موضوع المسلسل ليس قصة، حب كما قال البعض، بل يقوم على استرجاع كارما لحقّها والانتقام. مَن يُرِد الانتقام لا يشعر دائماً بأنه سيكون رابحاً، ويستعدّ لكل الظروف. كارما مرّت بكل هذه الظروف ولديها تخطيط في التعامل على قاعدة «لكل مقام مقال». مع شلّتها تكون «سبور»، مع صافي يجب أن تترك أثراً إيجابياً وفورياً كي يثقوا بها، وأن تعطي معلومات حقيقية عن نفسها، وأن تضع في حسابها أنهم لو حاولوا التدقيق في صحة المعلومات التي قدّمتْها فسيجدونها صحيحة. في كل مكان كانت هناك مساحة لأن تُبْرِز الشخصية المناسبة. وعلى عكس أدواري السابقة التي تطلبت إجهاداً بالشكل، في «لعنة كارما» كانت كارما مرتاحة ولا شيء يمنع من أن تكون «مذوقة» في شكلها.
? الآن، هل تفكّرين في طرْح الألبوم الجديد؟
- فتحتُ الألبوم مجدداً وأضفتُ إليه أغنية «صاروخ». وسنطرحه بعد انتهاء كأس العالم. هناك مفاجآت جديدة وكليب جديد سأطرحه بالتزامن مع إطلاق الألبوم الذي أتفرّغ حالياً له. وفي الوقت نفسه عُرض علي فيلم سينمائي نحضِّر له مع المخرج أحمد خالد موسى، وهو مخرج موهوب جداً ومن جيلنا. لا شيء يمنع الاستعانة بالمواهب الشابة، لأن لديها أفكاراً حلوة وتتلاقى مع تفكيري. هو يريد التعامل معي ويقول إنه يجد فيّ طاقات لم أقدّمها سابقاً.
? خرجتِ من المسلسل وبدأتِ العمل فوراً. ألن تأخذي إجازة؟
- إجازتي لا توقيت لها، بل يمكن أن آخذها بين عمل وآخر. أنا سلّمتُ الألبوم وصوّرتُ الكليب، وسأطلّ في مهرجان «بياف»... وباي باي. وبعدها سأحضِّر للفيلم قرابة شهر بين مناقشة القِصة والجلوس مع الكاسْت والمُخْرِج.